الموصل / سيف الدين العبيدي
من المعتاد لرجل ستيني متقاعد ان يجلس في البيت ليقضي راحته بعد سنين طويلة من العمل والخدمة الوظيفية، لكن الموصلي سالم صالح غير هذه النظرية عندما تقاعد في تشرين الثاني الماضي من وظيفته ليلتحق مباشرةً في قسم الإعلام بجامعة الموصل ويكون اكبر طلبة القسم والجامعة بشكل عام، صالح من مواليد ١٩٦٤ كاتب واصدر ٩ مؤلفات لغاية الآن في القصة والرواية والمقالات، شغل منصب مدير إعلام كهرباء نينوى في السنوات الاخيرة، ليس ذلك فقط بل كان يحاضر في شعبة الجودة لتدريب الموظفين على كيفية التعامل الوظيفي مع المواطنين.
يقول صالح بحديثه لـ(المدى) "منذ ان كان عمري ٢٠ عاماً كنت احلم ان اكون طالباً جامعياً، أقف امام بوابة جامعة الموصل وانظر الى الحياة كيف هي بداخلها ولكن ليس بإستطاعتي تجاوز اسوارها، واليوم حققت حلمي بعد ٤٠ سنة، واصبحت أحد طلبة قسم الإعلام بعد تقديمي على الدراسات المسائية التي افتتحت هذا العام لأول مرة".
وفي جانب حياته الادبية بين صالح انه منذ سن الـ ١٦ عاماً كان يظن ان الكتب فيها عالم آخر ممكن ان يهرب اليه من فقر العيش وقسوة الحياة في فترة السبعينات عندما كانت الموصل ذات مجتمع فقير
صالح أكد ان ما وصل اليه اليوم كان بالعزيمة والصبر والرغبة وبتشجيع كبير من صديقه المقرب الذي رحل عن الدنيا، لكن ترك في داخله أثر بالمواصلة في رحلة الحياة وتحقيق الطموحات، وكان يتمنى ان يكون موجوداً ليراه وهو يحقق حلمه الكبير بالوصول الى مقاعد الدراسة الجامعية، وان طموحه هو نيل البكالوريوس ثم الدراسات العليا وان يكون استاذاً جامعياً في احدى الجامعات الاهلية مستقبلاً.
واكد صالح ان تجربة الإعلام الأكاديمي لغاية الآن اضافت له كثيراً وخاصة في مجال الاهتمام بالنص الصحفي، وان الإعلام الأكاديمي يوفر الاسس الصحيحة لتكون إعلامياً متميزاً، ولن يمكن للشخص ان ينطلق دون أن يكون له قاعدة.
ويقول ايضاً "علينا ان نهزم الكبر بالثقة والحفاظ على الصحة والسعي الصحيح في بناء الوعي عند الإنسان، ونهزم الكهولة بمزيد من الثقة واقلمت الجسد على الرياضة المستمرة وبناء الصحة الإنسانية، هذه من تساعد على هزيمة كل عائق يتشكل ويدعم كل ذلك الثقافة المستمرة".