أربيل ـ السليمانية / وكالاتعقدت الأحزاب والقوى السياسية الكردية، امس الاثنين، اجتماعا في مبنى مجلس وزراء إقليم كردستان العراق لمناقشة موجة تداعيات الاحتجاجات الجماهيرية التي تشهدها محافظتي اربيل والسليمانية منذ أربعة أيام بهدف التوصل إلى آليات لتهدئة الأوضاع.وقال مصدر مطلع
في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأحزاب والقوى السياسية الكردية بدأت، ظهر امس، اجتماعا في مبنى رئاسة وزراء إقليم كردستان العراق بمحافظة اربيل"، مبينا أن "الاجتماع سيناقش تداعيات موجة الاحتجاجات المستمرة منذ أربعة أيام في محافظتي السليمانية و أربيل، بهدف الوصول إلى آليات لتهدئة الأوضاع".وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه،  أن "المشاركين في الاجتماع هم  نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجرفان  بارزاني والقيادي والمتحدث الرسمي باسم حركة التغيير محمد توفيق رحيم ورئيس مجلس الوزراء في الإقليم نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح"، مشيرا إلى أن "الاجتماع حضره أيضا الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني صلاح الدين محمد بهاء الدين وأمير الجماعة الإسلامية علي بابير". وكان النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي قد بحث في مكتبه الخاص بمدينة السليمانية، مع القنصل الأمريكي في اقليم كردستان اليكسندر لاسكاريس والجنرال باسكوريت نائب قائد القوات الأمريكية في شمال العراق وعدد من أركان القنصلية الأمريكية الأوضاع السياسية على الساحة العراقية ومدينة السليمانية بشكل خاص .و كانت وجهات نظر الجانبين بحسب موقع مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني , خلال اللقاء الذي حضره السياسي فريدون عبدالقادر، متطابقة حول السعي الجدي من أجل تهدئة الأوضاع وتثبيت الأمن والاستقرار في مدينة السليمانية بصورة سلمية وهادئة تحترم فيها مطالب المواطنين وهيبة مؤسسات حكومة اقليم كردستان والأحزاب والأطراف السياسية الكردستانية.من جانبه أعلن وزير الثقافة والشباب والمتحدث باسم حكومة اقليم كردستان كاوه محمود عن مباشرة اللجنة التحقيقية اعمالها في الأحداث التي شهدتها السليمانية في الأيام القليلة الماضية، والتي كان رئيس حكومة اقليم كردستان قد قرر تشكيلها على خلفية الأحداث الأخيرة في السليمانية.وقال وزير الثقافة: ينبغي علينا جميعاً وبشتى السبل العمل على تهدئة الوضع، ويتوجب على كل طرف ان يميز بين وضعين مختلفين، هما مطالبة المواطنين وعتبهم من جهة وبين تصفية الحسابات الحزبية السابقة من جهة أخرى. مضيفاً: لذا يتوجب علينا عدم الخلط بين هذين الموضوعين، لأن خلطهما على هذه الشاكلة سيلحق اضراراً بمصالح ومطالب المواطنين.كما وأعلن كاوه محمود بحسب موقع حكومة الإقليم، بأن حكومة اقليم كردستان ستعمل بشكل محايد جداً في تحقيقها وتقصيها للذين تسببوا في اثارة هذا الوضع المعقد، من خلال اللجنة التحقيقية المعدة لهذا الأمر، مشيراً الى أن هذه اللجنة سوف تتعامل بشكل قانوني محايد مع الجميع ولن تستثني من ذلك، التحقيق مع المسؤولين عن المؤسسات الحكومية ان كان قد بدر اي تقصير منهم. وفيما يتعلق بخطابه للكتاب والفنانين والمثقفين، قال وزير الثقافة: إن هذه الشريحة أكبر من أن يوجه اليها خطاب لتوجيهها، حاثاً اياهم على الابتعاد عن الصراع الإيديولوجي والحزبي، والاهتمام بالأسس القومية والوطنية، والعمل على تطوير وضع المجتمع في جميع المجالات، قائلاً: يتوجب علينا عدم الخلط بين أعمالنا المهنية وأعمالنا الحزبية، داعياً المثقفين والفنانين والاعلاميين الى ضرورة العمل من أجل السلام وتهدئة الأوضاع.وتشهد مدينة السليمانية، نحو 364 كم شمال العاصمة العراقية بغداد، منذ الخميس 17 شباط الجاري، تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين، تحولت منذ يومها الأول، إلى مصادمات مع القوات الأمنية، أسفرت عن وقوع قتيل واحد، وعشرات الجرحى. وشهدت السليمانية، السبت الماضي، تجدد التظاهرات في حرم جامعة السليمانية، ومن ثم في ساحة السراي، وسط المدينة، حيث تخللتها صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، أسفرت عن سقوط نحو 15 جريحاً، في حصيلة أولية، بحسب مصادر طبية في المستشفى التعليمي في المدينة.واتهم الحزبان الكرديان الرئيسان، الجمعة الماضي، في بلاغ صادر عن اجتماع المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، بعض من وصفهم بـ"المشاغبين" في مدينة السليمانية بـ"زعزعة الأمن والسلم الاجتماعي"، ودعيا حكومة الإقليم للتحقيق والمتابعة الجدية. كما أكدت حركة التغيير الكردية المعارضة، أنها ستشارك في اجتماع القوى السياسية الكردية في اربيل، مبينة أن لديهم عدة نقاط يعملون على طرحها للمناقشة في الاجتماع.