بغداد/ محمود النمر لا يفتعل علي طالب مشاهد صوره الفوتوغرافية، او هكذا تبدو لنا لقطات معرضه الجديد " اثرياء .. فقراء ، انها مفعمة بالحيوية والتلقائية المضاف اليهما "ديناميكية" اللحظة الملتقطة وآنيتها. ففي صورة تغدو مفردات الحياة الشعبية ، وكأنها مفردة التكوين الاساسية،
باشغالها غالبية مساحة فضاء الصورة، وتميزها باسلوب اضاءة ساطع، تلك الاضاءة التى تزداد حضورا جراء تعارضها الضوئي مع ظل الارضية وظلال الكائنات التي تحدق فينا في الصورة . لكن هذا كله لم يقنع الفنان بالاكتفاء في ما يشاهده يومياً؛ ما حدا به ان "يستعين" بمجموعة عمال الاجرة " الحمالين " ابتغى بهم كسر حدة الضياء وضديته من جانب، ومن جانب آخر، وظف اجزاء من اجسادهم كموازنة بين "ضجيج عناصر الحياة مع الانتشار التلقائي لمواقع الفقراء في شوارع الحياة ، ان المعرض يصور انهماك شخوص الصورة في حياتهم وحديثهم، فضلا عن مشهدية وضعياتهم المختلفة، عزز من تأكيد عنصر التضاد مرة آخرى بين كتلة الفضاء الساكنة، وحياة وحيوية هؤلاء الفقراء والمعدمين ، ما جعل من الصورة التى بدت وكأنها اكثـر عفوية من الحياة ، لان تمتلك جميع مكونات التكوين المميز الخاص باللوحة الناجحة.تمكن علي طالب باقتدار من تجميع عناصر متنوعة في وظائفها وعديدة في اشكالها، ويجعلها تتعايش بحصافة ضمن اطار اللقطة المصورة. وهو اذ يدعو المتلقي لمتابعة مفردات المشهد "المرسوم" امامه، والمستل من سيناريو الحياة اليومية، فانه ايضا يشركه في مهام التعرف على المدينة وانشغالات سكانها المعاشية. في صور ضاجه بتنوع مفرداتها وثراء مواضيعها، العاكسة بواقعية شديدة الاهتمام بالشخوص وشجونهم،اثرياء وفقراء كان نهار المدى الثاني والعشرون حيث اقامته مؤسسة المدى احتفء بالفنان الفوتغرافي علي طالب الذي افتتح من قبل الاستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون ورئيس تحرير صحيفة المدى وحضر الافتتاح جمع من المثقفين والفنانين التشكيليين الذين اشادو بالمعرض وبتجربة الفنان علي طالب حيث قال الفنان : علي طالب فنان من مجموعة تحاول ان تجسد واقع النص البصري الفوتوغرافي الذي يصل الى مستوى الإبداع وهو يخرج من مكانه باعتباره مهنة وكل ما يشهد هذا المجال هو حالة من حالات الصيرورة لهذا النص مثلما هناك إخراج فني للكتاب بطبيعة الحروب وطبيعة المقدمة والعنوان والغلاف كذلك الفوتوغرافي بحاجة إلى مفردات تأسيسية ما عدا النظرية العلمية، أنا اعتقد أن العرض لهو هدف وهو إلغاء فكرة أن الفوتوغراف عبارة عن لوحات ويأتي مسؤول ما ليفتتح هذا المعرض، ان خلق جو جديد معبر في الحميمية هو تجسيد وخوض للعلاقة بين المكان واللوحة وأعتقد ان هذا الشكل يحقق نقلة نوعية في مجال الفوتوغراف.إن اللوحة الفوتوغرافية عندما تقدم كل شيء فيها الأرضية، الإضاءة واعتقد بهذا المعنى سنشكل إضافة ومفهوما في العروض الفنية الفوتوغرافية ناهيك عن المعرض بذاته أغنياء... فقراء وهي ثيمة تعبر عن انغماس علي طالب في علاقة الإنسان بوجوده ولذلك يكاد أن يكون مجسدا في عربات وفقراء والعربة هي في المثيولوجيا الشعبية هي من أقل الإمكانات المتاحة أو بالأحرى هي أقرب إلى قاع الفقراء وبالتالي لا يمكن أن نتصور أن المعرض محاولة تجميلية بقدر ما هي إضاءة لهذا العالم الحالم من خلال هذا القاع المعبر عن الفقر وهي رسالة بأنه رغم الفقر هم يعيشون ومتشبثون بالحياة لذلك نجد أن هنالك لوحات ملونة وعليها قطع أو أشياء أخرى وبهذا المعنى أعتقد أن المعرض حقق ثيمته.وقالت الكاتبة والإعلامية منى سعيد عن فكرتها في موضوعة المعرض ، ثيمته : إن هذا المعرض متميز ضمن هذه الأطر الذي يجسد الخراب الذي نعيشه، والفوتوغرافي المبدع هو الذي يرصد الأشياء الصغيرة والكبيرة وهو العين المثقفة الثابتة التي تقدر أن ترصد الجمال في داخل الخراب لقد التقط جملا صورية ضمن هذا الواقع المتردي وهو يمثل ذاكرة ويؤسس ويؤرخ هذه المرحلة وهو شيء حضاري متألق حي، أما موضوعة اسم المعرض فهي معبرة وكسر للمألوف. وأكد الفنان الفوتوغرافي محمد عزيز الجاف أن الفنان علي طالب لا تخفى عليه أعماله وهو يمتلك القدرة على الأعمال المفاجئة ذات الصدمة ومن ضمن أعماله هذا العمل الغريب والعجيب،وهناك أعمال فوتوغرافية ومحاور للفوتوغراف وهذا العمل خال من المحور لذلك ترى أعماله السابقة فيها ظل وضوء بينما هذا المعرض هو غير تقليدي وأنا أهنئ زميلي وإلى معارض أخرى.أما الفنانة ذكرى عبد الصاحب فاشارت إلى أهمية علي طالب في الفوتوغراف وقالت أنا أعرف أن هذا الفنان وما يصدر من عدسته وعينه الجميلة وبعد اطلاعي على المعرض وجدت أن هناك ليست موضوعة فقراء وأغنياء وإنما هي داخل الحس الإنساني في كرامتهم وفي حياتهم وأبسط مثل وأجمله الذي أصبح مثالاً للحرية هو ذلك المواطن التونسي (بو عزيزي) الذي وجه رسالة إلى العالم بأن الإنسان هو الأسمى في هذا الكون وعلينا أن نعلق صورته في هذا المعرض لأنه يمثل الناس الكادحين والمتعبين والذين جسدهم علي طالب في معرضه.ال
في نهار المدى الثاني والعشرين :فقـراء عـلـي طـالـب.. اثريـاء فـي الـحيـاة

نشر في: 21 فبراير, 2011: 08:31 م