ذي قار / حسين العامل
استبشرت الأوساط الرسمية والشعبية في ذي قار خيرا بإطلاق الأعمال التنفيذية لمشاريع البنى التحتية مطالبين بالمزيد من الدعم للنهوض بواقع الخدمات الأساسية والصحية، محذرين في الوقت ذاته من مشكلة تلكؤ العمل في المشاريع المعلنة.
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أعلن اول أمس الاثنين عن إطلاق الأعمال التنفيذية في ثلاثة مشاريع ستراتيجية، بكلفة كلية تقدر بـ 2 تريليون و195 مليار دينار، شملت مشروع محطة كهرباء الناصرية المركبة سعة 921 ميكا واط باستخدام الغاز الطبيعي، ومشروع المدينة الطبية المتكاملة في الناصرية التي تضم 7 مستشفيات بسعة كلية 700 سرير ومشروع البنى التحتية لقضاء سوق الشيوخ.
وتعد المشاريع المذكورة من أبرز مطالب أهالي الناصرية التي نظموا من اجل تحقيقها سلسلة من التظاهرات والاعتصامات والوقفات المطلبية التي تواصلت على مدى عدة أسابيع لاسيما اعتصام الأهالي امام محطة كهرباء الناصرية للمطالبة بمحطات لإنتاج الطاقة ووقفات أهالي قضاء سوق الشيوخ للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي في القضاء الذي سبق ان صنفته الحكومة المحلية رسميا كقضاء منكوب.
وفي الوقت الذي رحب فيه الأهالي بإطلاق المشاريع المذكورة حذروا من ان تكون جزء من مشاريع الترويج الانتخابي للانتخابات القادمة والتي ستعاني مثل مثيلاتها السابقة من مشكلة التلكؤ بعد انتهاء الانتخابات.
اذ يرى الناشط المدني علي حسين ان شمول محافظة ذي قار بمشاريع تأهيل البنى التحتية خطوة بالاتجاه الصحيح وهي جزء من ثمن تضحيات أهالي الناصرية وثمرة لتظاهراتهم المطلبية"، وأضاف في حديث للمدى ان " أهالي ذي قار قدموا أكثر من 140 شهيدا ونحو 4 الاف جريح في تظاهراتهم المطلبية وهذا الثمن باهض من اجل الحصول على خدمات يفترض انها جزء من البرامج الخدمية الواجبة التنفيذ من قبل الحكومة".
وشدد حسين على أهمية التقيد بالسقف الزمني لإنجاز المشاريع لتسد العجز الحاصل بالخدمات وتقدم الخدمات للمواطنين".
فيما كتب الإعلامي علاء كولي على مدونته الشخصية ان "المشاريع التي حصلت عليها المحافظة يمكن ان تشكل نهضة عمرانية وقفزة بتاريخ المدينة التي ظلت منذ زمن بعيد مجرد حطب وباقية بالقاع"، مبينا ان "ذي قار لم تُذكر الا عند الازمات التي تستوجب دفع التضحيات من أبنائها".
وتابع كولي "أعتقد أن المشاريع هي جزء من رد الجميل لما قدمته هذه المدينة طوال تاريخها"، وأردف "قد نختلف بتفاصيل المشاريع لكنها الان واقع حال لوجه جديد يمكن القول إنها محاولة لإزالة رماد الحروب وانصاف هذه الناس التي من حقها ان تلمس مظاهر جمالية في بناها التحتية وحياتها اليومية رغم المشاكل السياسية والاجتماعية إلى مرت بها".
ويجد كولي ان "السوداني قدم مشاريع كبيرة ونوعية لكن هذه لا تخلو من نفس ودعاية انتخابية لرئيس الحكومة وهو يرافق عدد من الأشخاص الذين يشكلون مشاريع ترشيح للانتخابات المقبلة".
وبالمقابل أعرب رئيس مجلس محافظة ذي قار السيد عزة الناشي عن ارتياحه لما تحقق من مشاريع عبر صندوق اعمار ذي قار وأوضح خلال استقبال الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي ان "ذي قار انتعشت بفضل مشاريع الصندوق وقد أطلقت تسمية صندوق إحياء المحافظة على الصندوق المذكور".
وبدوره اقترح رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة ذي قار احمد الخفاجي ادراج عدد اخر من المشاريع للنهوض بالواقع الصحي بالمحافظة وذلك خلال لقاء رئيس مجلس الوزراء بأعضاء مجلس المحافظة وأوضح الخفاجي انه" خلال اللقاء مع رئيس الوزراء قدمت جملة من المشاريع لغرض ادراجها ضمن خطة المشاريع الحكومية"، وأضاف " من بين هذه المشاريع اكمال مشاريع المستشفيات المتلكئة في الجبايش والفهود والغراف والحوراء والقلعة والأورام والتعجيل بافتتاحها".
واستطرد كما طالبنا بأرسال تعليمات توزيع قطع الأراضي لمرضى السرطان وتوفير الأدوية لهم وحل مشكلة الموظفين الذين ألغت وزارة الصحة تغيير عناوينهم الوظيفية"، وأضاف "كما شملت اللائحة المقترحة طلب بناء مركز للتوحد في المحافظة وتوفير فرص عمل للعاطلين وتضمين الموازنات القادمة درجات للعقود". وشدد الخفاجي على أهمية توجيه وزارة المالية بالإسراع بتمويل رواتب العقود الذين باشروا في دوائر المحافظة منذُ 6 أشهر"، مبينا ان "استجابة السوداني كانت إيجابية.
ومن جانبه اعلن نائب محافظ ذي قار رزاق كشيش الغزي عن مطالب أخرى قدمها الى رئيس مجلس الوزراء وجاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي تلقت (المدى) نسخة منه انه "خلال اجتماع ضم الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي مع رئيس مجلس الوزراء والأمين العام لمجلس الوزراء قدم الغزي عددا من المقترحات من بينها الموافقة على زيادة الطاقة الإنتاجية لمصفى نفط ذي قار من 30 الى 100 الف برميل وذلك عبر اضافة محطة سعة 70 الف برميل"، واسترسل "وصرف الإيرادات المحلية المتحققة في دائرة الخزينة لصالح محافظة ذي قار وعدم إعادتها الى خزينة الدولة وذلك لغرض استثمار المال المحلي وانهاء مشكلة تمويل الموازنة العامة والتشغيلية وادامة زخم المشاريع التنموية".
وأشار البيان الحكومي الى ان "المطالب تضمنت طلب بالموافقة على اعادة الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية في محافظة ذي قار التي الغيت في وقت سابق، وتخفيض مبالغ التقدير لتمليك العشوائيات في المحافظة والاسراع بتمليك الدور لشاغليها بعد ان اكملت المحافظة جميع الخطوات للتمليك على حد قول البيان"، كما دعا البيان الى "تأجيل العمل بأسعار المحاصيل الزراعية لهذا العام واستلام المحاصيل من خارج الخطة بنفس الاليات المتبعة في العام الماضي وتخفيف العبا عن الفلاحين". وتضمن البيان مطالب أخرى من بينها ربط المحافظة بطريق التنمية الدولي والطريق السريع والايعاز لوزارة الدفاع بإعمار القاعدة الجوية وايصال الخدمات واصلاح البنى التحتية.
وكان متظاهرو محافظة ذي قار قد أعلنوا الاعتصام امام محطة كهرباء الناصرية الحرارية يوم (الاحد 23 حزيران 2024) وأمهلوا الحكومتين المركزية والمحلية 48 ساعة لتحسين اداء المنظومة الكهربائية التي شهدت تراجعا كبيرا وانقطاعات متكررة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات تتجاوز نصف درجة الغليان.
وأجمل المتظاهرون مطالبهم في بيان صدر بالتزامن مع انطلاق الاعتصام وجاء فيه ان "مطالب اهالي ذي قار بخصوص قطاع الكهرباء تتمثل بحلول جذرية ومستقبلية يمكن تحقيقها خلال سنتين او اقل". واوضح المتظاهرون في بيانهم الذي تسلمت (المدى) نسخة منه ان "هناك مشاريع حاصلة على موافقات رسمية لكنها متوقفة ومن بينها مشروع محطة كهرباء سيمنز بسعة 921 ميغا واط ومشروع توسعة المحطة الحرارية بسعة 600 ميغا واط ومشروع توسعة المحطة المركبة 9 بسعة 600 ميغا واط ومشروع الطاقة الشمسية في ميسلون بسعة 500 ميغا واط ومشروع الطاقة الشمسية في اور بسعة 300 ميغا واط ومشروع الطاقة الشمسية في الشطرة بسعة 250 ميغا واط ومشروع توسعة المحطة المركبة بسعة 250 ميغا واط".
واشار البيان الى ان "مجموع انتاج المشاريع المذكورة من الطاقة الكهربائية يقدر بأكثر من 3000 ميغا واط وهي كافية لسد حاجة المحافظة"، داعين الى "انشاء محطة انتاج استثمارية بطاقة 3000 ميغا واط اسوة بمحافظة البصرة".
وكان المئات من اهالي قضاء سوق الشيوخ (29 كم جنوب الناصرية) قد جددوا التظاهرات الليلية في (منتصف نيسان 2022) للمطالبة بمشاريع البنى التحتية والخدمات البلدية والصحية والتعليمية، لوحوا في حينها بإقالة جميع المسؤولين المتلكئين بأداء واجباتهم.