ترجمة: نجاح الجبيلي هل رواية "حجر الصبر" قصة عن الحرب أو حكاية خرافية أو أنها مقطوعة قاسية من الريبورتاج أو إعادة حكاية شهرزاد؟ ومن الجملة الأولى من المشهد الأول " في مكان ما من أفغانستان أو أي مكان آخر" يبدو أنها تنسل من الواقع داخل اللغة المريبة للحكاية الخرافية. ثم هناك غرابة الإطار الذي تدور فيه الأحداث:
 غرفة مفردة تشبه زنزانة يضطجع فيها رجل فاقد الوعي، عيناه مفتوحتان، وزوجته تنحني على جانبه، يسمع صوت طلقات وبعد ذلك سوف ينسحب الجنود بشكل مرعب قريباً. كل لحظة في هذا الفضاء الصغير مدّونة في سجل وإن يكن اتزان حلم فنتازي من موت ذبابة إلى أقصى أفعال العنف والحب شدة. وعلى الرغم من أن المرأة تغادر أحياناً إلا أن القائد لا يفعل مطلقاً. إن هذا السجن المؤثر يدين بالكثير إلى بيكيت كما تدين الكلمات المتقطعة :" الغرفة، رجلها، الجثة في العراء، هذا الجسد الفارغ"، ومثل بيكيت فإن عتيق رحيمي الكاتب والمخرج السينمائي الأفغاني اختار الفرنسية كلغة أم، إذ يراها كوسيلة للمراوغة من "الرقابة الذاتية الإلزامية" التي وجدها حين كان يكتب بالفارسية وسرعان ما جاء التشريف حين منح جائزة الغونكور عام 2008. لكن هذه الملفوظات المتعثرة هي فقط وسيلة لبناء التوتر إلى أن تبدأ المرأة بإلقاء طبقاتها على الرقابة الذاتية وتكشف كل شيء مخبوءاً في قلبها.إن مونولوجها هو محاولة مباشرة من جانب رحيمي لتمزيق الحجاب من حياة النساء الأفغانيات. تتكلم عن الرغبة الجنسية والطاعة والتمرد والتجريد من الإنسانية التي تظهر حين لا يستطيع الجنسان أن يتكلما بشكل حر أحدهما للآخر. أحياناً تكون لغتها مباشرة. " أنت تخلع سروايلي دون أن تقول كلمة" وفي مكان آخر يمنح عدد وافر من  الحكايات الشعبية الإسلامية صدى صوفياً لكلامها.وآخر تلك القصص القديمة التي تلقى بترتيب مع أكثر رؤاها إدهاشاً هي عن حجر الصبر وهو شيء سحري يستطيع من خلاله كل البائسين في العالم حكاية أحزانهم إليه. وفي يوم ما وحين يسمع ما يكفي سينفجر الحجر ويحرر متوسليه من عذاباتهم. هذه القصاصة الغامضة من الأسطورة يجري عصرها من أجل آخر قطرة من السخرية فيما يعادل فعل الشجاعة السياسية والرواية القصيرة ذات الإنشاء الجميل والبارز بشكل عميق.