متابعة / المدى
أعلنت هيئة الأنواء الجوية، عن تأثر مناطق جنوب ووسط العراق بموجات غبار كثيفة، عازية ذلك إلى "نشاط الرياح السطحية الغربية والجنوبية الغربية القادمة من شرقي السعودية وغربي البلاد".
وأشارت إلى أن العاصفة الغبارية أدت إلى "تدني الرؤية الأفقية إلى أقل من 6400 متر في أغلب المناطق، وتوقف الملاحة الجوية في مطار البصرة الدولي مؤقتاً".
وقال عامر الجابري، مدير إعلام الهيئة إن قسم التنبؤ الجوي كان قد أصدر تقريراً استباقياً بشأن تأثر البلاد بهذه الحالة الجوية، مضيفاً أن تأثير العواصف الترابية انحسر تدريجياً منذ مساء أمس، وعادت الأجواء إلى طبيعتها في أغلب المناطق، فيما لا تزال بعض آثار الغبار العالق موجودة في المناطق الجنوبية.
وتوقع الجابري استمرار تقلبات الطقس وتصاعد الغبار خلال شهر نيسان الحالي، بسبب الفوارق الحرارية ونشاط الرياح، مشيراً إلى أن الغبار الذي شهدته البلاد يوم أمس كان خليطاً من الغبار المحلي والدولي القادم من شرق السعودية وغرب العراق.
وأوضح أن الهيئة تتوقع أن تكون سرعة الرياح اليوم (أمس) بحدود 40-45 كيلومتر في الساعة، ما قد يتسبب في تصاعد الغبار، مع وجود فرص لأجواء صحوة في المناطق الجنوبية.
وفيما يتعلق بتوقعات صيف 2025، ذكر الجابري أنها ستكون مقاربة لما سجل في العام الماضي، مع الإشارة إلى أن شهري آب وتموز يشهدان عادةً حالة من عدم الاستقرار في الطقس، وارتفاعاً وانخفاضاً في درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تصاعد الغبار المحلي والدولي.
وأشار إلى أن البلاد شهدت حتى الآن عاصفتين أو تصاعداً للغبار، كان أشدها عاصفة يوم أمس، بسبب الغبار المحلي والغبار القادم من المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية، ما أدى إلى تدني الرؤية الأفقية في جميع مناطق البلاد.
3700 حالة اختناق
في السياق، أعلنت وزارة الصحة العراقية في حصيلة جديدة تسجيل أكثر من 3700 حالة اختناق جرّاء عاصفة رملية ضربت الاثنين وسط وجنوب البلد.
وذكرت أن "عدد حالات الاختناق التي تم تسجيلها بسبب موجة الغبار ليوم (الاثنين) ولغاية الآن بلغ 3747 حالة دخول إلى ردهات الطوارئ في بغداد والمحافظات".
وأكّد عدم تسجيل أي وفيات "ولا حالات رقود في العناية المركّزة"، مشيرا إلى أن معظم المصابين غادروا المستشفيات "بعد تلقي العلاجات اللازمة" و"تماثلوا للشفاء التام".
ولفت إلى أن العدد الأكبر سُجّل في محافظة البصرة (جنوب) حيث دخل 1041 مصابا بحالات اختناق إلى المستشفى، تليها محافظتا المثنى (874 حالة) وميسان (628).
وقررت السلطات في البصرة تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء "بسبب سوء الأحوال الجوية"، حسبما ورد في بيان لديوان محافظة البصرة نشرته وكالة الأنباء العراقية. وأدّت العاصفة الرملية بين بعد ظهر الاثنين وأولى ساعات صباح أمس الثلاثاء إلى انعدام الرؤية في العديد من المناطق وعرقلة حركة الملاحة الجوية في مطارَي النجف والبصرة الدوليين، بحسب وزارة النقل العراقية.
وخلال عاصفة رملية مماثلة في أيار/مايو 2022، سجّل العراق وفاة شخص واحد على الأقلّ ودخول نحو خمسة آلاف شخص المستشفى بسبب إصابتهم بمشاكل تنفسية.
وقالت السلطات الصحية وقتها إن أكثر المتضررين من هكذا عواصف هم الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو وكبار السن الذين يعانون من قصور في القلب.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة تراجعت حدتها نسبيا في عامَي 2023 و2024، زادت العواصف الرملية من حيث العدد والشدة في السنوات الأخيرة في العراق.
ويقول خبراء إن العواصف الترابية قد تزداد سوءا في العراق الذي تعتبره الأمم المتحدة واحدا من الدول الخمس الأكثر تأثرا ببعض أوجه التغيّر المناخي.