 ذي قار/ حسين العامل

حذرت مديرية بيئة محافظة ذي قار من مخاطر أكثر من 10 الاف كلب سائب باتت تهدد حياة الأهالي في المحافظة المذكورة، داعية الى تبني حملات مستمرة لمكافحتها، وفيما اكدت تسجيل المستشفيات لأعداد كبيرة من المواطنين الذين تعرضوا لعضة الكلب، كشفت الحكومة المحلية عن إجراءات لتخصيص 50 مليون دينار لإطلاق حملة لمكافحتها قريبا.
وتشكل الكلاب السائبة والمسعورة التي تنتشر في مناطق متفرقة من محافظة ذي قار مصدر خطر لنقل وتفشي الأمراض كداء الكلب والاكياس المائية ونقل حشرة القراد المسبب والناقل الرئيسي لمرض الحمى النزفية ناهيك عما تشكله من ارهاب للمواطنين ولاسيما الأطفال والنساء. اذ كشف مصدر طبي في محافظة ذي قار يوم السبت (15 حزيران 2024) عن تعرض 11 أطفلا لإصابات بليغة إثر تعرضهم جميعا لهجوم كلب مسعور واحد في أحد احياء مدينة الناصرية.
وقال مدير دائرة بيئة ذي قار موفق حامد الطائي لـ(المدى) ان "مشكلة الكلاب السائبة اخذت تتفاقم وذلك لعدم وجود حملات لمكافحتها"، مبينا ان "اعداد الكلاب السائبة بلغت 10 الاف كلب في عموم محافظة ذي قار بحسب احصائيات المستشفى البيطري"، واكد انتشار نحو 3 الاف منها في مركز مدينة الناصرية.
ويجد الطائي ان "ما يعيق مكافحتها هو عدم توفر باب للتخصيص المالي ضمن موازنة المحافظة"، مبينا ان "رصد مثل هذا التخصيص يتطلب سلسلة من الموافقات والإجراءات الإدارية لتحويل الأموال من باب صرف محدد الى باب صرف اخر"، مشيرا الى ان "حملة مكافحة الكلاب السائبة تتطلب توفير مواد سامة ومواد أخرى ناهيك عن نقل الكلاب وطمرها بعد التخلص منها".
وأشار مدير بيئة ذي قار الى ما صرح به النائب الثاني لمحافظ ذي قار حول التحرك لتخصيص 50 مليون دينار لحملة مكافحة الكلاب السائبة، وأضاف "نأمل ان تنطلق الحملة قريبا".
وعن مخاطر الكلاب السائبة على حياة السكان المحليين قال مدير بيئة ذي قار إن "مخاطرها متعددة لما تسببه من اذى للمواطنين اذ هناك حالات عديده ناجمة عن عضة الكلاب سجلتها المستشفيات المحلية في هذا المجال"، واصفا الاعداد المسجلة بالمخيفة التي باتت تقلق المارة وتحد من حركتهم في الشوارع والمناطق التي تكثر فيها الكلاب. وأضاف "هذا ناهيك عما تشكله الكلاب من مخاطر أخرى في نقل الامراض الخطيرة كالحمى النزفية وغيرها كونها وسيط ناقل للأمراض".
وشدد الطائي على أهمية تبني حملات مستمرة وبتوقيتات محددة للتخلص من ظاهرة الكلاب السائبة والحد من مخاطرها، مبينا ان "ذي قار شهدت حملة واحدة خلال عام كامل تقريبا إذا انطلقت الحملة في حزيران 2024 ومن ثم توقفت وهو ما جعل اعداد الكلاب تتزايد بصورة كبيرة".
وتحدث الطائي عن تشكيل لجنة خاصة لمكافحة الكلاب السائبة في وقت سابق برئاسة المحافظ وعضوية رؤساء عدد من الدوائر الحكومية من بينها المستشفى البيطري وبلدية الناصرية والصحة ودائرة البيئة كجهة رقابية.
وفي ذات السياق تحدث النائب الثاني لمحافظ ذي قار ماجد العتابي، عن تحرك حكومي للحد من ظاهرة الكلاب السائبة، وأوضح في تصريح اعلامي تابعته المدى إن "ملف الكلاب السائبة يحظى باهتمام كبير من قبل الإدارة المحلية، لما يشكّله من خطر على السلامة العامة"، لافتا إلى عقد عدة اجتماعات تنسيقية مع دوائر الصحة والبلدية والبيطرة لوضع خطة تنفيذية للتعامل مع هذه الظاهرة.
وأشار العتابي إلى أن "الحكومة المحلية تعمل حاليا على توفير تخصيص مالي يناهز 50 مليون دينار، لتمويل حملة مكافحة الكلاب عبر أحد المتعهدين المختصين"، مبينا ان " المتعهد سيتولى تنفيذ حملة ميدانية تتضمن وضع السموم في أماكن انتشار الكلاب، ومن ثم نقلها إلى مواقع الطمر الصحي ودفنها بطريقة آمنة وصحية.
وغالبا ما تحذر الأوساط البيطرية من مخاطر انتشار الكلاب السائبة والمواشي في الاحياء الشعبية كونها وسيط ناقل للكثير من الامراض الوبائية المتوطنة في البلاد ففي حديث سابق للمدى يشير مدير المستشفى البيطري الأسبق محمد عزيز ياسر الى من مخاطر الكلاب السائبة في نقل حشرة القراد المتسببة بمرض الحمى النزفية الذي اودى بحياة عدد غير قليل من المواطنين خلال الأعوام الاخيرة.
وأوضح ياسر، أن "الجزر العشوائي والرعي العشوائي والكلاب السائبة لها دور كبير في انتقال امراض عديدة وينبغي تشديد الاجراءات للحد من تلك المظاهر". وطالب ياسر، بـ"تشديد الاجراءات لمكافحة الكلاب السائبة كونها تحمل حشرة القراد من منطقة الى منطقة"، لافتا الى ان "القراد هو حامل للفايروس المسبب لمرض الحمى النزفية"، مشدداً على "وجوب منع رعي الحيوانات والجزر العشوائي في داخل المدن بصورة باتة".
وانتهى ياسر، إلى "أهمية نشر الوعي بين المواطنين ومربي المواشي والقصابين حول مخاطر مرض الحمى النزفية وطرق الوقاية منه والحد من انتقاله وانتشاره".
وكانت جهات حكومية في ذي قار قد اقرت في (أواسط حزيران 2024) بانتشار اعداد كبيرة من الكلاب السائبة في المناطق السكنية، واكدت تواصل العمل بحملة مكافحتها التي انطلقت عقب تعرض 11 طفلا لعضة كلب مسعور.