TOP

جريدة المدى > سياسية > تجدد تظاهرات الفلاحين في واسط ووعد من السوداني

تجدد تظاهرات الفلاحين في واسط ووعد من السوداني

نفط الأحدب يدخل على خط التظاهرات

نشر في: 22 إبريل, 2025: 12:07 ص

 واسط / جبار بچاي

تجددت تظاهرات الفلاحين في محافظة واسط احتجاجا على قرار الحكومة بتخفيض خطة التسويق الى 20 بالمئة من مجمل الانتاج لكل فلاح بالسعر المدعوم وترك باقي الانتاج أو شرائه بسعر 450 ألف دينار في وقت تبلغ كلفة الطن الواحد نحو 400 ألف دينار.

وتظاهر الفلاحون أمام الشعب الزراعية في الوحدات الادارية لتجديد مطالبهم من الحكومة والبرلمان برفع الحيف عنهم من خلال الغاء قرار تخفيض خطة التسويق وفتح التسويق بصورة كاملة وتامة تتيح للفلاح تسويق كامل إنتاجه بالسعر المدعوم، وهددوا بغلق حقل الاحدب النفطي في محافظة واسط ومنع ضخ النفط منه ما لم يتم تسويق انتاجهم من الحنطة الى وزارة التجارة بدلا عن تركها طعاما للطيور، في وقت كشف محافظ واسط عن تلقيه وعداً من السوداني بالموافقة على معالجة استلام المحصول خارج الخطة وتوحيد السعر كما كان مقررا في العام الماضي.
ويقول الفلاح بشير غضيب إن "تظاهراتنا كانت اليوم أمام الشعب الزراعية في الوحدات الادارية ورفع المطالب ذاتها، ونحن في ناحية شيخ سعد تظاهرنا أمام الشعبة الزراعية لتقوم بدورها بإيصال صوتنا الى وزارتي الزراعة والتجارة عبر السلسلة الإدارية".
وأضاف "اشتركت معنا في التظاهرة الجرارات والآليات الزراعية التي اشتريناها بالفقد بداية الموسم الشتوي على أمل تسديد مبالغها في موسم التسويق لكننا أصبنا بخيبة أمل كبيرة جراء تخفيض خطة التسويق"، ولفت الى أن "التظاهرات القادمة ستكون سلمية أيضا لكن سنقوم خلالها بقطع الطريق العام المؤدي الى محافظة ميسان ما لم تتحقق مطالبنا".
في غضون ذلك نظم المئات من الفلاحين في قضاء الأحرار الذي يتميز بأراضي خصبة يصل معدل انتاج الحنطة فيها الى أكثر من طن ونصف للدونم الواحد تظاهرة أمام بوابة حقل الاحدب النفطي مهددين بإيقاف ضخ النفط منه.
وقال الفلاح حسن جواد آل جابر إن "تظاهرات الفلاحين انطلقت في محافظة واسط احتجاجا على القرارات التعسفية المتعلقة بتخفيض التسويق، فواسط محافظة زراعية وتنتج سنويا أكثر من نصف مليون طن من الحنطة ولا ينبغي معاقبة الفلاح فيها".
وأضاف: "إذا لم تنصاع الحكومة لمطالبنا وفتح التسويق بصورة تامة وكاملة وتوحيد السعر للطن الواحد ليكون مثل العام الماضي فلا سبيل أمامنا غير الاستمرار بالتظاهر وغلق حقل الاحدب النفطي وترك الحنطة لتكون طعاما للطيور"، مشيراً الى أن تظاهرات الفلاحين ابتدأت سلمية وسوف تستمر بهذا النهج رغم الاعتداءات التي تعرضنا لها يوم الأحد الماضي من قبل قوات فض الشغب أثناء التظاهر في مدينة الكوت وما رافقها من تجاوزات على المشايخ والسادات والرموز العشائرية والاجتماعية التي تنتمي الى أصول فلاحية وشاركت معنا في التظاهر.
بالمقابل ذكر رئيس اللجنة الزراعية في مجلس واسط سلام العجيلي أن "قوت الفلاح خط أحمر لا يمكن المساس به لأنه يمثل قوت الشعب العراقي جميعا خاصة محصول الحنطة التي أصبح انتاجها يسد الحاجة المحلية وبالتالي توقف استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة".
وأضاف أن "مجلس المحافظة بوصفه سلطة تشريعية رقابية يدعم مطالب الفلاح الواسطي وفي ذات الوقت ندعو أخوتنا وأهلنا الفلاحين الى الانضباط والمطالبة بحقوقهم بطريقة شرعية بعيدا عن العنف".
وأوضح أن "المجلس خاطب رئيس الوزراء بكتاب رسمي رفعنا فيه مطالب الفلاحين في المحافظة وحددنا ذلك بسبع نقاط، أولها استلام الحنطة بالكامل سواء كانت داخل أو خارج الخطة الزراعية واعتماد الغلة الزراعية المقدرة من قبل اللجان الزراعية الفرعية في الوحدات الادارية وعدم تقليص الغلة، إضافة الى استثناء الفلاحين من براءة الذمة التي تمنحها دائرة الضريبة اسوة بالموسم السابق".
وقال: "من بين المطالب الاخرى التي تم رفعها التأكيد على المواصفات الفنية المعتمدة عند استلام الحنطة من قبل سايلوات ومخازن وزارة التجارة كما معمول به سابقا، إضافة الى جرد المساحات الزراعية المتضررة وايجاد تعويض مناسب لأصحابها وحث وزارة الموارد المائية على تأمين حصص مائية للمساحات الشاغرة وشمول عقود الآبار غير المجازة بالخطة الزراعية الشتوية".
وفي وقت من يوم أمس الاثنين وجه محافظ واسط محمد جميل المياحي رسالة هامة الى فلاحي المحافظة قال فيها: "أهلنا الطيبين فلاحينا المحترمين، بعد التواصل مع دولة رئيس الوزراء والذي يبلغ سلامهُ ومحبتهِ لكم فقد حصلت موافقته على معالجة استلام المحصول خارج الخطة وتوحيد السعر المقرر كما هو في كل عام".
وأضاف "سيصدر قرار من مجلس الوزراء قريبا بذلك، لذا أدعوكم للعودة لمنازلكم فقد وصل صوتكم ومطالبكم الحقة".
وكان المئات من فلاحي محافظة واسط تظاهروا يوم الأحد الماضي وسط مدينة الكوت وأغلقوا بعض الشوارع الرئيسة مطالبين بفتح خطة التسويق وتوحيد السعر، رافضين قرار تقليص التسويق الى 20% من انتاج كل فلاح، كذلك رفضوا تقليص الغلة للدونم الواحد، وشهدت تظاهرتهم فتح خراطيم المياه من قبل قوات فض الشغب لتفريقها ما أثار استياءا شديداً من الجميع.
وتقدر المساحة الصالحة للزراعة في محافظة واسط بنحو 2556626 دونماً منها 47847 دونماً أراضي مستصلحة و151550 دونم أراضي شبه مستصلحة في حين تقدر مساحة الأراضي غير الصالحة للزراعة 2035489 دونماً، ويعد نهر دجلة المصدر الرئيس لسقي تلك المساحات حيث أنه يخترق المحافظة من الشمال الى الجنوب الشرقي وبطول 327 كم.
وتصنف محافظة واسط عاصمة العراق الزراعية لما تتميز به من انتاج نباتي وحيواني، إذ وصل معدل انتاج الحنطة فيها في الأعوام الاخيرة الى أكثر من 800 ألف طن، وتكتفي واسط بـ٣٠٪ فقط من انتاجها الزراعي والحيواني العام وتسوق الـ ٧٠٪ الفائضة منه (خضر - فواكه - بيض مائدة - لحوم - أسماك - إضافة الى المخاليط العلفية) الى العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، كما تساهم في تأمين نسبة 37% من احتياجات العراق الغذائية الإجمالية وهي المحافظة التي تربعت على صدارة جميع المحافظات بإنتاج محصول الحنطة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم
سياسية

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram