TOP

جريدة المدى > سياسية > أزمة مجازر وضيق حظائر.. العراق يواجه شبح "النزفية"

أزمة مجازر وضيق حظائر.. العراق يواجه شبح "النزفية"

نشر في: 23 إبريل, 2025: 12:12 ص

متابعة / المدى
سجل العراق 19 إصابة مؤكدة بالحمى النزفية بينها حالتي وفاة منذ بداية عام 2025، بحسب آخر إحصائية رسمية لوزارة الصحة، وتتصدر محافظة ذي قار بحالات الإصابة بواقع 7 حالات، تليها كركوك بواقع 4 إصابات بينها حالتي وفاة، ثم المثنى 3 إصابات، ونينوى والبصرة وبغداد وميسان وواسط إصابة واحد لكل من هذه المحافظات، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر.
وأكد البدر، في تصريح صحفي، أن "مرض الحمى النزفية تحت السيطرة في الوقت الحالي، وهناك قدرة على التشخيص والعلاج، لكن دائماً ما يتم التأكيد على الوقاية ونشر رسالة التثقيف والتوعية الصحية، لقطع سلسة انتقال المرض وتقليل احتمال الإصابات".
معدل طبيعي
والحمى النزفية هو مرض فايروسي الناقل الرئيسي له هي حشرة القراد، وهذا المرض موجود في العراق، وسُجلت أعلى الإصابات فيه عامي 2022 و2023، حيث كانت أعلى من المعدل الطبيعي، لكن منذ عام 2024 والعام الحالي 2025 المسجل فيه 19 إصابة لغاية الآن، تعتبر الإصابات في هذين العامين ضمن المعدلات الطبيعية، بحسب دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة.
وقالت مسؤول إعلام الإرشاد البيطري في الدائرة، زينب رحيم، في حديث للوكالة، أن "الحمى النزفية، مرض يصيب حيوانات الماشية (الأغنام والأبقار والجاموس والماعز)، ويعتبر الحيوان حاملاً للمرض لكن لا تظهر عليه أي أعراض، بل تظهر الإصابات عند الإنسان".
نزيف وآلام
ومن الأعراض التي تظهر على الإنسان عند الإصابة، بين استشاري طب الأسرة، الدكتور علي أبو طحين، أنها تشمل "ارتفاع في الحرارة وصداع وآلام في العظام والعضلات وغثيان وتقيؤ وإسهال، وقد تتطور إلى حالات نزف تحت العين وتحت الجلد وما شابه".
وتتراوح مدة حضانة الحمى النزفية من يوم إلى 10 أيام وأكثر، وهذا يعتمد على طريقة الانتقال، وفق ما أبلغ به أبو طحين، مبيناً أن "الانتقال إذا كان مباشراً من الحيوان عبر حشرة القراد، فقد يكون ظهور الأعراض سريعاً خلال يوم إلى 3 أيام، أما إذا كان عن طريق مشتقات الدم، فهذا قد يستغرق وقتاً أطول من 5 إلى 10 أيام وأكثر".
انتقال العدوى
وتنتقل الإصابة من الحيوان إلى الإنسان، ومن إنسان إلى آخر، "من خلال التعامل مع الحيوانات مباشرة، أو من خلال التعامل مع اللحوم أو دم الحيوانات بعد عملية الذبح، لذلك تُسجل أكثر الإصابات للذين يتعاملون مع الحيوانات، أو ربات البيوت، أثناء تعاملهم مع اللحوم وشرائها من أماكن غير رسمية أو غير مجازة، أو لا تخضع للإشراف الطبي البيطري"، وفق زينب رحيم.
ويقع على عاتق دائرة البيطرة، بحسب المسؤولة البيطرية، "تقديم الخدمات الصحية البيطرية لأصحاب تربية الحيوانات، إذ تشرع الدائرة بحملتين سنوياً (ربيعية وخريفية)، تتضمن رش وتغطيس الحيوانات والحظائر للقضاء على القراد الناقل لفيروس الحمى النزفية".
وبينت رحيم، أن "دائرة البيطرة أطلقت في 6 نيسان/أبريل الجاري حملة تتضمن 248 فرقة من أطباء بيطريين لرش وتغطيس الحيوانات والحظائر وتوعية المربين في 15 محافظة، وتستمر هذه الحملة لمدة 24 يوماً".
مخاوف وركود
وأدى انتشار الحمى النزفية، إلى حصول نوعاً من الفتور في الإقبال على شراء اللحوم، ما تسبب بخسائر مالية لبعض القصابين، حيث قال القصاب أبو سجاد من محافظة النجف، إن "الأنباء المتداولة عن الحمى النزفية بدأت تؤثر على العمل بتراجع الطلب على شراء اللحوم".
وأكد القصاب، أن "جميع القاصبين ملتزمون بالإجراءات الصحية، ويتم الذبح بالمجازر الرسمية بعد شرائها من الوقفة (الجوبة)".
لكن رغم ذلك، ما تزال مخاوف المواطنين من شراء اللحوم حاضرة كما تقول أم علي من محافظة كربلاء، مبينة أنها "لجأت إلى اللحوم البديلة (الأسماك والدجاج) والتي ترتفع أسعارها عادة مع موسم الحمى النزفية بشكل مبالغ به لكثرة الطلب عليها بدل اللحوم الحمراء".
ونوهت أم علي، خلال حديثها للوكالة، إلى أن "اللحوم الحمراء لا يمكن الاستغناء عنها بشكل كامل، فبعض الأكلات لا يعوض الدجاج فيها عن اللحم، ما يتطلب من الجهات المختصة التوعية حول كيفية التعامل مع اللحوم لتجنب هذه المخاطر الصحية المحتملة".
نصائح للوقاية
وبهذا الصدد، نصحت زينب رحيم، ربات البيوت بـ"التعامل مع اللحوم بطريقة صحية من خلال ارتداء الكفوف واستخدام سكين وتختة خاصة بتقطيع اللحوم وتنظيف وتعقيم الأدوات قبل وبعد الاستعمال، وكذلك طبخ اللحم بصورة جيدة للقضاء على الفايروس".
أما المربين والقصابين، فتنصح المسؤولة البيطرية، بـ"ارتداء الجزمة البيضاء والكفوف عند التعامل مع الحيوانات، وعلى القصابين التعامل مع الذبائح بطريقة صحية وآمنة وارتداء الكفوف وعدم الذبح في الطرق العامة أو ما يسمى بـ(الجزر العشوائي) لأنه العامل الأساسي لانتشار المرض".
واتفق المتحدث باسم وزارة الزراعة، محمد الخزاعي، مع زينب رحيم حول مخاطر الذبح في (المجازر العشوائية) بالقول: "دائماً ما يتم التأكيد على ضرورة أن تكون المجازر تحت رقابة الجهات الصحية المختصة".
نقص حاد
ويبدو أن اللجوء إلى "الجزر العشوائي"، يعود إلى النقص الحاد الحاصل في المجازر الرسمية، وهو ما أقرّ به الخزاعي، بأن "هناك نقص كبير في المجازر، فلم تعد المجازر الحالية تلبي احتياجات السكان، فهي قديمة وتعود إلى سبعينيات القرن الماضي".
وأكد الخزاعي، أن "هناك حاجة لإنشاء ما لا يقل عن 500 مجزرة جديدة حديثة بمختلف محافظات العراق، تلبي الاحتياجات من اللحوم، وتكون بنفس مواصفات المجازر الموجودة في دول العالم في ظل انتشار للفايروسات والأوبئة، ويتزامن ذلك مع توسيع المجازر القديمة".
كما شخص المتحدث باسم وزارة الزراعة، أحد أسباب تفشي الحمى النزفية هو "تكدس أعداد كبيرة من الحيوانات في حظائر صغيرة، وهذا التزاحم يساهم في سرعة انتشار العدوى بين الحيوانات".
أما جهود وزارة الزراعة، فهي "تتمثل بمساندة جهود وزارة الصحة لمكافحة هذا المرض، من خلال مكافحة حشرة القراد الناقلة للفايروس المسبب للحمى النزفية"، بحسب ما أكده الخزاعي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الانتخابات قد تتأجل إلى 2026: أحزاب السلطة غير مقتنعة بـ
سياسية

الانتخابات قد تتأجل إلى 2026: أحزاب السلطة غير مقتنعة بـ"عدالة التنافس"!

بغداد / تميم الحسن ترجّح أطراف شيعية تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة إلى ربيع أو صيف 2026، بسبب "مفاجآت" قد تحدث قريبًا. ويُفترض خلال هذه الفترة أن يتم "تقليم أظافر" بعض الحكوميين الذين يسعون للترشح،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram