ميسان / مهدي الساعدي
صنعت انامله نصبا فنية جميلة وتوزعت لمساته على مختلف ربوع الوطن، كان آخرها نصبا فنيا لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري، في مجمع كليات باب المعظم وسط العاصمة بغداد شهد حفل افتتاحه حضورا لافتا لشخصيات علمية واساتذة جامعات، ولقي افتتاحه اهتماما كبيرا من قبل المعنيين والمهتمين بالجانب الفني.
واضع تلك اللمسات فنان ترعرع بين ربوع مدينة العمارة، توزعت اهتماماته الفنية على مختلف التخصصات الفنية وأبدع خلال مسيرة حافلة مع مختلف الفنون، حتى نال لقب الفنان الشامل بكل جدارة.
محمد جاسم الرسام فنان ميساني دارت انامله على مختلف الفنون، من العزف والتمثيل والاخراج المسرحي بالإضافة الى الفنون التشكيلية، يقول عن آخر انجاز فني له والمتمثل بنصب الجواهري، خلال حديثه لـ(المدى) "عمل تمثال لشاعر مرموق مثل شاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري مسؤولية كبيرة، وكي يتحقق النجاح في العمل فانه يحتاج الى الصبر والمرونة والثقة خصوصا النحت، حتى يتحقق النجاح باعتبار ان العمل الفني منظومة متكاملة، يتطلب جهد كبير فكري اضافة الى الجهود البدنية، وحتما اثناء مراحل العمل يعيش الفنان ازمة نفسية وفكرية حتى يكتمل بنتيجة مقنعه للفنان، مع تفاوت قناعات الفنانين، حسب التوافق البصري العقلي لإخراج العمل بشكل مقنع، وكانت النتيجة انجاز عمل فني نحتي يعتبر رصيد اضافي من سيرة حياة الفنان" .
النصب الذي بلغ ارتفاعه مترين ونصف، انجز من مادة البرونز ويرتقي قاعدة رخامية لشخصية الجواهري بتفاصيلها الكاملة، استغرق مدة أشهر عديدة لإنجازه.
تفاصيل عمل النصب بينها الرسام لـ(المدى) "مدة عمل تمثال الجواهري من اول مراحله المتمثلة بالهيكل الحديدي، والتعزيز بالمواد الاخرى كالخشب والفوم، ومن ثم مرحلة تحضير الطين المناسب للعمل ومرحلة البناء، الى مراحل القالب والشمع، وصولا لصهر البرونز واللحام والتشطيب، وانتهاء بمرحلة الاكسدة والتي قاربت مدة ثلاثة أشهر".
لم تخلو رحلة عمل نصب الجواهري من صعوبات واجهت الرسام، الذي ابدى منذ طفولته اهتماما بالتشكيل والرسم، لتكون هوايته الاولى صناعة الالعاب بيده والرسم والتخطيط، وصناعة المجسمات من الطين وبين تلك الصعوبات لـ(المدى) "واجهت الكثير من الصعوبات منها عدم توفر المكان المناسب للعمل النحتي، واضطررت العمل في المنزل وعلى الرغم من صغر المكان وعدم تناسبه مع حجم العمل، لكن الخبرة والثقة جعلتني اعمل بتوفير البدائل، والمتلقي لا تعنيه الصعوبات لأنه بالنتيجة يشاهد عملا متقنا، دون معرفة الظروف على اعتبار ان الفنان هو من يتحمل المسؤولية". لم يكن من الصعب على الرسام انجاز مشروعه الفني خصوصا وان سجله حافل بمشاركات واسعة، في ملتقيات فنية عربية وعالمية منها القاهرة والاردن وتونس والسويد، وقد نوه عن سعادته لـ(المدى) "رائع جدا ان الجهة المنتجة للعمل تحمل الفنان الحرية الكاملة في اختيار المكان والحجم والتعبيرية، التي يحملها النصب باعتباره المختص وعليه اختيار الشكل والمضمون المناسب للعمل، لان العمل النحتي وفي مكان عام قابل للانتقاد ومسؤولية كبيرة". وكعادة الرسام ابداعه الفني النحتي كما هو الحال في انجازه لنصب الشاعر الكميت بن زيد الاسدي في مدينة العمارة وخمسة اعمال اثرية في مدينة اور السياحية في ذي قار وثلاثة اعمال من البرونز في المركز العام لنقابة الفنانين العراقيين في بغداد جسدت شخصيات المخرج السينمائي محمد شكري جميل والفنان التشكيلي اسماعيل فتاح الترك والملحن العراقي الكبير طالب القرغولي اضافة الى نصب المعلم في كلية التربية الاساسية جامعة ميسان ومجسم نصفي للعالم الذري عبد الجبار عبدالله
وصفته مواقع محلية بأنه "أحد الرموز الميسانية الكبيرة في مجال الفن والابداع حقق شهرته الفنية عبر مثابرته وتميزه واتقانه لمختلف الفنون اتقن الموسيقى والاخراج والتمثيل بالاضافة الى الفنون التشكيلية وحصد جوائز عديدة". حاز لقب الشمولية بجدارة فلم يسبق لفنان ان يظفر بلقب الفنان الشامل وعن السر وراء ذلك اللقب اشار الرسام خلال حديثة لصحيفة (المدى) "حزت على لقب الفنان الشامل لأني اتقنت الى جانب الفن التشكيلي العزف على الة العود ومنه قدمت الكثير من الالحان كما حققت الكثير من الجوائز محليا وعلى مستوى العراق ولكوني مشرف فني في قسم النشاط المدرسي عملت في المسرح كموسيقي ومخرج لأعمال نالت استحسان الحضور كمما حققت جوائز عديدة ومهمة خلال عملي في مجال السينما كمونتير ومخرج منفذ ومن هنا اطلقت هذه التسمية".