متابعة / المدى
حذر وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، أمس السبت، من المخاطر الوخيمة للسياسات الإسرائيلية في المنطقة والتي تتسبب في تأجيج الوضع الإقليمي.
جاء ذلك في إطار إدانة الوزير عبد العاطي، خلال لقائه مديري مكاتب الأمم المتحدة الإقليمية في القاهرة، الغارة الإسرائيلية على المنطقة المجاورة للقصر الرئاسي بدمشق، في انتهاك جديد للسيادة السورية ووحدة وسلامة أراضيها، وفق بيان للخارجية المصرية.
كما أدان عبد العاطي السياسات الإسرائيلية التي تستهدف تقويض الوضع الإنساني في قطاع غزة من خلال تعمد منع دخول المساعدات الإنسانية الي القطاع لأكثر من شهرين واستخدام التجويع كسياسة مُمنهجة وأداة للعقاب الجماعي.
وجدد التأكيد على موقف مصر الثابت بأن عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لا غنى عنه ولا يمكن استبداله في ظل الظروف الراهنة. وأكد عبد العاطي تقدير مصر العميق لدعم السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة، والتي تتضمن تدابير عاجلة للإغاثة الإنسانية والتعافي المبكر، وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على ارضهم، مشيراً إلى الاتصالات الجارية التي تقوم بها مصر مع الأمم المتحدة للإعداد لمؤتمر دولي لدعم الخطة.
من جانبها، حضّت الأمم المتحدة السبت اسرائيل على "الوقف الفوري" لهجماتها على سوريا، غداة شنّها سلسلة غارات متزامنة على محافظات عدة، أعقبت استهدافها محيط القصر الرئاسي في سياق تحذيرها دمشق من المساس بالدروز.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "منتشر في جنوب سوريا ومستعد لمنع دخول قوات معادية إلى منطقة القرى الدرزية"، في إشارة الى قوات السلطة الانتقالية، من دون أن يوضح عديد قواته وإن كان قد نفذ انتشارا جديدا.
وجاء ذلك بعيد الاشتباكات الدامية التي اندلعت هذا الأسبوع على خلفية طائفية في منطقتين يقطنهما دروز قرب دمشق، وأودت بـ119 قتيلا على الأقل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتوصل ممثلون عن الحكومة السورية وأعيان دروز الى اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد الذي سلط الضوء مجددا على تحديات تواجهها السلطة الانتقالية، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الحكم السابق في كانون الأول/ديسمبر. وأتى التوتر مع الدروز عقب أعمال عنف في منطقة الساحل السوري، أودت الشهر الماضي بنحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشنّت اسرائيل ليل الجمعة السبت أكثر من عشرين غارة على مراكز ومستودعات عسكرية في أنحاء سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان، مشيرا الى أنها الغارات "الأكثر عنفا منذ بداية العام". وأكد الجيش الاسرائيلي أنه استهدف بنى تحتية عسكرية في محيط دمشق ومناطق أخرى، بينما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل مدني جراء الغارات قرب العاصمة السورية. وجاءت تلك الغارات بعد ساعات من اعلان اسرائيل أن "طائرات حربية أغارت.. على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق"، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عدة، واعتبرتها الرئاسة السورية "تصعيدا خطيرا ضد مؤسسات الدولة وسيادتها".
وتشكل الغارات التي تشنها اسرائيل على الترسانة العسكرية السورية وتوغل قواتها في جنوب البلاد منذ إطاحة الأسد، واحدة من التحديات التي تعيق بسط الشرع سلطته الفعلية على كامل الجغرافيا السورية.
وعقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان مشترك مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس "هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات (سورية) جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال".










