ذي قار / حسين العامل
أفادت عائلة الناشط التشريني احسان الهلالي (أبو كوثر) وناشطون في مجال التظاهرات باعتقال الناشط احمد عودة الهلالي في محافظة السليمانية على يد قوة خاصة، فيما وصفت والدته ملاحقة افراد عائلتها من قبل القوات الأمنية بالمؤامرة، داعية وزير الداخلية لاعتقال المتورطين بمجزرة جسر الزيتون بدلا من ملاحقة أولادها وبقية المتظاهرين.
ويأتي اعتقال الهلالي بالتزامن مع صدور حكم بالسجن لمدة 15 عاما على شقيقه احسان واعتقال شقيقه الأصغر عباس واعتقال وتعذيب والدهم قبل ذلك ببضعة أيام وصدور أوامر قبض بحق شقيقيه حسن وحسين، وهو ما وصفه المدونون على صفحات التواصل الاجتماعي بانها العائلة المظلومة التي تدفع ثمن مشاركتها بالتظاهرات المطلبية.
وقال ناشط في مجال التظاهرات لـ(المدى) إن "الناشط احمد الهلالي جرى اعتقاله من قبل قوة خاصة تدعمها الشرطة المحلية في محافظة السليمانية"، مبينا ان "الهلالي سبق وان لجأ الى السليمانية اثر ملاحقته من قبل القوات الأمنية في ذي قار على خلفية مشاركته بتظاهرات تشرين".
وتحدث الناشط الذي فضلت المدى عدم ذكر اسمه عن "محاولات يتبناها ناشطون ومنظمات إنسانية للحيلولة دون تسليمه الى شرطة ذي قار كونه لاجئ لأسباب تتعلق بحرية الراي والتعبير".
وبدورها اكدت والدة احسان الهلالي خبر اعتقال ولدها احمد وناشدت زعامات دينية وشخصيات عشائرية بالتدخل لإنقاذ افراد اسرتها من الملاحقات الأمنية التي تستهدفهم، وأوضحت في مقطع فيديوي تابعته (المدى) ان "قوة خاصة من مكافحة الإرهاب توجهت من بغداد الى السليمانية لاعتقال ولدي احمد"، محذرة من "تعرض ولدها للتعذيب او الوفاة".
وناشد والدة احسان شيوخ العشائر والسيد مقتدى الصدر واشخاص اخرين للتدخل وحماية افراد اسرته من استهداف القوات الامنية، وتساءلت "ماذا يريد وزير الداخلية منا؟".
وكشفت والدة احسان عن ما تعرضت له اسرتها مؤخرا اذ اعتقل ولدها الأكبر احسان ومن ثم والده وحاليا احمد، مشيرة الى تعرض احد أولادها المدعو حسين الى التعذيب في سجن مطار المثنى قبل ان يفرج عنه، ليجد نفسه مرة أخرى ملاحقا بأوامر قبض قضائية مع شقيقه حسن.
وتابعت انه "كان وزير الداخلية حريص حقا على تطبيق القانون عليه ان يلقي القبض على قريبه جميل الشمري المتورط بمجزرة جسر الزيتون"، واصفة ما يحصل لأفراد اسرتها بالمؤامرة.
وبدوره نشر حسن الهلالي شقيق احسان الأصغر صور اشقائه المعتقلين على صفحته الشخصية وكتب تحتها قائلا "لو نعيش سوه لو نموت سوه، طريق واحد مصير واحد، اخوتي احزام ظهري، الظلم ما يدوم الله موجود". فيما كتب المدون علي رشيد في تغريدة مقرونة بصور 3 افراد معتقلين من اسرة احسان الهلالي "هذه العائلة لم ترفع سلاحا لم تهدد امنا لم تحرض على فتنة لم تتآمر على وطنها كل ما فعلته انها صرخت من القهر من الظلم من وجع السنين"، وأضاف "صرخت لان الدولة التي كان يفترض ان تحميها اصبحت تطاردها وتلاحقها وتكسر كرامتها". واستطرد رشيد في تغريدته التي تابعتها المدى "ابنهم ابو كوثر حكم عليه بخمسة عشر عاما اخوه احمد اعتقل عباس مراهق لم يبلغ الثامنة عشرة اُخذ هو الاخر اثنان من اخوته مشردون والدهم الكبير في السن اعتقل وعُذب والام المنهكة صحتها تتدهور ومناشداتها تموت في الهواء ولا أحد يسمع".
وتساءل رشيد قائلا "فأي عدالة هذه التي تعاقب الجميع دون تمييز وأي وطن هذا الذي يُرعب ابنائه بدل ان يحنو عليهم"، وأردف "هل اصبح الصوت جريمة وهل اصبح الحزن عداء وهل صار الوجع خيانة وهل من يحب العراق يُكافأ بالاعتقال والتشريد والتعذيب".
وتابع "هذه العائلة لم تطلب منصبا لم تساوم على الوطن لم تعبث بالدماء فقط ارادت وطنا يحتويها لا وطنا يسحقها ارادت دولة تسمع صوتها لا دولة تخنقه"، وخلص الى القول "نطالب بدولة تحمي لا تنتقم ترعى لا تقسو تحتضن لا تطرد تسمع لا تخرس تداوي لا تزيد الألم".
وكانت الأوساط الشعبية وناشطو التظاهرات في ذي قار أعربوا يوم (8 اذار 2025) عن استنكارهم لاعتقال الناشط الأبرز في تظاهرات تشرين احسان الهلالي (أبو كوثر)، محذرين من استغلال ملف المتظاهرين لأغراض الابتزاز السياسي والتغطية على الازمات الراهنة.
فيما أفادت اسرة الناشط التشريني احسان أبو كوثر يوم (23 اذار 2025) بتعرض منزلها للتطويق والمداهمة من قبل القوات الأمنية للمرة الثانية خلال اقل من أسبوعين، وفيما اكدت استخدام الذخيرة الحية والدخانيات وضرب واعتقال والد الناشط المذكور والاستيلاء على قطع من اثاث المنزل، وصفت الإجراءات الأمنية بالاستفزازية كون أبو كوثر معتقل منذ أكثر من أسبوعين في أحد المراكز الأمنية.
واثار الحكم الصادر يوم الاحد (13 نيسان 2025) من محكمة جنايات ذي قار والقاضي بالسجن 15 عاما على الناشط الأبرز في تظاهرات الناصرية احسان أبو كوثر حالة من الاستغراب بين أوساط المتظاهرين ومناصريهم، ففي الوقت الذي عده البعض من الناشطين تصفية حسابات للانتقام من الحركة الاحتجاجية، وصفته عائلة أبو كوثر بالمؤامرة لزرع الفتنة بين الصدريين والتشرينيين.
وكانت محكمة جنايات ذي قار أصدرت يوم الاحد (13 نيسان 2025) حكمًا بالسجن لمدة 15 عاماً بحق الناشط إحسان الهلالي "أبو كوثر" وفق أحكام المادة 405 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل. وذلك بعد إدانته بجريمة قتل أحد الاشخاص اثناء مواجهات دامية دارت يوم الجمعة (27 تشرين الثاني 2020) بين اتباع التيار الصدري ومتظاهرين تشرينيين في ميدان التظاهرات بساحة الحبوبي اسفرت عن استشهاد 7 اشخاص وجرح 70 اخرين من كلا الجانبين بينهم المجني عليه حمزة رائد عدنان الذي ادين الهلالي بقتله.