TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البابا فرنسيس وعقدة ساكو

العمود الثامن: البابا فرنسيس وعقدة ساكو

نشر في: 23 إبريل, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

غاب البابا فرنسيس حاملاً معه أعلى مراتب الانسانية. ورث عن بلاده الارجنتين حب كرة القدم، والسعي لاشاعة السلام والمحبة بين الناس.. كلمة "الأمل" كانت آخر ما كتب البابا ونشرها قبل وفاته وقد وضعها عنوانا لمذكراته .
خورخي ماريو بيرغوليو الذي اطلق على نفسه اسم فرنسيس، المولود في العاصمة الأرجنتينية قبل 89 عاما، كان شغوفاً برقص التانغو، ومشجعاً متحمسا لكرة القدم. ما ان تولى كرسي البابوية حتى رسم درباً أخلاقياً قائلاً: " كم أودّ أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء".
يرحل البابا فرنسيس، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه وعاش معه العالم كل يوم صورة من صور المحبة. الرجل الذي اقترب من التسعين ، كان يحمل سنينهُ المتعبة ويحط الرحال في مخيم للمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية من أجل الدعوة إلى دمج أفضل للاجئين في أوروبا.. شاهدنا البابا وهو يتألم على معاناة الهاربين من بلدانهم. قال إن على العالم أن يعامل اللاجئين بإنسانية أكبر. ربما سيخرج علينا البعض، ممن يضربون كفاً بكف وهم يقرأون أن الرجل العجوز قطع مئات الكيلومترات لأنه يريد أن يواسي المساكين، في الوقت الذي يريد ساستنا أن يثبتوا للعالم أنهم أقوى من مشاهد العطف وأن لا مكان للضعف في هذه البلاد، فالبقاء للأقوى والذي يملك النفوذ والسلاح ومعه الأموال التي نهبت في وضح النهار.
رفع البابا صوته وصلواته للفقراء، وقال انهم "لا يبحثون عن الرفاه، بل عن الحياة". وكان يطالب الحكومات ان تتعامل مع شعوبها لا بلغة الارقام ، وانما بلغة المحبة والانسانية، لم يكن البابا الراحل فرنسيس يوماً زائراً غريباً عن المنطقة، وعن الشرق الأوسط، بل كان يحمل في قلبه الحب لجميع شعوب العالم، ويحمل بلسانه لغة الحوار والعدالة التي يفهمها الجميع بمعزل عن اختلاف لغاتهم.
في بلاد الرافدين التي اصر قادتها الميامين على مصادرة بيوت المسيحيين ومطاردتهم وتسليم شؤونهم وامورهم الى "المناضل" ريان الكلداني، في هذه البلاد اخذ البعض يسخر من البابا ويتهمه بتشجيع الفسق والفجور، صفحات تنتمي لاحزاب دينية فشلت في ادارة العراق وساهمت في سرقة اخلام مواطنيه وقبلها ثرواتهم ، وجدت في رحيل البابا ضالتها فطالبت بان لا نترحم عليه، كما طالبنا السيد ريان الكلداني ان لا نفرح بالكاردينال ساكو وان لا نعيش معه في الاوهام، بل قرر السيد ريان ان الحديث عن الكاردينال ساكو امر مرفوض "مرفوض يا ولدي"!!.
كان السيد ريان الكلداني، قد قرر من قبل أن يخرج بتظاهرات تسخر من الكاردينال وتشتمه وتطالب بطرده، مثلما قرر رئيس جمهوريتنا ذات يوم ان يعتبر الكاردينال ساكو موظفا في قصرة ، فأمره بتهجيره من بغداد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: رايات وولاءات

لنستفد من الصين بذكاء.. لا بانشاء جامعة متخصصة

قناطر: قمة بغداد العربية. . معادلة البقاء والزوال

العمود الثامن: شيء مؤسف

التعليم بين الورقة والذاكرة الرقمية: جيلان لا يلتقيان!

العمود الثامن: شيء مؤسف

 علي حسين في مرات كثيرة أجد البعض من القراء الاعزاء وهم يعلقون على مقالي اليومي عن "الكوميديا العراقية" بالقول: يبدو أنك تعبت، وقارئ عزيز آخر يكتب: لماذا هذا التشاؤم ونحن على ابواب انتخابات...
علي حسين

"صقور" الطرفين تتوعد: تفاؤل حذر بحل حزب العمال الكردستاني ذاتيًا

د. فالح الحمــراني يستبعد مسؤولو دول وخبراء، دخول الإعلان التاريخي بحل حزب العمال الكردستاني وإنهاء الأعمال القتالية حيز التنفيذ بالسرعة المنشودة، بالنظر إلى البنية التحتية العسكرية الضخمة للحزب وخريطة انتشار وحداته. ورجح مراقبون وسياسيون...
د. فالح الحمراني

التعليم بين الورقة والذاكرة الرقمية: جيلان لا يلتقيان!

د. طلال ناظم الزهيري في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلنت السويد عن توجهها للعودة إلى استخدام الورقة والقلم في التعليم، معتبرة أن الأدوات التقليدية أكثر فاعلية في ترسيخ المهارات الأساسية لدى الطلبة. وبينما...
د. طلال ناظم الزهيري

شريك الأحلام بعراق آدمي.. عن علاء حسن

علي عبدالأمير عجام في الأسبوع الثالث بعد سقوط نظام صدام حسين، عملت على اصدار أول صحيفة يومية في بغداد لا تمدّ يدها إلى أملاك الدولة العراقية، بل يحسب لها انها أعادت للمطابع العراقية دورها...
علي عبدالأمير عجام
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram