TOP

جريدة المدى > سياسية > صدام لـ"غورباتشوف"عام 1991: ساعدونا في صد هجوم الولايات المتحدة البري

صدام لـ"غورباتشوف"عام 1991: ساعدونا في صد هجوم الولايات المتحدة البري

نشر في: 19 فبراير, 2011: 08:35 م

 ترجمة / عمار محمد كاظمبينما كانت الولايات المتحدة تقود هجومها في حرب الخليج الثانية  في الرابع والعشرين من شباط  عام 1991 كان صدام يوجه انزعاجه إلى هدف مختلف، وهو الرئيس السوفيتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف  فقد بعث صدام بوزير خارجيته الى موسكو
 في اجتماع استمر لـ 11 ساعة دعاهم فيها إلى صد الهجوم البري. وبعد رفض غورباتشوف ذلك عرض صدام سحب القوات من الكويت خلال 21 يوما لكن الولايات المتحدة على ما يبدو كانت مستمرة في حملتها  البرية، وقد كتب صدام في الليلة السابقة على الهجوم رسالة متوترة الى الزعيم السوفيتي قائلا " لقد أصبحت الحالة الآن أكثر سوءا فامتنا وجيشنا غدا مشوشا ونحن نسال أنفسنا من كان أكثر أهمية هل هو اقتراح الاتحاد السوفيتي أم التهديدات الأمريكية؟ ومن خلال الحديث مع مساعديه كان صدام اقل دبلوماسية فقد وصف غورباتشوف بالوغد الذي يفتقر إلى الإرادة، او التأثير على جورج بوش الأب، مضيفا " لقد خدعنا وكنت اعرف انه سيخوننا". إن عملية الكشف عن هذه المشاورات المغلقة في اليوم الأول من حرب عام 1991 كانت عبر وثائق في أرشيف عراقي غير اعتيادي يتضمن 2300 ساعة من الاجتماعات المسجلة، وملايين من صفحات الوثائق التي تم العثور عليها من قبل القوات الأمريكية بعد عام 2003. وكان جزء صغير فقط من هذا الأرشيف تم خزنه رقميا في جامعة الدفاع الوطنية تم رفع السرية عنها وإطلاقها للباحثين وكان تقرير حكومي في عام 2008 قد طلب سحب 24 وثيقة لغرض إعلانها لكنها لحد الآن غير متوفرة في هذه المجموعة. تاريخ تلك الحرب كان موثقا بشكل جيد لكن الوثائق الجديدة تعطينا تفاصيل جديدة ومثيرة عما كان يجري داخل القيادة العراقية آنذاك بضمنها غضب صدام من السيد غورباتشوف وسوء فهمه لما كانت تقوم به الولايات المتحدة من أعمال عسكرية. ومع هذه الأجزاء القليلة عما كان يجري في ميدان القتال والغرف المليئة بالأتباع المتحمسين للحصول على النجاح فان صدام كان مقتنعا أن الولايات المتحدة كانت تفتقر إلى العزيمة في شن حرب طاحنة على الأرض كما تظهر الوثائق.  وكان صدام يتوقع حتى انه مع مقتل جندي أمريكي واحد مقابل أربعة جنود عراقيين فان الولايات المتحدة سوف تتعثر وقد خطب في مساعديه ان اشعال حقول النفط الكويتية لإعاقة طائرات التحالف هو وسيلة عسكرية صحيحة لا تغضب العالم  وظل هو ومساعديه بإساءة قراءة العلامات حول فيما إذا كان الهجوم البري قد بدا أم لا؟. وعند عقد مقارنة بين النسخ المنشورة في مكتبة جورج بوش الرئاسية في تكساس في جامعة "اي اند ام " مع الوثائق العراقية المكتشفة فقد تم تصوير غورباتشوف على انه يحاول أن يكون مهندسا يحمي  زبون الاتحاد السوفيتي السابق – العراق- ويجعل السوفيت شريكا على قدم المساواة مع الولايات المتحدة في الدبلوماسية الدولية في الوقت نفسه الذي يظهر عدم الرغبة في تعريض علاقاته للخطر مع إدارة الرئيس بوش. بوش الأب من جهته  بدا وكأنه الزعيم الذي أراد تهدئة غورباتشوف حتى مع تمسك الولايات المتحدة بانسحاب العراق غير المشروط من الكويت فقد كلم بوش غورباتشوف بالهاتف قائلا "إنهم جيرانك والبعض منهم أصدقاؤك نحن نعرف المصالح السوفيتية في المنطقة ونريد إبعاد قواتنا بأسرع ما يمكن فانا اعرف كيف يشعر الإيرانيون والآخرون جراء ذلك". وقد لا حظ جيفري انجل الاستاذ في مدرسة بوش للحكومة والخدمات في تكساس انه على الرغم من النقاشات الحامية في ذروة الحرب مع العراق لكن بوش وغورباتشوف كانا مهتمان أساساً بحماية مستقبل العلاقات السوفيتية الأمريكية. بعد بدء الحملة الجوية في شهر كانون الثاني من عام 1991 كانت هناك تحضيرات لجوم بري محتمل مع التصعيد في الحرب على العراق وعلى بعد أيام من بدء الحملة حاول غورباتشوف أن يقوم بمهمة صنع السلام وبعد زيارة طارق عزيز الى موسكو اتصل غورباتشوف بعد بالرئيس بوش  قال فيه انه يحس بتغيير جدي في موقف العراق طبقا لما تقوله الوثيقة في مكتبة بوش لكن الرئيس غورباتشوف قال بان العراق لم يتقدم بطلب كهذا كما أن العراقيين قد طلبوا مهلة 6 أسابيع لغرض الانسحاب من  الكويت لكن السوفيت قد الحوا على أن تكون المهلة 21 يوما وهذا بالنسبة  للسيد بوش امر كثير على جدول مواعيده  للانسحاب وتعويض الكويت وخطة تتضمن التعامل مع أسلحة  العراق الكيمائية والبايلوجية وبرامج الأسلحة النووية  لكن جهود غورباتشوف قد فشلت مع إشعال حقول النفط  الكويتية  التي كان ينظر إليها صدام كوسيلة دفاعية. عن نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

«رعب ترامب».. الحكومة تخالف «الإطار» وتفاوض لـ«دمج فصائل» و«النجباء» تتراجع
سياسية

«رعب ترامب».. الحكومة تخالف «الإطار» وتفاوض لـ«دمج فصائل» و«النجباء» تتراجع

بغداد/ تميم الحسن اقترب «الرعب» – كما يسميه محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة، في وصفه لدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي – من الجلوس في البيت الأبيض، ومعه تراجعت «الفصائل»، وقدمت بغداد وصفة حل تمهيدية لأزمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram