متابعة المدى
صدر العدد الأول في سنتها السادسة من مجلة ماكو الإلكترونية، التي يصدرها من لندن الفنان العراقي ضياء العزاوي، بملف وافٍ عن بغداد تاريخها وصورها وعاداتها وثقافتها، أسعم في عددمن الكتاب المتخصصين في هذا المجال، وتصدرته افتتاحية رئيس التحرير بعنوان (بغداد.. مدينتنا.. التي كسروا روحها) والتي جاء فيها: هذه الجملة الافتتاحية ليست للإثارة، ونعترف أننا نقولها بحزن وأسف.
لكنه الواقع الحالي لمدينتنا الجليلة.. واقع له تاريخ من التراكمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فعندما أحاطها حزام الفقر المتمثل بخلف السدة والشاكرية وغيرها من ثأليل الصرائف البائسة التي كانت تنبثق هنا وهناك حتى داخل العاصمة، لم تستطع السياسة آنذاك أن تتخيل حلا ً غير تحويل كوارث الريف إلى العاصمة، بتقديم إسكان بلا خدمات ولا قاعدة تحتية حديثة، ما جعل المدينة تعاني من ضغوط هائلة سواء في الخدمات أو القيم والسلوك، مع القضاء على المساحات الخضراء. تبع ذلك فوضى التخطيط المقترن بشعارات سياسية متبجحة .
وكتب الفنان د. سعد القصاب موضوعا بعنوان (عن الصور تثني على الغائبين) جاء فيه: أشبه بخيار من دون تعليل، بل يبدو أن لا أحد عن زمن اختفى ولم تصدر عنه أي رغبة باستذكار العقود التي تلته على الرغم من جسامة ما أحدثته في كيان المدينة والإنسان معاً. تحضر المفارقة في ان ما وثّقته هذه الصور عن بغداد جواد سليم المزدهرة لم يبق منه أثر يذكر.
فيما كتبت الروائية لطفية الدليمي موضوعا بعنوان (بغداد: زمنٌ ٌ متحفيٌ ٌ وحاضرٌ ٌ ملتبس) تحدثت فيه عن بغداد الواقع وبغداد الاسطورة، فيما الناقد سهيل سامي نادر موضوعا بعنوان (الصورة المؤجلة لشارع الجمهورية) أستعرض تاريخيا الأسماء التي خٌلعت علة شارع الجمهورية وعن تاريخ هذا الشارع وأبرز الشواخص العمرانية فيه. وكتب الفنان يحيى الشيخ موضوعا بعنوان (الأيام الأولى والأيام الأخيرة عن هاشم سمرجي وآخرين. وتمن العدد صور كثيرة عن بغداد تاريخا وثقافة وعمرانا.