الانبار / محمد علي
تكثف صحة الأنبار، من حملاتها الرقابية والتوعوية داخل الأسواق والمجازر الشعبية، في خطوة استباقية للحد من خطر انتشار مرض الحمى النزفية، في ظل تأكيد رسمي بأن المحافظة لا تزال خالية من أي إصابة بالمرض حتى اللحظة.
وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد حالات الإصابة بالحمى النزفية في عموم العراق إلى 26 حالة.
وأشارت الوزارة إلى وفاة شخص آخر في كركوك جراء الإصابة بالمرض، لترتفع حصيلة الوفيات المسجلة هذا العام إلى 4، ثم إلى 5 بعد تسجيل حالة وفاة جديدة اليوم السبت.
يقول مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة الأنبار، محمد صباح داوود إن "مرض الحمى النزفية يعد من الأمراض الخطيرة والمشتركة بين الإنسان والحيوان، ما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشاره، خاصة في الأماكن التي لها علاقة مباشرة بالتعامل مع اللحوم وذبح الحيوانات".
ويضيف أن "فرقنا الصحية المتمثلة بشعب الرقابة الصحية، وتعزيز الصحة، والوبائيات، نفذت جولات تفتيشية مكثفة في الأسواق، لاسيما في مدينة الرمادي، لمتابعة مدى التزام محال القصابة والمجازر العامة والخاصة بتعليمات الوقاية من المرض".
ويبين داوود، أن "الجولات أجريت بإشراف مباشر من السيد مدير عام دائرة صحة الأنبار، وبالتنسيق مع قسم الصحة العامة، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المحال المخالفة، إلى جانب تقديم رسائل توعوية مهمة لأصحاب تلك المحال حول سبل الوقاية من الحمى النزفية".
وفيما يتعلق بالحالات المسجلة، يؤكد مدير قسم الصحة العامة، أن "محافظة الأنبار لم تسجل حتى الآن أي إصابة بمرض الحمى النزفية، وأن الوضع الصحي تحت السيطرة".
ويشير إلى أن "الصحة العامة تواصل مراقبة الوضع عن كثب، وتتابع تنفيذ التعليمات الوقائية سواء داخل المستشفيات أو في المحال العامة، كما تم التوجيه بضرورة تكثيف متابعة الحالات المشتبه بها في أقسام الطوارئ لضمان سرعة التعامل".
بدورها توضح الدكتورة نور جبار، أن "الحمى النزفية تعد من الأمراض المعدية والخطيرة، والتي قد تشكل تهديدا على حياة الإنسان والحيوان على حد سواء، إذ يؤدي الفيروس المسبب لها إلى إحداث تلف في جدران الأوعية الدموية الصغيرة، مما يسبب تسرب الدم ويعطل عملية التجلط الطبيعية".
وتضيف أن" العدوى تنتقل إلى الإنسان بعدة طرق، من أبرزها التلامس المباشر مع الماشية المصابة أو تناول لحومها دون طهي كاف، بالإضافة إلى لدغات الحشرات الناقلة للفيروس مثل القراد والبعوض".
وتشير جبار إلى أن "أعراض الحمى النزفية قد تبدأ بحمى شديدة غير مبررة، وإسهال شديد، وآلام في المفاصل والعضلات، وفي الحالات المتقدمة قد تظهر نزوف تحت الجلد، أو صعوبة في التنفس، وهي أعراض تستوجب المراجعة الفورية إلى الطبيب".
وتبين أن "أكثر الفئات عرضة للإصابة هم الأشخاص الذين يعملون في تربية المواشي أو يتعاملون معها بشكل مباشر، كالجزارين وباعة اللحوم".
أما عن طرق الوقاية، فتؤكد الدكتورة نور أن "الوقاية الجماعية تشمل إجراء فحوصات دورية للمواشي، والتعامل السليم مع الحيوانات المصابة عبر تقديم العلاج البيطري المناسب. أما على المستوى الفردي، يجب اتباع أساليب نظافة صارمة عند التعامل مع اللحوم داخل المنزل، وتجنب التواجد في أماكن تربية المواشي قدر الإمكان".
وتختم حديثها بالقول: "حتى الآن لا يوجد علاج فعال أو لقاح معتمد للحمى النزفية، إلا أن استخدام عقار (ريبافيرين) لمدة سبعة أيام قد يساعد في بعض الحالات، خاصة عند ظهور مضاعفات كالفشل الكلوي، حيث يحتاج المريض إلى غسيل كلى، ويبقى الكشف المبكر وعزل المصابين من أهم الإجراءات التي تمنع انتشار المرض، لا سيما في حالات السفر أو التنقل بين المدن والدول".
وتعد الحمى النزفية من الأمراض المعدية التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بعلل شديدة تهدد الحياة، مثل تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة ما يجعلها تسرب، كما يمكن أن تعوق قدرة الدم على التجلط.
ينتقل الفيروس المسبب لها عن طريق القراد أو ملامسة دم الحيوانات المصابة، خاصة أثناء الذبح أو التعامل المباشر مع اللحوم دون إجراءات وقاية ويعد مربو المواشي، والقصابون، والعاملون في المسالخ، الأكثر عرضة للإصابة.
وشهد العراق في السنوات الأخيرة عدة موجات من هذا المرض، سجلت خلالها إصابات ووفيات في مناطق مختلفة، أبرزها محافظات الجنوب والوسط، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، إلا أن ضعف الرقابة على محال القصابة، وقلة الوعي الصحي، وتراجع إجراءات الوقاية البيطرية، ما تزال تشكل تحديات كبيرة أمام السيطرة على المرض.