TOP

جريدة المدى > سياسية > نساء إيزيديات متطوعات يطلقن مشروع البيئة الخضراء في سنجار

نساء إيزيديات متطوعات يطلقن مشروع البيئة الخضراء في سنجار

 شبكة من 40 عضوة لزراعة الأشجار وتدوير النفايات

نشر في: 16 إبريل, 2025: 12:11 ص

 ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير نشر على موقع، مونجابي Mongabay، الدولي المعني بالبيئة قيام متطوعات من ناجيات إيزيديات بإطلاق مبادرة مشروع البيئة الخضراء النظيفة Clean Green في منطقة سنجار وما حولها تتخللها زراعة أشجار وتدوير مخلفات النفايات الى منتجات مبتكرة في وقت تضاعف فيه عدد المتطوعات من خمس عند بدء المشروع الى شبكة من 40 عضوة.

نساء إيزيديات ناجيات من حرب وتشريد وإرهاب يجتمعن سوية من اجل التغيير وإعادة البناء ولكن ليس إعادة بناء حياتهن فقط بل الأرض التي حولهن أيضا. وهن مسلحات بمجاريف وجرادل قمن بتحويل المساحات الجرداء في منطقة الخانكة قرب سنجار الى واحات خضراء بزراعة أكثر من 2,000 شجرة مع زراعة أمل في مكان كان اليأس يوما متجذرا فيه.
جهود هؤلاء النسوة هو جزء من مبادرة، البيئة النظيفة Clean Green، وهي مبادرة بيئية لغرس الأشجار اسستها نساء إيزيديات صممن على استعادة وإصلاح الأراضي وما حولهن. وبدأ المشروع عام 2023 بخمس متطوعات فقط وتضاعف العدد منذ ذلك الحين الى شبكة من 40 عضوة يقمن بزراعة الأشجار وتدوير النفايات وتعليم وتوعية الأطفال بأمور البيئة.
بالنسبة للإيزيدية، سوزان هاسكاني، التي هربت من داعش وهي بعمر 14 عاما، كان الالتحاق بمشروع البيئة النظيفة هو لغرض في نفسها، حيث تقول "عندما وصلت لأول مرة الى بلدة خانكه قرب سنجار، لم أكن أفكر بالأشجار او التنظيف. كنت أفكر بالأمان كأي شخص آخر".
سوسن شيخو، مؤسسة مبادرة البيئة النظيفة، تقول "قسم من العوائل النازحة تريد الان العودة الى سنجار، وحتى لو كانت سنجار آمنة فان الأهالي لا يستطيعون ممارسة الزراعة كما في السابق. هناك شحة بالأمطار والأرض أصبحت جافة قاحلة".
واستجابة لهذا الوضع قامت المجموعة وبجهود منها بزراعة أشجار في منطقة خانكه التي تبعد 100 كم عن سنجار مثل أشجار البرتقال والزيتون والصنوبر، هذه الأصناف تم اختيارها لأنها مقاومة لظروف التغير المناخي، وعلى امتداد شوارع بلدة خانكه قمن بتشكيل جيوب من مساحات خضراء للتقليل من آثار العواصف الترابية. وتقول سوسن شيخو "هذه الأشجار هي أكثر من كونها نباتات، فهي تذكرنا بأن شيئا يمكن ان يبقى ينمو هنا".
بالنسبة لهؤلاء النسوة، فان إحياء الأرض هو شيء يفوق معنى الزراعة فقط، فهو يعني العودة الى مكان كان قد تم تجاهله في سنين مضت. وفي منطقة تعاني من جفاف وتصحر، فان هذا العمل يوفر حبل حياة لكل من التربة والناس الذين بقوا متجذرين فيها.
ويذكر التقرير انه على الرغم من هزيمة داعش فان الإيزيديين ما يزالون الى اليوم يواجهون تحديات كبيرة. حيث ان آلاف من نساء إيزيديات وأطفال ما يزالون في عداد المفقودين، وان الذين نجوا يعانون من صدمات نفسية وقلة رعاية صحية. وفي سنجار فان عمليات إعادة الاعمار تجري على نحو بطيء وظروف التوترات الامنية ما تزال قائمة مع بقاء مجاميع مسلحة مختلفة متواجدة فيها والتي تسبب حالات عدم الاستقرار، مما يجعل ذلك عملية عودة النازحين أمرا صعبا، ما يزيد ذلك من معاناتهم أكثر.
وبالنسبة للذين ما يزالون في حالة نزوح، فان العمل البيئي، مثل مبادرة البيئة النظيفة، أصبح وسيلة للتعافي وإصلاح الأرض وحماية البيئة. وان عملية زراعة الأشجار وتدوير النفايات ليسا مجرد ممارسة روتينية بل هما عمل ونشاط يتمثل بإعادة الحياة والبناء لما تم فقدانه بالنسبة لهم.
وان مبادرة البيئة النظيفة قد فتحت فرصا جديدة لنساء إيزيديات، حيث ان كثير منهن كن مقيدات اجتماعيا. وتقول شيخو "في ثقافتنا غالبا ما تبقى النساء في بيوتهن. في بداية انطلاق المشروع كان الناس يسخرون منا بانه من المعيب ان تخرج النساء وتعمل في جهود رفع النفايات. ولكن الان فان هؤلاء الناس أنفسهم يطلبون ارسال بناتهم للعمل معنا".
بالإضافة الى العمل الزراعي وإحياء الأراضي الجرداء، فان المجموعة شكلت ورش عمل لتعليم الأطفال وتثقيفهم حول البيئة ومخاطر التلوث. وقامت بتنظيم حملات تنظيف واسعة النطاق ومعالجة مشكلة انتشار القناني البلاستيكية في النفايات وكيفية تدويرها. ومن خلال تحويل هذه المواد البلاستيكية الى منتجات جديدة مبتكرة فإنها تساعد أيضا في التقليل من التلوث البيئي وادامة البيئة النظيفة. وان برنامج تدوير النفايات بدأ صغيرا وما لبث ان توسع على نحو أكبر.
أعضاء المجموعة قاموا بتجميع المخلفات البلاستيكية من البيوت وتحويلها الى نماذج ديكور ومنتجات مبتكرة مثل زهريات وحلي وزخارف وغالبا ما تعكس الفولكلور والتراث الإيزيدي. تقول مسؤولة المبادرة شيخو "بالنسبة لكثير من النساء فان هذا العمل لا يعني فقط زراعة أشجار او تدوير نفايات، انه يتعلق بإعادة بناء حياتهن واسترجاع هوية مجتمعهن ومداواة لجروحهن وصدماتهن النفسية".
وتقول عضوات مشروع البيئة النظيفة إن الامل يتصاعد عندهن وان نشاطهن يستقطب اهتمام الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات وخطوات أوسع من اجل احياء البيئة النظيفة في البلد.
وتقول شيخو "ربما سنعود قريبا الى مناطقنا بعد النزوح، وعندما سنرجع سنزاول عملية زراعة الأشجار مرة أخرى، لأنها تمثل الحياة ونحن نستحق الحياة".
• عن موقع Mongabay للبيئة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الحلبوسي صديق
سياسية

الحلبوسي صديق "الإطار" يستعد لرئاسة البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن تتوقع أطراف سُنية حصول محمد الحلبوسي على ولاية جديدة لرئاسة البرلمان القادم، فيما لم تُحسم عودته إلى المجلس حتى الآن. وقرر القضاء، بحسب وثائق نشرها حزبه "تقدم"، براءة الحلبوسي، رئيس البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram