المدى/متابعة
شهدت محافظة واسط تصاعداً في التوتر بعد اعتداء عناصر من قوات مكافحة الشغب على عدد من الفلاحين المتظاهرين في مدينة الكوت، في احتجاجات جاءت على خلفية قرار حكومي بتخفيض أسعار شراء محصولي الحنطة والشعير.
المتظاهرون عبّروا عن غضبهم من القرار الذي وصفوه بـ”المجحف”، مؤكدين أنه يهدد مصدر رزقهم الوحيد في ظل الارتفاع المستمر في كلف الإنتاج الزراعي، من بذور وأسمدة ومحروقات. ورداً على ذلك، خرج العشرات منهم في تظاهرات سلمية واجهتها القوات الأمنية بعنف أثار ردود فعل واسعة.
وفي تطور لافت، أعلن النائب يوسف الكلابي عن تحركات لاستضافة قائد شرطة واسط لمساءلته بشأن استخدام القوة ضد المتظاهرين، مؤكداً أن حقوق الفلاحين لا يمكن أن تُهمل أو تُواجه بالقمع. وأشار إلى أن سياسات الحكومة المتقلبة تجاه القطاع الزراعي أوصلت الفلاحين إلى حافة الانفجار.
يذكر أن محافظة واسط شهدت، يوم الأحد 20 أبريل 2025، احتجاجات واسعة من قِبل الفلاحين اعتراضًا على قرار حكومي يقضي باستلام محصول الحنطة فقط من المزارعين المشمولين بالخطة الزراعية، بسعر 450 ألف دينار للطن. هذا القرار أثار استياء الفلاحين الذين يرون أنه يهدد مصدر رزقهم ويُعد ظلمًا بحقهم.
القرار الحكومي الذي أثار الاحتجاجات يقضي باستلام محصول الحنطة فقط من المزارعين المشمولين بالخطة الزراعية، بسعر 450 ألف دينار للطن.
اعتبر الفلاحون هذا السعر غير عادل ولا يغطي تكاليف الإنتاج، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية وقلة الدعم الحكومي.
وتطورت الاحتجاجات عندما قامت قوات مكافحة الشغب بتفريق تظاهرة للفلاحين باستخدام خراطيم المياه، مما أدى إلى تصاعد التوترات.
حيث عبّر أحد شيوخ العشائر عن غضبه من خلال مقطع فيديو متداول، حيث قال: "طيحت عكالي إلا أزين عليها شوارب"، في إشارة رمزية إلى الإساءة التي تعرض لها بعد سقوط "العقال"، الذي يُعد رمزًا تقليديًا للهيبة والشرف في الثقافة العشائرية.
وفي السياق، أعلن محافظ واسط، محمد جميل المياحي، أن الحكومة المركزية استجابت لمطالب الفلاحين، حيث وافق رئيس الوزراء على معالجة استلام المحصول خارج الخطة وتوحيد السعر المقرر كما هو في كل عام. من المتوقع صدور قرار من مجلس الوزراء قريبًا بهذا الشأن.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يواجه فيه القطاع الزراعي تحديات متراكمة، أبرزها شح المياه، وغياب الدعم الفني، وتقلب السياسات الحكومية، ما يجعل الاستقرار الزراعي في البلاد على المحك.
