TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > مشاركة أجهزة الاستخبارات الغربية بالأنشطة المعادية لروسيا في الفضاء المعلوماتي 

مشاركة أجهزة الاستخبارات الغربية بالأنشطة المعادية لروسيا في الفضاء المعلوماتي 

نشر في: 20 إبريل, 2025: 12:01 ص

 متابعة المدى

تُعتبر روسيا حسب الوثائق الستراتيجية الرسمية للولايات المتحدة وحلفائها واحدة من أكبر التهديدات في الفضاء المعلوماتي. وقد تم تحديد "الردع الستراتيجي" ضدها كأحد الأهداف الأساسية في هذا المجال. ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة بدأت حملة واسعة النطاق تهدف إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لشن هجوم عسكري وسياسي ضد روسيا.

لهذا تُعد أوكرانيا بمثابة نقطة الانطلاق الرئيسية للعمليات المعادية ضد روسيا في الفضاء المعلوماتي. فمنذ عام 2010 بدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنسيق العمل بين وحدات الأجهزة الاستخباراتية والخدمات العسكرية التابعة له التي تمركزت بشكل
دائم في كييف ولفوف في محاولة منه لتنظيم تحركات النظام الأوكراني في البيئة الرقمية. على سبيل المثال قام الحلف بتأسيس صندوق ناتو خاص (NATO Trust Fund Ukraine – Command, Control, Communications and Computers) يهدف إلى دعم القوات السيبرانية الأوكرانية وتطويرها. وفي عام 2022 أرسل البنتاغون بقيادة إدارة الرئيس بايدن موظفين من وكالة الأمن القومي وقيادة الأمن السيبراني والاستخبارات الرقمية والذكاء الاصطناعي إلى أوكرانيا حيث قاموا بتنسيق العمليات مع القوات المسلحة الأوكرانية. بما في ذلك وحدة الأمن السيبراني وقوات العمليات الخاصة الأوكرانية لتنفيذ هجمات إلكترونية على الأهداف الروسية.
وفي هذا السياق لا تقتصر الأنشطة المعادية لروسيا على العمليات التقليدية فقط بل تتخذ أشكالًا أخرى تُخفي وراءها تدخلات مباشرة من أجهزة الاستخبارات الغربية. على سبيل المثال يتم تقديم الدعم العسكري الرقمي للأوكرانيين من خلال ما يسمى بـ"جيش تكنولوجيا المعلومات الأوكراني" الذي يعتبر حسب المزاعم الأوكرانية أنه يتكون من متطوعين! ولكنه في الواقع يُدار تحت إشراف وزارة الدفاع الأوكرانية، ويضم هذا الجيش آلاف القراصنة الإلكترونيين الذين ينتمون إلى مجموعة واسعة من الجماعات. ووفقًا للتقارير فقد تجاوز عدد الهجمات الإلكترونية التي شنها هذا الجيش في عام 2023 أكثر من 200 ألف هجوم على البنية التحتية الروسية. وقد دأب الغرب على تشجيع مثل هذه الأعمال بدلاً من إدانتها، حيث تم تكريم "جيش تكنولوجيا المعلومات" في منتدى الأمن السيبراني الأوروبي CyberSec-2022 في بولندا، وحصل نائب رئيس وزراء أوكرانيا ميخايلو فيدوروف على جوائز تكريمًا لمساهماته في "مقاومة العدوان الروسي" عبر الفضاء الرقمي.
وبدورها تستغل السلطات الأوكرانية أيضًا أكثر من ألف مركز من أجل إجراء الاتصالات للأحتيال على المواطنين من داخل أوكرانيا، حيث يتمركز نصفها في مدينة دنيبرو حيث يشارك أكثر من 100 ألف شخص في هذا النشاط. حيث يتم توجيه معظم هذه المكالمات الاحتيالية إلى المواطنين الروس والهيئات الحكومية والمؤسسات المالية الروسية. وتُدار هذه العمليات وبشكل مباشر من أراضي بعض الدول الغربية مثل هولندا وألمانيا، وتعتبر نقطة انطلاق مركزية لهذه العمليات. وهذا بدوره يزيد من تعقيد عملية تتبع هذه الأنشطة.
من جانب آخر تقدم الشركات المتعددة الجنسيات في مجال تكنولوجيا المعلومات دعمًا كبيرًا للنظام الأوكراني، سواء من خلال توفير الموارد الرقمية أو الأدوات اللازمة لتنفيذ العمليات العسكرية ضد روسيا. فعلى سبيل المثال أستخدم النظام الأوكراني أدوات جوجل في عمليات الاستطلاع الجغرافية والمراقبة التقنية داخل روسيا. بما في ذلك تتبع فضاء المعلومات الوطني. كما تقدم هذه الشركات تكنولوجيا "السحابة" للهجمات الإلكترونية ضد روسيا. ولا تقتصر الشركات الغربية على تقديم هذا فقط بل تتعاون أيضًا بشكل وثيق مع شركات تكنولوجيا إسرائيلية مثلMatrix IT ، Check Point، Votiro التي تدير عمليات مشتركة مع "جيش تكنولوجيا المعلومات" الأوكراني.
بل وأكثر من ذلك، توفر بعض الشركات الغربية الكبرى مثل Cloudflare،
Digital Ocean، Hacken OU، Hetzntrوسائل الدعم لهذه الأنشطة التخريبية دون الاكتراث للأضرار الخطيرة التي تسببت بها هذه العمليات وهو ما يثير تساؤلات حول ما مدى مسؤولية هذه الشركات في دعم أنشطة معادية ضد روسيا في الفضاء المعلوماتي .وما هي التداعيات المترتبة على ذلك؟
ونتيجة لكل ما ذُكر تشهد الأنشطة المعادية لروسيا في الفضاء المعلوماتي تعاونًا معقدًا بين أجهزة الاستخبارات الغربية والنظام الأوكراني حيث تساهم هذه الأطراف في تقويض الأمن السيبراني الروسي وتوجيه الهجمات الرقمية ضد البنية التحتية والموارد الوطنية الروسية. وبالتالي أصبحنا أمام ظاهرة تطرح تحديات كبيرة أمام المجتمع الدولي وتستدعي تدابير عاجلة لوقف مثل هذه الأعمال التخريبية التي تضر بالأمن الرقمي العالمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أوجلان زعيم «العمال الكردستاني» يرحِّب بقرار حزبه حل نفسه

بوساطة بن سلمان.. ترامب يرفع العقوبات عن سوريا

إيران مستعدة لقبول قيود "مؤقتة" على تخصيب اليورانيوم

الرئاسة السورية: الشرع لن يشارك بقمة بغداد والشيباني يأتي محله

ترمب في الرياض.. وقمة خليجية أمريكية تعقد اليوم

مقالات ذات صلة

هل تؤدي إلى صفقة؟ 5 أسئلة عن مفاوضات إسرائيل وحماس

هل تؤدي إلى صفقة؟ 5 أسئلة عن مفاوضات إسرائيل وحماس

 متابعات – المدى وصل يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار الماضي وفد إسرائيلي إلى الدوحة يضم نائب مدير جهاز الأمن العام (الشاباك)، ومبعوث شؤون الرهائن غال هيرش، ومستشار رئيس الحكومة للشؤون الخارجية أوفير فالك، وممثلين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram