TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > كيف تساهم رقائق الموصلات الالكترونية الهندية في صياغة الاقتصاد العالمي ؟

كيف تساهم رقائق الموصلات الالكترونية الهندية في صياغة الاقتصاد العالمي ؟

نشر في: 20 إبريل, 2025: 12:03 ص

 ترجمة عدنان علي

يوصف قطاع، رقائق أشباه الموصلات الالكترونية، بانه نفط القرن الحادي والعشرين الجديد، ويتفق الخبراء على ان من يسيطر على اشباه الموصلات يملك مفتاح الذكاء الاصطناعي وقطاع الدفاع والاقتصاد، أي باختصار من يسيطر على صناعة الرقائق يسيطر على العالم. ويبدو ان المستقبل قد بدأ الان. ووفقا للتقارير خصص رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي أكثر من 10 مليار دولار لإطلاق اول مصنع هندي لإنتاج رقائق اشباه الموصلات محليا، والذي يهدف الى ترسيخ مكانة الهند كمركز عالمي لتصميم وتصنيع الرقائق. ويقال ان المجموعة الأولى من وحدات تصنيع أشباه الموصلات " صنع في الهند " على وشك الاكتمال، وهي جاهزة للهيمنة على السوق. تتصدر تايوان صناعة الرقائق عالميا وتليها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين، التي تنتج 20% من الرقائق، ولكن الولايات المتحدة تمنعها من الحصول على التكنولوجيا المتقدمة. وعلى الرغم من سيطرتها على التصاميم، إلا ان الولايات المتحدة متأخرة في هذا المجال، حيث تعتمد البلاد بشكل أساسي على اليابان وهولندا في المعدات والمواد.
مع ذلك تبرز الهند كقوة فاعل ة في صناعة التكنولوجيا العالمية من خلال توجهها الحثيث نحو أشباه الموصلات. يعتمد كل منتج نستخدمه اليوم تقريبا على اشباه الموصلات، اذ تدمج الرقائق في جميع الأجهزة الالكترونية التي يستخدمها البشر تقريبا ، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة ، وحدات المعالجة المركزية ، وأجهزة التلفزيون والشاشات الذكية والسيارات ، المركبات الكهربائية وأنظمة التحكم في المحركات وشاشات اللمس، والروبوتات والأجهزة الطبية والبنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والشبكات الخلوية والطائرات المسيرة والاقمار الصناعية والمعدات العسكرية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأجهزة التشفير.
أصبحت أشباه الموصلات أساس القوة الاقتصادية في مجالات الدفاع والذكاء الاصطناعي والأمن القومي والهيمنة التكنولوجية والاقتصادية. وبينما تتسابق بعض الدول لبناء مصانع اشباه الموصلات، تتجه الأنظار الان الى الهند، التي تتمتع بموقع ستراتيجي متفوق على الولايات المتحدة والصين بما في ذلك تايوان. وهذا هو السبب. تأشيرات H-1B ، الهجرة الهندية الهندسية والتكنلوجيا ، وتعد هذه أكثر أنواع التأشيرات طلبا بين شركات أشباه الموصلات عالميا، وخاصة في الولايات المتحدة . وتعد هذه التأشيرات شريان الحياة للابتكار التكنلوجي الأميركي، والطريق المختصر نحو التفوق في مجال اشباه الموصلات.
ويصف البروفيسور، ميتشيو كاكو ، الفيزيائي الياباني الأميركي المولد ، هذه التأشيرات بانها سلاح اميركا السري . ويجادل كاكو بأنه بدون تأشيرة H-1B ، سينهار النظام العلمي الأميركي لان مئة بالمئة من الفضل مرشحي الدكتوراه في الهندسة مولودون في الخارج. كما كثفت شركات تصنيع الرقائق الرائدة، مثل تايوان وكوريا، جهودها لجذب مزيد من المهندسين والعلماء الهنود للعمل في مصنع أشباه الموصلات التابعة لها. اما النقطة الثانية، فهي ان الهند اصبحت الان ثاني أكبر مركز تصنيع في العالم بعد الصين، كما ان البلاد تستفيد من سكانها على المستويين الرسمي وغير الرسمي للإنتاج والاستهلاك، وهذا يمنح الهند ميزة تنافسية.
نتيجة لذلك فان قرار حكومة مودي بتحويل الهند الى مركز عالمي لتصميم و تصنيع الرقائق الإلكترونية كان قرارا متأخرا للغاية، إذ يمكن لملايين الهنود الذي بنوا اقتصاديات وتقنيات اجنبية الاستفادة من قوتهم في وطنهم الأم. انها مسالة وقت فقط قبل ان نتساءل الى أي مدى تجاوزت الهند مصممي وصانعي الرقائق الالكترونية الحاليين. ويأتي إعلان الوزير أشويني فايشناو عن المرحلة النهائية من أولي وحدات تصنيع أشباه الموصلات في الهند في وقت حرج تواجه فيه الهند، شانها شان العديد من الدولي الأخرى، عالما على شفى حرب تجارية.
في حديثه للصحافة أوضح ، فايشناو ، ان هذه الخطوة الهندية تهدف إلى خلق بيئة عمل جديدة ، فرص عمل ، بحث وتطوير ، ومرونة سلسلة التوريد. ووفقا للمحللين ، فإن التوجه الهندي نحو اشباه الموصلات قد يوفر 500 ألف فرصة عمل للعمالة الماهرة بحلول عام 2030 ، ويخفض الاعتماد على الرقائق الأجنبية بنسبة 30% . وقد أنشأت شركات مثل ميكرون وتاتا وفوكسكون مصانع بالفعل في ولايتي غوجرات وآسام، ومن المتوقع ان تبدأ الإنتاج خلال العام المقبل، في ظل سعي الهند الى تحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة الشاعر العراقي موفق محمد

قمة بغداد: السيسي وملوك الأردن والبحرين في مقدمة الحضور العربي

مرور الأنبار تؤمن انطلاق قوافل الحجاج حتى منفذ عرعر

أمين صندوق يختلس أكثر من 10 مليارات دينار من كمارك الجنوب

الورقة بـ143500 دينار.. استقرار أسعار صرف الدولار بالعراق

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الرئيس الموريتاني السابق 15 عاماً

الحكم بسجن الرئيس الموريتاني السابق 15 عاماً

متابعة/ المدى قضت محكمة الاستئناف الموريتانية المتخصصة بالفساد، اليوم الأربعاء، بسجن الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، خمسة عشر عاماً نافذة، بعد إدانته بتهم استغلال النفوذ وسوء استخدام الوظيفة وإخفاء العائدات الإجرامية. كما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram