المدى/متابعة
شهدت محافظات جنوب ووسط العراق، موجة عواصف ترابية شديدة أدت إلى تسجيل أكثر من 2750 حالة اختناق في مختلف المناطق، وسط تحذيرات من استمرار تدهور الأحوال الجوية خلال الساعات المقبلة.

في محافظة ميسان وحدها، أفاد مصدر طبي بأن عدد المصابين بحالات اختناق بلغ 656 شخصاً، توزعوا على 12 مستشفى وطوارئ في عموم المحافظة. كما سجّلت دوائر الصحة في محافظات البصرة، المثنى، الديوانية، ذي قار، والنجف أكثر من ألفي حالة اختناق أخرى، بواقع 749 حالة في البصرة، و700 في المثنى، و322 في الديوانية، و174 في ذي قار، و150 في النجف.

وأكدت المصادر الصحية أن هذه الأرقام تبقى أولية وقابلة للارتفاع مع استمرار العاصفة في عدة مناطق، خصوصاً في المحافظات الجنوبية حيث كانت شدة العاصفة أكبر.

وفي ظل هذه الظروف، قررت جامعة البصرة تعطيل الدوام الرسمي ليوم الثلاثاء، حرصاً على سلامة الطلبة والمنتسبين، نظراً لاستمرار موجة الغبار التي تسببت بتدني الرؤية الأفقية بشكل كبير.

بدورها، حذرت هيئة الأنواء الجوية المواطنين من استخدام الطرق الخارجية نتيجة تدني مستوى الرؤية إلى أقل من كيلومتر واحد في بعض المناطق، مشيرة إلى أن النشاط الكبير في الرياح السطحية، القادمة من شرق السعودية، تسبب باندفاع كثيف للغبار نحو جنوب ووسط البلاد.

ورغم شدة العاصفة، لم تتأثر حركة الملاحة الجوية في مطاري بغداد والبصرة، بحسب الهيئة، لكن الملاحة الجوية في مطار البصرة توقفت مؤقتاً بعد انعدام الرؤية، قبل أن تُستأنف تدريجياً مع تحسّن طفيف في الظروف الجوية مساء الاثنين.

وأوضح المتنبئ الجوي صادق العطية أن العاصفة ناتجة عن التقاء منخفض جوي جاف قادم من الجزيرة العربية بآخر بارد من الجهة الغربية، ما تسبب بفوارق حرارية كبيرة أثارت كميات ضخمة من الغبار. وبدأت العاصفة صباحاً من شرق السعودية وغرب الجنوب العراقي، قبل أن تمتد إلى باقي المدن.

وأشار العطية إلى أن مدى الرؤية انخفض إلى 200 متر داخل المدن، وانعدمت تماماً على الطرق الخارجية. كما توقع أن يبدأ الغبار بالانحسار التدريجي خلال ساعات الليل، ليخف تركيزه بشكل أكبر مع فجر الثلاثاء، متجهاً نحو شرق العراق وشبه الجزيرة العربية.

وفي المقابل، تتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار في مناطق الشمال والغرب، قد تتساقط كثيفة في محافظات الموصل وأربيل وصلاح الدين، مع احتمالية تساقط الثلوج في المرتفعات الجبلية مثل السليمانية ودهوك. كما من المنتظر أن تشهد البلاد انخفاضاً في درجات الحرارة بين 6 إلى 8 درجات، لتصبح الأجواء أكثر برودة ليلاً ومعتدلة خلال النهار.

ومع تزايد حالات الاختناق، دعت الجهات الصحية المواطنين، لاسيما من يعانون أمراض الجهاز التنفسي، إلى تجنّب الخروج واستخدام الكمامات، مع متابعة مستمرة لتحديثات الطقس واتخاذ أقصى درجات الحذر حتى انقضاء العاصفة بشكل كامل.

ومن المتوقع أن تستمر التأثيرات المناخية خلال الساعات المقبلة، ما يُبقي احتمالية تسجيل المزيد من الإصابات والحوادث قائمة، في ظل ظروف جوية غير مستقرة تعيشها البلاد.