ترجمة / حامد أحمد
كونه من بين 136 كاردينالا مؤهلا للتصويت على من سيخلف البابا فرانسيس كراعي للكنيسة الكاثوليكية في العالم، قال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو إنه يأمل من خليفة البابا فرانسيس ان يواصل العمل على تعزيز حوار الأديان خصوصا بين المسيحيين والمسلمين، مشيرا الى ان المسيحيين في العراق ما يزالون يعانون مع عدم قدرتهم على العودة لبيوتهم وانه لم يطرأ أي تغيير بالنسبة لهم في العراق، في وقت تمنى قساوسة آخرون ان يحذو البابا الجديد حذو سلفه البابا فرانسيس وان يقوم بزيارة أخرى للعراق في يوم ما.
وقال الكاردينال ساكو في حديث لموقع، ذي ناشنال، الاخباري إن تعزيز التناغم والتواصل ما بين الاديان كان احد السمات البارزة لحقبة البابا فرانسيس التي قضاها في الكرسي البابوي على مدى 12 عاما، فضلا عن مناصرته للضعفاء والمهمشين والذين يعانون من آثار الحروب.
الكاردينال ساكو، 76 عاما، هو من بين 136 كاردينالا آخر في العالم سيجتمعون في روما لاختيار البابا القادم عبر تصويت سري. وان الكاردينالية الذين هم دون سن الثمانين فقط من يسمح لهم بالتصويت.
وقال ساكو "أتمنى من البابا القادم ان يكون متواضعا وانسانيا كما كان البابا فرانسيس. وأتمنى ان يأخذ بنظر الاعتبار مبدأ الحوار بين الأديان وتعزيزه، وبالأخص مع المسلمين كثاني أكبر تجمع ديني في العالم بعد المسيحية، وذلك ليتسنى لجانب الحوار بين الأديان ان يبقى مستمرا".
وكالعادة يتم اختيار البابا من بين مجمع كاردينالات الكنيسة، وقد تلقى الكاردينال ساكو مباركة وموافقة الحكومة العراقية كمرشح لخلافة البابا.
وقال ساكو ان وفاة فرانسيس، الذي وصفه على أنه "محامي للإنسانية" شكلت خسارة كبيرة للعالم وخصوصا للشرق الأوسط، الذي يمر بمرحلة توترات متزايدة.
ومضى الكاردينال بقوله "لقد كان شخصية روحانية وإنسانية تركت أثرا على العالم وهو يحاول تحديث الكنيسة والعالم. لقد وقف بوجه الفساد والطغاة وساند أولئك الذين يعانون من الإهمال والاضطهاد". مشيرا الى ان آخر لقاء له مع البابا كان في تشرين الأول الماضي واستمر لمدة 15 دقيقة.
وأردف الكاردينال قائلا "أشعر وكأن أبا قد فارقنا. لقد اصابتني الصدمة عندما سمعت بخبر وفاته".
وولد الكاردينال ساكو في زاخو ولعب دورا مركزيا في حوار الأديان في العراق. ورقاه البابا فرانسيس لمرتبة كاردينال في حزيران 2018 وزار العراق في عام 2021 التي بدت هذه الزيارة كدعم كبير للطائفة المسيحية في البلد.
يذكر ان كثيرا من أبناء الطائفة المسيحية في العراق غادروا البلد بعد اندلاع الاقتتال والعنف الطائفي عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003. وان محنة الذين بقوا ازدادت سوءا مع اجتياح تنظيم داعش لمناطق واسعة من العراق عام 2014 شملت سهل نينوى والموصل ذات الغالبية المسيحية وتعرض الأقليات الدينية للقمع والاضطهاد على يد التنظيم الذي تمت الحاق الهزيمة به وطرده من البلاد نهاية عام 2017.
مع ذلك، يقول الكاردينال ساكو إن المسيحيين لم يروا أي تحسن منذ ذلك الوقت، ويضيف بقوله "نحن نعاني على نحو كبير ولم يحدث أي تغيير بالنسبة للمسيحيين في العراق. الكثير منهم غير قادر لحد الان على العودة لمنازلهم لأنها ما تزال غير آمنة".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد ذكر الأسبوع الماضي بان الكاردينال ساكو يحظى بدعم الحكومة ليصبح البابا القادم.
وقال السوداني في بيان له "نؤكد دعمنا لغبطة الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ليخلف قداسة البابا الراحل فرانسيس بالكرسي الرسولي في الفاتيكان".
وقال ساكو "ليس هناك تعيين او ترشيح عام لمنصب البابا، مع ذلك، فأينما يوجد هناك كاردينال في العالم، فإن البلد الذي ينتمي إليه يقوم بترشيحه للمنصب".
من جانب آخر قال رئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية المطران، بشار وردة، في لقاء مع موقع OSV News لأخبار الكنيسة بان البابا القادم سوف لن يرث الكنيسة العالمية فقط، بل المسؤولية العالمية للحفاظ على تواجد المسيحيين ودعمهم في مناطق مثل العراق، مشيرا الى ان البابا فرانسيس دعا الى توفير حماية للمهمشين والتأكيد لهم بأنهم ليسوا لوحدهم وان الكنيسة بأكملها معهم من خلال الدعاء والاعمال الخيرية.
وقال المطران وردة إن زيارة البابا فرانسيس للعراق كانت بمثابة مؤشر قوي على مبدأ التشجيع، وانه دعم جانب الحفاظ على تواجد المسيحيين بقوله ان الحفاظ على الوجود المسيحي هو كنز بالنسبة للكنيسة.
وأضاف المطران ورده بقوله "انا أصلّي وادعو من اجل ان يستمر ويواكب البابا الجديد هذا المسار. وأتمنى عليه في يوم من الأيام ان يقوم بزيارة العراق ويرى ثمرات زيارة البابا فرانسيس، لكي يبقي على اهتمام العالم بطائفتنا الصغيرة المؤمنة في هذا البلد".
• عن ذي ناشنال و OSV News