ترجمة / حامد أحمد
في تقريرها الفصلي لشهر آذار عن حركة النازحين واللاجئين في العراق كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR عن مغادرة أكثر من 12 ألف لاجئ سوري العراق خلال الربع الأول من عام 2025، مشيرة الى ان عوامل عدة تثني آخرين عن خيار العودة من بينها الظروف الأمنية في بلدهم، في وقت بلغ عدد العراقيين العائدين من مخيم الهول منذ بداية عام 2025 الى الآن 4 آلاف و268 شخصا، وهو ضعف العدد الكلي للعائدين خلال عام 2024 البالغ 2 ألف و681 شخصا.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها بان العراق يستضيف ما يزيد على 336 ألف لاجئ وطالب لجوء، 90% منهم سوريون، وان ما يقارب من 83% من اللاجئين في العراق يقيمون في إقليم كردستان، وان نسبة 32% منهم فقط يعيشون في مخيمات موزعين على تسعة مخيمات للاجئين في إقليم كردستان، في حين يعيش الغالبية العظمى من اللاجئين في مناطق وأحياء سكنية.
وبخصوص حركة النازحين في العراق ذكرت المنظمة الدولية أنه ما يزال هناك أكثر من 1 مليون نازح في البلد وأن نسبة قليلة جدا منهم ممن يقيمون في مخيمات النزوح، بينما يقيم الغالبية منهم في مواقع سكنية خاصة في مدن أو في مواقع سكنية غير رسمية للنازحين، في حين يبلغ عدد النازحين المقيمين في مخيمات 107 ألف و100 شخص فقط موزعين على 20 مخيما في إقليم كردستان.
وتعمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مع الحكومة العراقية وشركاء آخرين لدعم حصول اللاجئين وطالبي اللجوء على الحماية وشمولهم بالخدمات العامة مثل التعليم والرعاية الصحية وكذلك المساعدة في حصولهم على فرص اقتصادية والمساعدة في إيجاد حلول لمشاكلهم.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين 300 ألف و563 شخصا، مشكلين نسبة 90% من العدد الكلي للاجئين في العراق البالغ عددهم أكثر من 336 ألف لاجئ، ويشكل الإيرانيون والفلسطينيون والأتراك وجنسيات أخرى العدد المتبقي من اللاجئين. وأجرت المنظمة الدولية مقابلات واستطلاع رأي مع لاجئين سوريين في مناطق ومدن متعددة من العراق لجمع معلومات نوعية والاطلاع على رغبتهم بالعودة أو المعوقات التي تحول دون ذلك. وشارك 170 لاجئا في حوارات ومقابلات استطلاع رأي ضمن 30 مجموعة، أقيمت 21 منها في إقليم كردستان وتسعة أخرى في محافظات وسط وجنوبي العراق.
وسلط اللاجئون السوريون في العراق الضوء على عدة عوامل تؤثر على قرارهم بالعودة، واشتملت هذه العوامل على المخاوف الأمنية عند المعابر الحدودية بين العراق وسوريا وكذلك داخل سوريا، وكذلك الافتقار الى الخدمات الأساسية حال عودتهم مثل التعليم وعدم توفر فرص عمل، فضلا عن صعوبة الحصول على وثائق رسمية، مع وجود عوائق مالية تؤثر على رغبتهم بالعودة مثل تكاليف السفر واجور الإقامة.
واظهرت المنظمة الدولية انه خلال الربع الأول من عام 2025 عاد أكثر من 12 ألف لاجئ سوري الى وطنه بضمنهم أكثر من 1000 لاجئ مسجل وذلك عبر منافذ فيشخابور والقائم الحدوديين. وذكرت المفوضية الدولية ان مناقشات جارية مع الحكومة العراقية لوضع آلية العودة الطوعية للاجئين السوريين المسجلين.
وفيما يتعلق بعودة العوائل العراقية المقيمة في مخيم الهول في سوريا، ذكرت المفوضية الدولية انه خلال ثماني دفعات عودة جرت منذ بداية عام 2025 الى الان، تم تسجيل عودة 4 آلاف و268 شخصا (بواقع 1 ألف و127 عائلة) ونقلهم الى مخيم الجدعة (مركز الأمل لإعادة التأهيل)، مبينة ان هذا الرقم شكل ضعف العدد الكلي تقريبا من الذين عادوا خلال عام 2024 الذين بلغ عددهم 2 ألف و681 شخصا.
وعقب وصول الوجبة الجديدة البالغ عددهم 1 ألف و274 شخصا من نازحي مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، غالبيتهم من نساء وأطفال، الى مخيم الجدعة في الموصل، اجرت منظمة مفوضية اللاجئين بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية تقييما لاحتياجات القادمين الجدد من الأفراد مع مساعدتهم في الحصول على وثائق هويات مدنية بالتعاون مع الجهات القانونية المعنية في البلد.
وأوضحت المنظمة الدولية في تقريرها بان هناك فجوة وعجزا بنسبة 80% في التخصيصات المالية من الدول المانحة للبرامج الموضوعة لحماية النازحين واللاجئين المتضررين في العراق خلال العام 2025، مبينة تمويل 18% فقط من المبلغ الكلي المطلوب لتنفيذ برامج المساعدة لعام 2025 والبالغ 158.5 مليون دولار.
وفي آذار واصلت المفوضية الاستجابة لمطالب اللاجئين عبر قنوات متعددة بما في ذلك المكالمات الهاتفية والزيارات الشخصية، وبلغ اجمالي عدد الاستفسارات والطلبات 1,186 طلبا، 63% منها متعلقة بمساعدات نقدية و9% تتعلق بالتسجيل، مشيرة الى ان دول و بلدان مانحة وشركاء كانوا قد ساهموا بشكل مباشر في تمويل وإسناد برامج الإعانة للاجئين والنازحين، من بينهم استراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك والاتحاد الأوروبي وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
عن موقع ريليف ويب الدولي