الرئيسية > سياسية > منظمة دولية: أهالي الحويجة ينتقدون تقرير لجنة التحقيق بالغارة الهولندية لعام 2015

منظمة دولية: أهالي الحويجة ينتقدون تقرير لجنة التحقيق بالغارة الهولندية لعام 2015

 تسببت بمقتل 85 مدنياً منهم دون تلقيهم أي تعويض أو اعتذار

نشر في: 15 إبريل, 2025: 12:07 ص

ترجمة / حامد أحمد

تناولت منظمة، باكس PAX، الهولندية العالمية للسلم ومناهضة الحروب ردود أفعال أهالي ضحايا الحويجة على استنتاجات تقرير "لجنة سورجدراجر Committee Sorgdrager Report" للتحقيق بملابسات غارة هولندية على هدف لداعش وذلك بعد عشر سنوات من وقوعها داخل منطقة سكنية في الحويجة عام 2015 والتي لم تستند على معلومات كافية تسببت بمقتل 85 مدنيا، حيث عبر أهالي الضحايا عن امتعاضهم من عدم الإشارة الى أي اعتذار أو أية نية بتعويض ما حل بهم من دمار وخسائر بشرية ومادية.
وأشارت استنتاجات تقرير اللجنة الذي نشر مؤخرا بعد انتظار طويل بأنه كان من المفترض على الهولنديين ان يعلموا بأنهم سيضربون هدفا وسط منطقة مكتظة بالسكان، وانه قد ارتكبت أخطاء في عملية استهداف المكان مع الافتقار للمعلومات والاستعداد الكافي، وان مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الهولندية علموا مباشرة تقريبا بالآثار التدميرية لهذه الغارة ولكنهم اختاروا المداومة على تقديم معلومات غير صحيحة للبرلمان ومن ثم القائهم اللوم على المعلومات الاستخبارية الأميركية، وعلى مدى سنوات اختارت حكومات هولندية متعاقبة عدم التحقيق بما حل من ضرر جراء الغارة الهولندية على المدنيين هناك واهاليهم.
ووصف وزير الدفاع الهولندي، بريكليمانز، استنتاجات التقرير بأنها "صادمة ومؤلمة" مبينا بانه سيتبنى توصيات التقرير واستنتج بانه "كان من الممكن تلافي ما قد حصل".
وتذكر منظمة باكس الهولندية ان ملخصا بالتقرير نشر بلغة عربية وانكليزية في نفس اليوم وان مدنيين من أهالي الحويجة، قسم منهم التقت بهم لجنة التحقيق، كانوا متلهفين لمعرفة ما استنتجته هولندا بعد عشر سنوات من وقوع الحادث. وان كثيرا من الذين اطلعوا على التقرير من أهالي الضحايا اصابهم اليأس وخيبة الامل مما زاد ذلك من استيائهم وامتعاضهم تجاه الحكومة الهولندية.
محمد عبد الكريم، مدير منظمة آشور غير الحكومية من أهالي كركوك والذي عمل في الحويجة منذ العام 2017 كطرف في فريق البحث في الأضرار المدنية في تقرير صدر بعد الضربة الجوية عام 2022، يقول "الناجون من الضربة الجوية وعوائل الذين فقدوا أرواحهم ينتابهم الغضب الان. انهم يعتقدون بانه قد تم التكتم على معاناتهم او تم تجاهلها في التحقيق والتقرير على حد سواء".
وفي رده على سبب غضب الناجين، أجاب عبد الكريم بالقول إنه "من المؤلم جدا بعد مرور عشر سنوات ان يطلعوا على تقرير أخفق في عكس معاناة أهالي الحويجة ولم يتطرق الى حقوقهم كمدنيين". وبيّن عوائل الضحايا لمدير منظمة المجتمع المدني عبد الكريم بان التقرير أعاد فتح جروحهم وألم الليلة التي وقعت فيها الغارة على الحويجة، وذكروا بان نظرتهم للحكومة الهولندية ازدادت عتمة على انها "لا تعير أهمية لدماء الشعب العراقي".
ومضى عبد الكريم بقوله "أستطيع ان أقول بأن البحث في معاناة الضحايا لم يكن مدرجا ضمن اهتمامات اللجنة التحقيقية. وهذا بحد ذاته يعد مشكلة. وفي آخر المطاف قررت هولندا اجراء تحقيق بما حصل، ولكنهم ركزوا على ما يعنيهم هم كهولنديين وليس ما حل بالناس الذين فقدوا عوائلهم وفقدوا بيوتهم أو موارد معيشتهم. أولئك الذين أنفقوا كل مدخراتهم على نفقات العلاج الطبي او إعادة اعمار بيوتهم. كيف لا ينبغي ان يكون هذا بعد عشر سنوات في مقدمة اهتمامات التقرير؟".
كما هو الحال مع عبد الكريم، فإن تفاؤل مدير بلدية قضاء الحويجة، سعدون الجبوري، سرعان ما تلاشى عند قراءته لمخلص التقرير وأصيب بالإحباط لعدم إيلاء اهتمام لأوضاع الضحايا. وان الهولنديين قد اقترحوا تسليم نسخة من التقرير له في أربيل. وان اغلب الممثلين عن هولندا سيشاركون في اللقاء عبر الانترنت. وطلبت هولندا منه أيضا ان يجلب معه ممثلين عن عوائل الضحايا. وبينما وافق على الدعوة هو نفسه، كرد اولي، فان العوائل قد رفضت الدعوة بقولهم "في عرفنا الاجتماعي، عندما ترتكب خطأ، فينبغي عليك ان تأتي وتعتذر". واستجابة لهذا الأمر فقد عرض مدير البلدية الجبوري تقديم دعوة لاستضافة وفد هولندي الى الحويجة حول هذا الموضوع. وأضاف أيضا انه بعد مرور عقد من السنين "فإنه مطلوب من الحكومة الهولندية الان ان تقدم قبل مجيئها للحويجة تعهدات ملموسة متماشية مع احتياجات الضحايا".
ويقول الجبوري ان فحوى القضية هو ان المدنيين المتضررين في الحويجة ومجتمعهم يشعرون بان مطالبهم لم تحظ باهتمام الحكومة الهولندية وانهم أذاعوا بها على نحو متكرر ويشعرون بأنه تم تجاهلهم، وتتلخص هذه المطالب بتقديمهم تفسيرا واضحا واعتذارا لضحايا الضربة الجوية وزيارة المنطقة ومقابلة السلطات المحلية والضحايا في المدينة وان يقروا بالضرر الذي حصل ويقدموا اعتذارا بصدده. وكذلك تقديمهم تعويضا مناسبا لجميع المدنيين الذين عانوا من أضرار مباشرة وغير مباشرة وتقديم تعويضات فردية ودعم السكان المحليين الذين ما يزالون يعانون لإعادة بناء المنطقة التي دمرها الهولنديين.
وكانت غارة لطائرة هولندية استهدفت مبنى بمدينة الحويجة جنوب غرب كركوك في تموز من عام 2015 كان يستخدمه تنظيم داعش كمصنع للقنابل في مجمع صناعي محاط من ثلاث جهات بأحياء سكنية للمدنيين، وكانت هناك ثلاث شاحنات فيها صهاريج مليئة بالمتفجرات متوقفة عند المجمع الصناعي، وتسبب المزيج الكيميائي القاتل في حصد أرواح ما لا يقل عن 85 مدني من بينهم أطفال ونساء، حيث قتل أشخاص على بعد كيلومتر من الموقع بسبب شدة العصف الذي أعقب الانفجار الهائل.
• عن موقع ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض اربيل للكتاب

مقالات ذات صلة

سياسية

"الإطار" يخشى خسارة الانتخابات أمام السوداني: المسؤول يستقيل قبل ترشحه!

بغداد/ تميم الحسن يتعرض طاقم الحكومة الراغب في الترشح للانتخابات المقبلة لضغوطات من "الإطار التنسيقي"؛ إما القبول بالتحالف، أو يتم تقليم أظافركم. وتبدو، بحسب آخر المعلومات، أن الجبهة الشيعية المؤيدة لتعديل قانون الانتخابات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram