المدى/ متابعة
في وقتٍ تُصارع فيه المؤسسات الصحية خطر تفشي الأوبئة الموسمية، عاد شبح الحمى النزفية ليطرق أبواب العراق بقوة، مسجلاً 14 إصابة مؤكدة وحالتي وفاة منذ مطلع عام 2025، وسط تحذيرات متصاعدة من تحول المرض إلى تهديد وبائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد نشاط نواقل العدوى، بالتزامن مع تحرك حكومي واسع لاحتواء الموقف قبل خروجه عن السيطرة.

وتتصدر محافظة ذي قار قائمة الإصابات بـ 6 حالات، تليها كركوك بـ4 حالات، فيما سُجّلت إصابة واحدة في كل من بغداد (الرصافة)، البصرة، نينوى، والمثنى، وفق بيان للوزارة.

في كركوك، شهدت المحافظة وفاة اثنين من المصابين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، أحدهما موظف في الكادر الطبي، بينما يخضع مصابان آخران للعلاج وسط إجراءات طبية مشددة. وأطلقت قائممقامية مركز كركوك بالتعاون مع دوائر الصحة والبيطرة والبلدية والرقابة، حملة شاملة أغلقت خلالها 4 محال قصابة وصادرت 20 رأس غنم و350 كيلوغراماً من اللحوم الفاسدة.

أما في البصرة، فقد تم تسجيل أول إصابة مؤكدة في مركز المحافظة، وفق ما أعلنته إدارة المستشفى البيطري، التي أوضحت أن 24 فريقاً بيطرياً يعمل على تغطيس وفحص المواشي ضمن حملة وقائية بدأت في 6 نيسان الجاري.

وزارة الزراعة، من جانبها، كثّفت جهودها لمواجهة تفشي المرض، حيث أكد مدير عام دائرة البيطرة ثامر حبيب حمزة الخفاجي توزيع شحنات من الأدوية والمستلزمات البيطرية على المحافظات، إلى جانب إطلاق حملات رش وتغطيس للحيوانات ورش الحظائر في عموم البلاد.

وأشار الخفاجي إلى توجيه المستشفيات البيطرية بتفعيل لجان رقابية مشتركة برئاسة المحافظين تضم ممثلين من الصحة والبيئة والبلديات والأجهزة الأمنية، بهدف السيطرة على الجزر العشوائي ومنع تربية الحيوانات داخل المنازل، إضافة إلى منع نقل المواشي من المناطق الموبوءة دون شهادة صحية تؤكد خلوها من الطفيليات مثل القراد.

وفي السياق ذاته، أطلقت وزارة الزراعة حملات توعية بيطرية لمربي الحيوانات حول مخاطر الحمى النزفية، وطرق الوقاية، فيما أعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان عدم تسجيل أي حالة مشتبه بها داخل الإقليم حتى الآن، مؤكدة استعدادها لتقديم الدعم لباقي المحافظات، خاصة في ضوء تسجيل حالات عديدة خارج الإقليم.

والحمى النزفية تُعد من الأمراض الفيروسية المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتنتقل بطرق متعددة منها لدغات القراد والاحتكاك المباشر بسوائل أو دماء الحيوانات المصابة، وقد تصل نسبة الوفيات إلى 60% في بعض الحالات، حسب تصريحات وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان سامان برزنجي.

وتأتي هذه الإصابات في وقت حرج من العام، مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول موسم تكاثر نواقل المرض، ما يستدعي، بحسب مختصين، تكثيف الإجراءات الوقائية والرقابية، لا سيما في المناطق الريفية والبيئات المفتوحة لتربية المواشي.