ترجمة: عدنان علي
بتاريخ 16 نيسان، القى قائد الجيش الباكستاني الجنرال، عاصم منير، رسالة واضحة خلال مؤتمر الباكستانيين المغتربين، مؤكدا على الفكرة الأساسية وراء تأسيس الدولتين ونظرية الامتين. ووفقا له فان الهندوس والمسلمون يختلفون في الدين والثقافة والآيديولوجيا والأفكار والطموحات والتقاليد وحتى عاداتهم الغذائية، وبالتالي لا يمكن ان يتعايشوا كأمة واحدة. وقد عكس خطابه المبررات التي ساقها قادة الحركة الباكستانية قبل قرن من الزمان. فمنذ تأسيسها عام 1947، سلكت باكستان مسارا مختلفا عن الهند. بينما تبنت الهند اللاعنف والتنمية الديمقراطية والتقدم العلمي بعد الحرب العالمية الثانية، سمحت باكستان بتقويض الديمقراطية مرارا وتكرارا من خلال عمليات الاستيلاء العسكرية والحكم المستبد. وطمست حقوق الشعب ونهب الاقتصاد وتحولت السياسة الى صراع على السلطة بن سياسيين فاسدين وجيش قاهر. ورغم ذلك لم تكف الجماهير عن المقاومة. وفي عام 1971، رفض شعب باكستان الشرقية، مدفوعا بالقومية البنغالية، الهوية الدينية كعامل توحيد، وناضل من اجل انشاء بنغلاديش.
في هذه المرحلة التاريخية تحديدا، يواصل البلوش والبشتون والسنديون في الغرب نضالهم مستلهمين نضال استقلال بنغلاديش عام 1971. ولكن اليوم، مع ذلك، فإن ارث ذلك النضال التحريري آخذ في التلاشي. مستلهمين سياسات باكستان الاسلامية المتشددة، يبدو ان قطاعات من بنغلاديش تعيد رسم هذا التاريخ. ان صعود الآيديولوجيات الإسلامية المتشددة، وتقويض اللغة والثقافة البنغالية، وإعادة الهيكلة الاقتصادية التي تحاكي النموذج الباكستاني، تهدد أساس الامة. يُعرض تاريخ مقتل ثلاثة ملايين بنغالي، والقصة المأساوية لفقدان شرف مئتي ألف امرأة، في تلك الامة، في إنكار ظاهري لهذه الاحداث، بينما يروّج لنظام اقطاعي يعرف باسم باكستان.
لطالما استغلت النخب البنجابية في باكستان موقعها الجيوسياسي الستراتيجي لانتزاع الدعم المالي من الولايات المتحدة والصين، في حين نهبت الثروات الطبيعية، كالموارد المعدنية والثروات الأخرى النادرة مثل ثروة الغاز وغيرها في مناطق مثل بلوشستان وخيبر بختونخوا. كما لجأت الى التسول من منظمات دولية مختلفة، كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي، او من دول أخرى. وكانت النتيجة فقرا مدقعا لعامة الشعب، وإثراء للنخب العسكرية والسياسية. واليوم تعد باكستان بؤرة عالمية للتطرف وقد اشتهرت بالإرهاب والجريمة المنظمة والفقر المدقع. وكشف وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف، ان 22 مليون باكستاني يعيشون على التسول ويكسبون مجتمعين 42 مليار روبية سنويا.
هناك شعور مقلقل بأن التاريخ يعيد نفسه، فكما استخدمت باكستان سابقا صراع كشمير لتأجيج المشاعر المعادية للهند، يبدو ان بنغلاديش اليوم تقع في فخ مماثل. فالخطاب المعادي للهند في ازدياد، ووسائل الإعلام يتم تكميمها، والمعارضون يتعرضون للاعتقال او يشوهون سمعتهم، والاقتصاد ينهار. وتشير التقارير الى ان الأسلحة والجنود والجواسيس تصل من باكستان. ويجري تدريب المسلحين، ويزعم ان بنغلاديش أصبحت قاعدة لزعزعة الاستقرار الإقليمي، تعكس ماضي باكستان. ولا يبدي حكام بنغلاديش الجدد، الذين يحمل العديد منهم جوازات سفر اجنبية، اهتماما يذكر بشعب البلاد. حتى مستشار الامن القومي، خليل الرحمن، والممثل السامي المعين حديثا لبنغلاديش لقضية الروهينجا وشؤونها ذات الأولوية، يقال إنه يحمل الجنسية الأميركية، مما يثير تساؤلات حول الأولويات والولاءات الوطنية.
بنغلاديش تحذو حذو باكستان في إدارة الحكم الإسلامي

نشر في: 27 إبريل, 2025: 12:04 ص









