حيدر عودة
في قاعة كولبنكيان في بغداد، مساء يوم السبت، أقام الحزب الشيوعي العراقي معرضا تشكيليا شاملا بمناسبة الذكرى الـ -91- لتأسيس الحزب، شارك فيه ثلاثة وخمسون فنانا تنوعت أعمالهم بين الرسم والنحت والخزف. افتتح المعرض د. رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في تقليد واظب الشيوعيون على ممارسته منذ سنين طويلة، إيمانا منهم بالفن كأداة للوعي والجمال والتغيير.
في مطوية المعرض كتب د. جواد الزيدي: "تنفتح الرؤيا هذه المرة صوب خارج حدود الوطن باتساع فكرة المحبة التي تتجلى في فنانين عراقيين مغتربين وعالميين، أسسوا خطابهم هناك بمزاوجة الرؤى التي أنتجتها مخيلة المبدع في شرقي الأرض وغربيها في نسق جمالي يحاول الإعلاء من شأن المعرض وتكريس مناسبته التي تعني ضمنا إعادة تشكيل هيبة التشكيل العراقي، وشحذ بريقه الذي كاد يتراجع بفعل الهجرات المتعاقبة والحصارات والحروب التي عصفت بالوطن وسلبته إرادته الحرة". ويبدو أن ما ميز هذا المعرض هو مشاركة من فنانين مغتربين إضافة إلى مشاركة فنانة واحدة من سويسرا (اروسولا ياخمان).
لم يحمل المعرض عنوانا يمكن أن تلتقي حوله الأعمال المشاركة؛ فقد تنوع من حيث المواضيع والأساليب والأفكار. وكانت بعض المشاركات متفاوتة في المستوى وهذا ما يؤشر لحالة غير مستقرة يعيشها المشهد التشكيلي العراقي من سنين طويلة. فقد تميزت بعض اللوحات عن غيرها من حيث الأسلوب والموضوع والمعالجات الفنية كما لوحات الفنان (سلام الشيخ، أنسام الجراح، سعد علي، نور عبد علي، ريم طه، ورود جعفر، كميلة حسين، صباح سهاد سلهو) بينما كان للنحت حضور أفضل مثل منحوتات (رعد المندلاوي، صارم داخل، عاتكة الخزرجي) و(علي قاسم) في الخزف. للأسف بعد ساعة ونصف تقريبا من وقت الافتتاح أخذ بعض الفنانين أعمالهم خاصة (النحاتين) ولم تتسن لنا رؤيتها.
بعض الفنانين شاركوا بأعمال تناسب اي معرض، ولم نر ما يميز المعرض هذا على وجه الخصوص. ولعل القائمين على المعرض قد وضعوا أهمية المشاركة على حساب جودة الأعمال وتقارب المستويات الفنية. لذلك كان التباين عنوان المعرض البارز. وغاب المشهد العراقي المعقد في مشهد تشكيلي أكثر تعقيدا.
ثمة مؤشرات على وجود مشاكل كبيرة يعاني منها التشكيل العراقي منذ سنوات طويلة، ولعل هذا المعرض وما قبله من معارض تقيمها الدوائر المعنية؛ الرسمية منها وغير الرسمية، كلها يؤكد أن المشهد التشكيلي مشهد مريض وعاجز عن التعبير عن مشكلات الواقع ومشكلات الفن والابتكار والتحرر من الأطر التقليدية وغياب التجريب، والجدل حول مفهوم الفن وأشكاله المعاصرة وخشية الاقتراب من التصادم مع الواقع ومشكلاته الكثيرة.










