TOP

جريدة المدى > عام > صدور رواية (الحرب بوسائل أخرى) للكاتبة كارين تويل: الرواية هي فضاء للصراع ولإعادة اختراع الحياة

صدور رواية (الحرب بوسائل أخرى) للكاتبة كارين تويل: الرواية هي فضاء للصراع ولإعادة اختراع الحياة

نشر في: 21 إبريل, 2025: 12:01 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
في روايتها الجديدة، "الحرب بوسائل أخرى"، تصور الروائية الفرنسية كارين تويل رئيس جمهورية سابق مدان، وممثلة تأمل في العودة إلى الأضواء، ومخرجة نسوية تتعارض حياتها مع تصريحاتها العامة في كوميديا ​​إنسانية لاذعة.
في روايتها الجديدة (الحرب بوسائل أخرى)، تجسد كارين تويل شخصية رئيس الجمهورية السابق دانييل ليمان، الذي غرق في إدمان الكحول ولم يعد يمثل مع الجميلة هيلدا مولر سوى زوجين شكليين، تلك الممثلة التي ترك بسببها ماريان باساني، الكاتبة التي أنجب منها ثلاثة أطفال. ولكن عندما يقرر المخرج تكييف أحدث روايات ماريان للسينما ويختار هيلدا للدور الرئيسي، يبدأ خلط الأوراق ثم تواصل مؤلفة رواية "القرار" استكشافها لأسرار الهيمنة والعنف، في المجالين العام والخاص، من خلال كوميديا ​​إنسانية حيث لا يضمن أحد الاحتفاظ بما حصل عليه.. مجلة مدام فيغارو أجرت حوارا مع الكاتبة جاء فيه:
هل تقولين إن روايتك تتناول موضوع السلطة، سواء كانت سلطة سياسية، أو سلطة في عالم السينما، أو السلطة في العلاقات بين الرجل والمرأة؟
- بعد رواية (القرار)،التقيت مصادفة برؤساء سابقين للجمهورية، ومستشارين سياسيين، وبرزت شخصية دان ليمان. نحن نتحدث كثيرًا عن ممارسة السلطة، ولكننا لا نتحدث إلا قليلاً عما يحدث بعد ذلك لرؤساء الدول، وعن الفراغ الوجودي، وعن موقف المقربين منهم، وعن زملائهم السابقين الذين قد يبتعدون عنهم، وعن العلاقة مع الأنا؛ عن شعورالمرء عندما يكون في مركز الأشياء ولم يعد كذلك. وهذا ما أردت أن أتحدث عنه من خلال شخصية الرئيس السابق الذي وقع في إدمان الكحول. وبما أنني أحب عمومًا دراسة المجتمع من خلال العلاقات الحميمة، فإن كتاب "الحرب بوسائل أخرى" يتناول أيضًا الديناميكيات داخل الأزواج، سواء كان اتحادًا طويل الأمد - كان الرئيس متزوجًا لأكثر من عشرين عامًا من كاتبة تدعى ماريان، وأنجب منها ثلاثة أطفال - أو زوجين قويين مثل الثنائي الذي شكله مع ممثلة أصغر سناً التقى بها قبل بضع سنوات، هيلدا. وفي هذا الصدد، تشكل الرواية أيضًا تأملًا في إمكانية إعادة اختراع الحياة المهنية والشخصية، في مجتمع أصبحنا مهووسين فيه بالأمن،ومحاصرين بالمخاوف - الخوف من المخاطرة، والخوف من الحب، والخوف من المعاناة.
في الواقع، أنت تصورين شخصيات محاصرة بالقيود التي تجعلها تشعر باليأس من تحرير نفسها منها؟
- كنت أرغب في الكتابة عن القوة، ولكن أيضًا عن الضعف. سواء كان المرء رئيس دولة أو مواطناً بسيطاً، فإنه يظل عُرضة لعنف مجتمع تنافسي، مهووس بالتقييم، ملوثاً بشكل من أشكال الرأسمالية التي وصلت حتى إلى المجال الحميم، حيث يتم الحكم على المرء ومقارنته باستمرار.
فكيف تعاملت إذن مع هذا الضغط؟
- يصور الكتاب شخصيات مدمنة على الكحول، أو مضادات الاكتئاب، أو المخدرات، أو الجنس من الذين يحاولون تحرير أنفسهم ولكنهم يجدون أنفسهم محكومين بارتداء الأقنعة في المجتمع ولعب الدور المنوط بهم، وخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. إنها كوميديا ​​إنسانية شرسة إلى حد ما، لكنني أعتقد أن جميع الشخصيات محببة... وبالنسبة لي، الكتاب هو مساحة يمكننا من خلالها معالجة جميع المواضيع التي تزعجنا والتي نجد صعوبة في الحديث عنها - الشيخوخة، ونهاية الحب، والشعور بالانسحاب وبعدم التواجد في مكاننا أبدًا - كل هذه المواضيع التي لا نجرؤ على تناولها علنًا. وبعد ذلك، على المستوى الشخصي، أحتاج إلى المخاطرة، حتى تخرجني الرواية من منطقة الراحة الخاصة بي، بنفس الطريقة التي يحتاج بها بعض الممثلين إلى فقدان اتجاهاتهم لإعطاء شيء آخر من أنفسهم لدور ما.
هل يتناول كتاب "الحرب بوسائل أخرى" أيضًا العلاقات بين الجنسين بعد حركة MeToo؟
- في هذا الصدد، تعد الرواية ثمرة نقاشات حماسية مع أشخاص من كافة الأجيال فلدينا ثلاث صور للنساء: إذ تسمح لي الكاتبة ماريان بتناول مسألة وضع المرأة في الخمسينيات من عمرها والمشاكل التي تواجهها؛ وعلى وجه الخصوص رحيل زوجها من أجل امرأة أصغر سناً، هيلدا، وهي ممثلة تبلغ من العمر 43 عاماً، وهي في صعود مستمر ولكنها أيضاً وصلت إلى سن محوري، مما يضعفه؛ وأخيرًا ليوني، 24 عامًا، ابنة ليمان وماريان، فتاة عصرها، المنخرطة في النضال النسوي، وهو ما لا يمنعها من التصرف بما يتناقض مع قناعاتها.أنا أحب أن أضع الشخصيات في موقف محرج فالرواية هي فضاء للصراع وما يثير اهتمامي هو ما يحدث وراء المظاهر، والغموض والازدواجية في الكائنات، وازدواجيتها، لأن هذه هي حقيقة الحياة: نحن أكثر تعقيدًا بكثير مما نظهره.
جزء من الرواية يحدث خلال مهرجان كان السينمائي. ماذا يمثل هذا الحدث بالنسبة لك؟
- إنها المدينة التي قضيت فيها جزءًا من طفولتي ومراهقتي. لقد أتيحت لي الفرصة لحضور المهرجان مرتين، ككاتب، وبالتالي كمراقب لهذا العالم. حيث يعرض مهرجان كان أعظم الأفلام، ويسلط الضوء على أكثر المخرجين موهبة، ولكنه أيضًا مكان يتم فيه تأكيد القوة الاقتصادية، حيث يمكن رؤية العلامات التجارية لأن الممثلات الأكثر شهرة سوف يرتدين إبداعاتها، وحيث يتم التفاوض على عقود بقيمة ملايين اليورو. إنه عالم الإبداع، والسحر، والأحلام، والسوق. لقد أردت حقًا أن آخذ القارئ إلى ما وراء كواليس عالم غامض، تمامًا كما فعلت مع قضاة التحقيق في قضايا مكافحة الإرهاب في رواية القرار. وكان الأمر يتعلق أيضًا بتسليط الضوء على هشاشة الممثلات الخاضعات للتقييم المستمر وديكتاتورية الشباب. في المهرجان، قيمتك الاجتماعية والاقتصادية هي التي تحدد مكانك. واعتمادًا على حالتك، يُسمح لك أو لا يُسمح لك بعبور السجادة الحمراء، أو عتبة أمسية معينة.!..
وماالذي تظهرينه من خلال شخصية ميلاني، الممثلة التي لا تتمتع بمكانة هيلدا؟
- تتمتع ميلاني بالوضوح الذي يتمتع به أولئك الذين ليسوا جزءًا من الفريق الفائز. فإذا كان لديك أدوار عظيمة، وإذا كنت مطلوبًا، فإن الوظيفة ستكون استثنائية. ولكن عندما يتوقف هاتفك عن الرنين، يجب أن تكون أعصابك قوية. وتسمح لي ميلاني أيضًا بالحديث عن مصير العمال المتقطعين، والعمال غير المستقرين، وكل هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في عالم الترفيه ويصنعون السينما، التي تظل فنًا جماعيًا، لكنهم يظلون مهملين في الظل، ويتقاضون أجورًا زهيدة. وفي كتاب عن السلطة، بدا لي من المهم تجسيد هذه العلاقات الطبقية وما يدور في رؤوس الناس، طريقة تفكيرهم،وشغفهم وما يحركهم، وكيف يبنون حياتهم المهنية فنحن جميعًا نلعب دورًا في المجتمع بدرجة أكبر أو أقل، ولدينا جميعًا هذه الرغبة المشتركة في أن نكون محبوبين وأن نجد مكاننا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

شخصيات اغنت عصرنا.. الملاكم محمد علي كلاي

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram