ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لموقع، ذي ناشنال، الاخباري إصرار إقليم كردستان على دعم جهود ترسيخ السلم في المنطقة للحفاظ على ما تم تحقيقه من إنجازات، مشيرا الى ان الرسائل المنبعثة من الإقليم خلال الأشهر الأخيرة كانت تدعو الى نبذ الصراع والخلاف وحماية السلم للحفاظ على المكتسبات المتحققة في وقت ذكر فيه قادة الإقليم بأن قوة السلام هي أكبر من قوة جميع الحروب.
وأشار التقرير الى ان التغيرات السريعة وانتشار الاضطراب في سياسات الشرق الأوسط قد تركت آثارها على دور وطموحات أكراد المنطقة في إقليم كردستان وكذلك أكراد سوريا وتركيا الذين ركزوا اهتمامهم نحو ترسيخ السلام والحفاظ عليه لكي يحافظوا على ما تم تحقيقه من إنجازات وازدهار كما هو الحال في إقليم كردستان. رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، قال خلال فعاليات ملتقى السليمانية الأسبوع الماضي "قوة السلام هي أكبر من قوة جميع الحروب". وهي مشاعر يشاركها معه اغلب الطيف السياسي الكردي. ويذكر التقرير ان انهيار نظام الأسد في سوريا نهاية العام الماضي كان احد عوامل المحفزة لتغيير كثير من الأوضاع، فبعد أكثر من عقد من الحرب وعبر جهود الحكومة الجديدة في سوريا تمت تسوية النزاع على السلطة مع مجموعة القوات الديمقراطية الكردية التي تسيطر على مناطق نفوذها في شمال شرقي سوريا.
وكان موقف اكراد إقليم كردستان يتمثل بدور الوسيط والمساعدة في حل النزاعات في المنطقة وذلك من خلال عرض مساعدتهم للأكراد في سوريا للحفاظ على مناطقهم وسلطتهم ضمن الحكومة الجديدة هناك، وكذلك ترحيبهم بتحرك مجموعة حزب العمال الكردستاني، الباكاكا، للشروع بعملية السلام مع تركيا.
ويشير التقرير الى ان إقليم كردستان ومنذ سنوات كثيرة مضت شق طريقه نحو صياغة مساره الاقتصادي والسياسي، مستثمرين علاقاتهم الإقليمية والدولية في مصلحة الإقليم، وفي الوقت الذي كانت فيه مناطق عديدة من العراق مبتلية بمعارك وازمات، فان منطقة الإقليم وعلى النقيض كانت منارة للسلم والهدوء والاستقرار، وأنها مصرة للمساعدة بتمهيد الطريق نحو السلام. رئيس وزراء الإقليم، مسرور بارزاني، قال "لو أننا نستطيع القيام بدور فعال في التوسط بين الأطراف المشاركة في النزاعات الإقليمية وتحسين أمن المنطقة، فهذه ستكون مساهمة إيجابية".
من جانبه، اكد رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني بالقول "الكرد وشعب كردستان هم مسالمون بالأصل، واينما يوجد هناك بصيص للسلم تجد الشعب الكردي يتبناه بتفاؤل". وفي إشارة محتملة إلى التطورات في سوريا وتركيا، قال ان المحاولات لمحو الاكراد في الماضي كانت فاشلة ولم تؤدي سوى لإلحاق ضرر بالمنطقة على نحو أوسع. وأضاف نيجيرفان بارزاني قائلا "القرن الماضي أظهر بشكل لا لبس فيه بان تجاهل ونبذ حقوق الاكراد وشعب كردستان قد أدى الى صراع مستمر وفوضى ودمار ومعاناة وركود في المنطقة". وفيما يتعلق بأكراد تركيا، فانهم عانوا على مدى عقود من نزاع وصراع ما بين القوات الحكومية التركية ومجموعة مسلحي حزب العمال الكردستاني، الباكاكا. وان فرصة قد برزت للسطح في نهاية شباط لوضع حد لهذا النزاع عندما أصدر زعيم المجموعة، عبد الله أوجلان، دعوة لأنصاره الى رمي ونزع السلاح، مزيدا بذلك الآمال لتجديد عملية السلام وانهاء القتال الذي اتى على أكثر من 40 ألف ضحية من الطرفين. وقبيل هذا الإعلان، فان الحزب التركي الذي توسط بين مجموعة الباكاكا والحكومة التركية، قد أجرى لقاءات مع مسؤولين اكراد في كل من أربيل والسليمانية، سعيا للحصول على دعمهم لعملية السلام هذه.
الرئيس بارزاني قال "التطورات في تركيا التي تهدف الى تعزيز السلام تمثل فرصة تاريخية مهمة". من جانبه، قال رئيس وزراء الاقليم مسرور بارزاني "من خلال السلام سيتعزز دور كردستان على نحو أكبر في المنطقة. مع ذلك فان السلام لا يمكن ان يتحقق من جانب واحد فقط". مثمنا دور الأطراف الوطنية في تركيا كمؤشر إيجابي. وفيما يتعلق بأكراد سوريا، قال مسرور بارزاني "بإمكان اشقاءنا واخواتنا في سوريا الاستفادة من تجربة إقليم كردستان، ما يهمنا هو ان يكونوا متحدين. وإذا يكونوا متحدين فإنه باستطاعتهم الحفاظ على حقوقهم بشكل أفضل".
• عن موقع ذي ناشنال الاخباري