الموصل / سيف الدين العبيدي
في احتفالية وُصفت بأنها الأكبر في تاريخها، احتفلت جامعة الموصل بإيقاد شعلة عامها الثامن والخمسين، تزامنًا مع حصولها على «جائزة الاعتماد المؤسساتي»، وبحضور عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم وزير التخطيط محمد تميم، ووزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، ومحافظ نينوى عبد القادر الدخيل، ورئيس لجنة التعليم العالي النيابية مزاحم الخياط.
الجامعة، التي تضم 25 كلية علمية وإنسانية، تميزت هذا العام بتولي سبع نساء منصب عميدات، في رسالة واضحة لدعم المرأة الأكاديمية، لتكون بذلك الجامعة العراقية التي تضم أكبر عدد من الكوادر النسوية في مجلسها. وتُعد جامعة الموصل «الأم» لجامعات مدينة الموصل، كونها الأقدم والأكبر من حيث عدد الكليات والمساحة والبحوث العلمية، وتستقطب أكثر من 80 ألف طالب وطالبة من نينوى ومختلف محافظات العراق.
تأسست الجامعة في عام 1967، وكان مقرها الأول في منطقة الدواسة بالجانب الأيمن من المدينة، قبل أن تنتقل إلى منطقة الفيصلية، ثم إلى موقعها الحالي في منطقة «المجموعة الثقافية» بالجانب الأيسر منذ عام 1970. وكانت كليتا الهندسة والعلوم أولى كلياتها، بينما تولّى رئاستها في بداياتها الأكاديمي الراحل الدكتور محمود بك الجليلي. وتعرض مبنى رئاسة الجامعة في عام 2016 لقصف من قوات التحالف الدولي، وكان يُعد حينها الأكبر بين مباني رئاسات الجامعات العراقية.
شهدت الاحتفالية مشاركة واسعة من الطلبة الذين ارتدوا الأزياء الشعبية والتراثية لمختلف القوميات والأديان في نينوى، من العرب والأكراد والتركمان والآشوريين، في مشهد عبّر عن التعددية والتنوع الاجتماعي في مدينة «أم الربيعين».
وفي كلمة مصورة، هنأ وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي الجامعة بمناسبة عيد تأسيسها، مشيدًا بمكانتها العلمية، ومؤكدًا دعم الوزارة الكامل لمسيرتها التعليمية ودورها البارز في بناء الأجيال.
وكان للفرقة الوطنية للفنون الشعبية حضور لافت في الحفل، حيث قدّمت عرضًا فنيًا مبهرًا استمر 40 دقيقة، تضمن خمس لوحات فنية وفاصلًا موسيقيًا، استُهلّ بلوحة «العرس الموصلي». وقال قائد الفرقة الفنان فؤاد ذنون في تصريح لـ(المدى) إن العرض الذي أقيم في مسرح صيفي مفتوح حضره أكثر من عشرة آلاف مشاهد، من بينهم وزيرا التخطيط والثقافة، ورئيس الجامعة، وعدد كبير من الأساتذة والطلبة. وأشار إلى أن جمهور الموصل ما زال متعطشًا لهذا النوع من العروض الفنية، مبينًا أن العرض الحالي يُعد الثالث للفرقة في الموصل، بعد مشاركتها في مهرجان الربيع قبل عامين، والذي أقيم آنذاك على مسرح الجامعة.
وأوضح ذنون أن اللوحات الفنية كانت متنوعة، وجمعت بين الفولكلور الموصلي والبغدادي، إلى جانب رقصات من الجنوب العراقي، مضيفًا أن مشاركة الفرقة جاءت تلبيةً لدعوة رسمية من رئاسة جامعة الموصل عبر وزارة الثقافة.