 السليمانية / سوزان طاهر

يشهد قطاع السياحة في إقليم كوردستان نموًا ملحوظًا، مع توفر أكثر من 3,100 مرفق سياحي تشمل فنادق ومطاعم وشركات سياحية، إلى جانب استثمارات ضخمة تجاوزت 7.5 مليارات دولار خلال السنوات الخمس الماضية.
وتسعى حكومة إقليم كوردستان إلى تعزيز قطاع السياحة ليكون ركيزة اقتصادية أساسية، عبر تطوير المرافق السياحية، وجذب المزيد من الاستثمارات، مما يجعل الإقليم وجهة سياحية بارزة في المنطقة.
وتتحول مناطق إقليم كوردستان في مواسم الأعياد والعطل الصيفية، إلى وجهة سياحية رئيسية تجذب آلاف الزوار من داخل وخارج العراق، لكن أعداد السياح في عطلة عيد الفطر الأخير، شهدت تراجعا ملحوظا اقترب من النصف مقارنة بنفس الموسم خلال العام الماضي.

اهتمام حكومي
وبهذا الصدد يطالب عدد من السياح الذين يقصدون مدن إقليم كوردستان، بضرورة الاهتمام بالمرافق السياحية وتطويرها، لغرض زيادة الأعداد، والاستفادة من العائدات المالية.
ويقول حيدر عباس وهو مسؤول لأحد المجموعات السياحية من بغداد إن إقليم كوردستان يحتضن المئات من المواقع السياحية المميزة.
ولفت خلال حديثه لـ(المدى) إلى أنه "للأسف فإن الكثير من المصايف السياحية تفتقر إلى الاهتمام، وعدم وجود المرافق السياحية، على عكس ما موجود في البلدان الأخرى المجاورة، مثل تركيا وإيران".
وأضاف أن "العديد من المصايف والبحيرات والشلالات والمساحات الخضراء، تحتاج إلى اهتمام حكومي، ونحن في "الكروبات" عندما نذهب لمكان معين، فنعاني من عدم وجود مرافق سياحية، مثل المطاعم، أو المحطات الاستراحة، والمرافق الصحية، والمنازل المخصصة للإيجار، وحتى إذا توفرت، فأسعارها مرتفعة جدا".
وأعلنت أربيل عن استقبالها 76 ألف سائح، فيما أعلنت السليمانية عن استقبالها 50 ألفا، ليصل العدد الإجمالي إلى قرابة 150 ألف سائح، بما فيها دهوك، فيما بلغت أعداد السياح العام الماضي، أكثر من 250 ألفا، بحسب الأرقام الرسمية.
وكانت رئيسة هيئة السياحة في إقليم كوردستان الهيئة أمل جلال، قد كشفت في منتصف كانون الثاني يناير 2024 عن استثمار أكثر من 7 مليارات دولار في القطاع السياحي خلال 4 سنوات، لتضاف هذه المبالغ إلى إيرادات المنافذ الحدودية في الإقليم.

اللجوء للاستثمار
وبهذا الصدد يطالب الخبير الاقتصادي سالار عزيز بضرورة الاهتمام بالمواقع السياحية، عبر خطة حكومية، بالتعاون مع الشركات الخاصة، وتحويل أغلب المصايف إلى الاستثمار.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) إلى أن "تحويل المصايف والمواقع السياحية للاستثمار سينعشها، ويؤهلها، ويجذب أكبر عدد من السياح".
كما أن "حكومة الإقليم وعبر وزارتها المختلفة مطالبة بخطة واسعىة، تشمل تأهيل الطرق وتعبيدها، وإيصال الخدمات من ماء وكهرباء إلى المواقع السياحية، وأيضاً محطات الاستراحة، والعلامات المرورية المؤدية لتلك المواقع".
وأشار إلى أنه "صحيح أن الإقليم يمتلك طبيعة خلابة ومناظر جميلة، ولكن هذا لا يكفي، فيجب زيادة الاهتمام الحكومي، وإحالة المواقع السياحية، الأمر الذي سيضمن دخلاً إلى ميزانية كردستان يفوق الـ 3 مليار دولار سنويا".
زينب وهي سائحة من مدينة البصرة التي تزور الإقليم للسنة الثالثة على التوالي تؤكد لـ "المدى" أن "إقليم كردستان يتمتع بطبيعة جميلة ومناظر خلابة، لكن الخدمات السياحية ليست في المستوى المطلوب، مشيرة إلى أنه يجب أن تتدخل الجهات الحكومية في تطوير المرافق السياحية أكثر".

خطة ستراتيجية
في سياق آخر يقول المتحدث باسم هيئة السياحة في إقليم كوردستان إبراهيم عبد المجيد إلى الإقليم يتمتع بقدرة استيعابية تصل إلى 100 ألف سائح يوميًا.
وأضاف خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "حجم الاستثمارات في القطاع السياحي خلال السنوات الخمس الماضية بلغ 7 مليارات و509 ملايين دولار، مع تنفيذ 28 مشروعًا سياحيًا ضخمًا في عام 2024 وحده، بميزانية 322 مليون دولار".
وتابع أن "هيئة السياحة لديها خطة ستراتيجية وتنسيقا متواصلاً مع الحكومات المحلية في الإقليم، والوزارات الخدمية، لغرض تأهيل المواقع السياحية، بما يؤهلها لاستقبال الملايين من السياح من داخل وخارج العراق".