ذي قار / حسين العامل
في ردة فعل على ما يبدو تجاه تجريف مبنى (سينما الاندلس) اخر قلعة سينمائية في الناصرية اقامت نقابة الفنانين العراقيين في ذي قار مهرجانا سينمائيا لعرض 6 أفلام قصيرة لمخرجين شباب تناولوا فيها جملة من القضايا الحياتية المعاصرة.
وانطلقت فعاليات المهرجان التي أقيمت على قاعة النشاط المدرسي وأشرفت عليها شعبة السينما في النقابة وملتقى الناصرية السينمائي بعرض فلم (الساعة الخامسة) للمخرج ايمن الشطري الذي تحدث عن توظيف الجهل واليأس في انتاج المزيد من الإرهابيين، اعقبه فلم (حر) للمخرج فؤاد حنون والذي تناول أثر الفوارق الطبقية في الارتباطات الزوجية والفلم باللغة الفارسية.
ثم جرى عرض فلم (هايبو) للمخرج علي سهر الذي وثق بدايات التصوير الشمسي وحياة قدامى المصورين في قضاء الشطرة، فيما تناول فلم (انتباه) للمخرج محمد عودة الخفاجي مخاطر المخلفات الحربية غير المنفلقة على حياة أطفال المدن المتاخمة للصحراء التي تحولت في زمن سابق الى ميادين حرب قاتلة.
في حين اشتغل مخرج فلم (اينتيمينا) الفنان احمد حليم على مزاوجة التاريخ والمعاصرة عبر الحديث عن نهر الغراف الذي يعود تاريخ حفره الى 3 الاف سنة قبل الميلاد اذ ربط المخرج بين ذاك التاريخ وحياة الناس على جانبي النهر ابان القرن العشرين، فيما كان اخر العروض فلم (اعمام) للمخرج فؤاد حنون أيضا والذي تناول فيه اثر المخدرات على حياة الشباب من طلبة المدارس حيث الرسائل الاعلامية غير الموفقة للتحذير من مخاطر المخدرات والتي تقود في واحدة منها الى مغريات المحاولة الأولى وصولا للإدمان ومن ثم النهاية المؤلمة خلف القضبان.
وفي حديث لـ(المدى) قال نقيب الفنانين العراقيين في ذي قار علي عبد عيد ان "نقابة الفنانين تستأنف نشاطها السينمائي عبر هذا المهرجان بعد ان تبنت مهرجان الفلم القصير قبل 3 أعوام"، مبينا ان "العروض السينمائية الحالية التي تقام تحت شعار (صنع في ذي قار) من اعمال وانتاج فنانين عراقيين من محافظة ذي قار".
وبدوره قال الفنان ايمن الشطري إن "الهدف من المهرجان هو التواصل المباشر مع المتلقي الذي خرجت هذه الاعمال من بيئته الذيقارية"، لافتا الى ان "الأفلام المشاركة في المهرجان جرى عرضها في عدة مهرجانات عراقية وعربية وحصل البعض منها على جوائز مهمة غير انها لم تعرض للمتلقي في محافظة ذي قار".
وكانت الجرافات قد زحفت في (مطلع شباط 2025) لتهد أقدم قلعة سينمائية في ذاكرة مدينة الناصرية (دار سينما الاندلس) وهو ما قوبل باستهجان الأوساط الثقافية والفنية التي ترى في هذه الخطوة عدم اكتراث بمصير المواقع التراثية التي ظلت مهملة لعدة عقود.
وكانت مدينة الناصرية تضم (6) دور سينما في مركز المحافظة، وجميع هذه الدور اما ازيلت او أغلقت وتحول بعضها الى مزاولة نشاطات مختلفة كتحويلها الى مخازن او مرائب للسيارات.










