TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > روما على مفترق طرق – هل تكتب الجولة الثانية نهاية أزمة أم بداية تصعيد؟

روما على مفترق طرق – هل تكتب الجولة الثانية نهاية أزمة أم بداية تصعيد؟

نشر في: 17 إبريل, 2025: 12:10 ص

محمد علي الحيدري

تتجه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية روما حيث من المقرر عقد الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت المقبل، في سياق إقليمي مضطرب وتحولات دولية متسارعة. الجولة الأولى التي احتضنتها مسقط حملت إشارات أولية على وجود رغبة متبادلة في خفض التوتر، لكنها لم تكن كافية لتبديد الشكوك العميقة المتراكمة بين الطرفين.

أما الآن، فالجولة الجديدة تأتي وسط ضغط أمريكي متصاعد، واستنفار إيراني يحاذر الانزلاق إلى مواجهة شاملة، لكنه لا يرضى بالتفاوض تحت التهديد. الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تعود إلى الطاولة من موقع مختلف؛ لا بوصفها منسحبة من الاتفاق كما في عام 2018، بل باعتبارها طرفًا يملك زمام المبادرة في لحظة يَعتبر فيها أن العقوبات أضعفت طهران، وأن الظرف الدولي يمنحه ورقة ضغط إضافية. غير أن إيران، برغم أزماتها الداخلية، تدخل هذه الجولة بنَفَس طويل، وتستند إلى شبكة تحالفات إقليمية صارت أكثر رسوخًا مما كانت عليه قبل سنوات، ما يمنحها أدوات تفاوض مختلفة، وإن لم تكن كافية لكسر العزلة. الرهانات متباينة. واشنطن تريد اتفاقًا سريعًا يُوقف التخصيب العالي ويوسّع آليات التفتيش ويشمل قضايا الصواريخ والنفوذ الإقليمي. وطهران، من جهتها، تطلب ضمانات حقيقية بألا يُعاد سيناريو الانسحاب الأميركي، وتُصرّ على رفع العقوبات الخانقة قبل أي خطوة ميدانية.
وسط هذا، تلعب سلطنة عمان دور الوسيط الصامت، بينما دخلت إيطاليا على الخط كمضيفٍ يسعى لتعزيز الحضور الأوروبي في المسارات الدولية الحساسة. ما يثقل هذه الجولة هو إدراك الطرفين – ومن خلفهما الوسطاء – أن الفشل هذه المرة قد لا يمر بلا تبعات. فالتصعيد في المنطقة لم يعد احتمالًا بعيدًا، بل صار كابوسًا يحوم فوق الجميع، من غزة إلى الخليج. لذلك، فإن اجتماع روما قد يكون أكثر من مجرد تفاوض حول برنامج نووي؛ إنه اختبار لإمكانية التفاهم في زمن التشظي، ولإرادة دولية لم تعد تملك ترف تأجيل الحسم. يبقى السؤال الأهم: هل نضجت اللحظة لعقد جديد، أم أن أوان الانفجار يسبق التفاهم بخطوة؟ روما قد تُجيب، ولكن بثمن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الطبيب أنور وصاحب "ألوان"

العمود الثامن: إخجلوا !!

العمود الثامن: رايات وولاءات

الغاز الإيراني و الفرصة التاريخية

قناطر: قبورنا التي تلتهمنا

العمود الثامن: رايات وولاءات

 علي حسين ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: واحد يعشق الأحزاب ويهيم غراماً بزعمائها الذين انتفخت جيبوبهم وأرصدتهم بعد عام 2003، وآخر يعشق العراق ويرفض أن يُدجّن، ويحتقر الطائفية المهيمنة على مقدّرات البلاد. وهناك...
علي حسين

قناطر: قمة بغداد العربية. . معادلة البقاء والزوال

طالب عبد العزيز هل ستحلُّ قمة بغداد العربية مشاكل الامة؟ وما فائدة العراق منها؟ عشرات الأسئلة ستطرح أثناء وبعد مغادرة الملوك والرؤساء العرب، لكنَّ السؤال الأهم والأولى يكمن في قولنا: هل بات العراق -مع...
طالب عبد العزيز

لنستفد من الصين بذكاء.. لا بانشاء جامعة متخصصة

محمد الربيعي* في خضم التطلعات نحو تطوير التعليم العالي في العراق ومواكبة التطورات العلمية العالمية، برزت دعوة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتاسيس جامعة عراقية صينية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية...
د. محمد الربيعي

قمة بغداد 2025 وإشكالية تفعيل النظام العربي المشترك: بين رمزية الانعقاد وحدود التأثير

محمد علي الحيدري تمثل قمة بغداد الرابعة والثلاثون التي انعقدت في 16 أيار/مايو 2025 محطة مهمة في مسار العمل العربي المشترك، ليس فقط من حيث انعقادها في عاصمة عربية أنهكتها الحروب والاحتلال والتدخلات لعقود،...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram