المدى/متابعة
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده لن تتهاون في ما يخص أمنها القومي، مشدداً على استعداد طهران للعب دور فعّال في بناء منطقة خالية من تهديد الأسلحة النووية. وأضاف عراقجي أن إيران ترفض إجراء مفاوضات علنية بشأن ملفها النووي، متّهماً الغرب بازدواجية المعايير، خصوصاً تجاه الترسانة النووية الإسرائيلية.
وقال عراقجي إن إسرائيل ترفض الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي أو الخضوع لرقابة وكالة الطاقة الذرية، بينما يندرج سعي إيران للحصول على الطاقة النووية السلمية ضمن أولوياتها التنموية طويلة المدى.
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بعض الأصوات في الداخل تطالب باتفاق نووي جديد يحفظ مصالح البلاد ويعالج المخاوف الدولية. كما أكد استعداد طهران للتعامل مع الولايات المتحدة بشرط الاعتراف بحقوقها النووية، موضحاً أن أي تهديدات موجهة ضد الشعب الإيراني لن تؤدي سوى إلى تعقيد المشهد وإغلاق أبواب التسوية.
في السياق ذاته، اتهمت إيران إسرائيل بمحاولة تقويض المحادثات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة، والتي تجري بوساطة سلطنة عُمان. وشددت طهران على أن الهدف الأساسي من هذه المفاوضات هو رفع العقوبات الغربية وتحصيل ضمانات حقيقية من الجانب الأميركي.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار من جانبه إلى إجراء محادثات "جيدة جداً" مع طهران، رغم الحاجة إلى المزيد من الوقت، وذلك عقب الجولة الثانية من المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما، حيث اتفقت واشنطن وطهران على وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
ورغم مؤشرات التقدم، واصل ترامب تهديداته، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تتردد في اللجوء إلى الخيار العسكري إذا فشلت المفاوضات. كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر أن ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل أي عمليات عسكرية ضد إيران لإعطاء فرصة للمسار الدبلوماسي.
وحذرت إيران من تفعيل آلية "الزناد" أو "سناب باك"، من قِبل الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، معتبرة أن هذا التهديد يعيق تقدم المحادثات. وفي المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن بلاده مستعدة لبحث أي هواجس دولية من خلال خطوات طوعية تعزز الشفافية، دون المساس بحقوقها السيادية.
وأشار بقائي إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات ستُعقد في سلطنة عمان، وتُركّز على آليات رفع العقوبات وتفاصيل فنية حول البرنامج النووي الإيراني. كما نفى بشكل غير مباشر تقارير عن اجتماعات سرية سابقة بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين.
وردّاً على ما تردد حول مقترحات إيرانية لإشراك أطراف دولية في إدارة منشآت التخصيب النووي داخل البلاد، قال بقائي إن تلك المعلومات “مجرد تكهنات إعلامية” لا تستند إلى مصادر رسمية.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، إذ تشير تقارير استخبارية أميركية إلى احتمالية تنفيذ إسرائيل لضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية في النصف الأول من العام الحالي، مستغلةً التحديات التي تواجه طهران، داخلياً وإقليمياً.
وسط هذه المعادلة المتشابكة من الضغوط والتهديدات والمفاوضات، يبقى مستقبل الملف النووي الإيراني معلقاً على خيط دقيق بين التصعيد والانفراج، فيما تواصل إيران الإصرار على حقوقها ومطالبها، رافضة أي حل لا يضمن لها مكاسب ملموسة.
المصدر: وكالات