ذي قار / حسين العامل
استأنفت وزارة النقل العمل بمشروع النقل العام بعد انقطاع دام لعشرات السنين وذلك بشمول 50 موقعا بالنقل الجماعي عبر 7 خطوط للنقل العام، وفيما أعلنت عن افتتاح مطار الناصرية نهاية العام الحالي، اشارت الى ان الوزارة تقترب من إعلان المقطع الأول من مشروع طريق التنمية، الذي يربط ميناء الفاو بمحافظة ذي قار بمسافة 217 كيلومتراً.
وشهدت شوارع مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار انطلاق نحو 50 باصا احمر وسط ترحيب الأهالي بعودة خدمات النقل العام، وخشية من تأثير ذلك على أصحاب مركبات النقل الخاص.
وقال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نائب محافظ ذي قار رزاق كشيش وعدد من المسؤولين، انه "قبل عام من الآن، كنّا قد وجهنا الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود بتفعيل النقل الجماعي في ذي قار، وها هي اليوم ستنطلق باصاتنا الحمراء، بتنسيق عال مع الحكومة المحلية، للعمل على خدمة ابناء المحافظة ضمن مسارات عديدة تشمل قرابة خمسين موقعا".
وتحدث السعداوي عن قرب افتتاح مطار الناصرية قائلا ان "المحافظة على وشك افتتاح مطارها الدولي، في نهاية هذا العام، والذي بلغت الأعمال الإنشائية فيه مراحل متقدمة، بعد أن كان أحد المشاريع المتلكئة في المحافظة، اذ لم تكن نسبة الإنجاز فيه تتجاوز الـ٣ بالمئة، قبل أن تتولى وزارة النقل الإشراف على الأعمال الإنشائية فيه".
ويجد وزير النقل أن "مشروع المطار سيضع المدينة في قلب العالم، وسيكون هناك دور محوري لمحافظة ذي قار في حركة السفر والتجارة، الامر الذي يسهم في تعزيز اقتصاد المحافظة وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل لجميع ابنائنا".
وعن إجراءات وزارة النقل حول مشروع طريق التنمية قال السعداوي ان "الوزارة تقترب من إعلان المقطع الأول من مشروع طريق التنمية، الذي يربط ميناء الفاو بمحافظة الناصرية على مسافة 217 كيلومتراً، كفرصة استثمارية واعدة أمام الشركات العالمية المتخصصة، بعد إنجاز مرحلة التصاميم التفصيلية للمشروع، الذي سيسهم في تغيير الواقع الاقتصادي للمحافظة.
وتطرق الوزير خلال المؤتمر الى الاهتمام الحكومي بالواقع الاقتصادي والخدمي للمحافظات، من خلال انشاء مشاريع استراتيجية، لا سيما في قطاع النقل، الامر الذي ينتج تكاملا اقتصاديا، ينعكس على واقع معيشة الناس، ومستوى الخدمات وتحسينها، على حد قوله. وبدوره طمئن النائب الأول لمحافظ ذي قار رزاق كشيش الغزي أصحاب مركبات النقل الخاص حول عدم تعارض عمل باصات النقل العام مع قطاع النقل الخاص وأوضح خلال المؤتمر الصحفي ان " مشروع النقل الجماعي لا يتعارض مع خطوط النقل الخاص (القطاع الخاص) في المحافظة"، وأردف "سيكون لهُ أثر كبير على خدمات النقل في مركز المحافظة وسيشمل صوبي الشامية والجزيرة ".
وتأتي تطمينات نائب المحافظ على ما يبدو ردا على ما أبداه البعض من العاملين في قطاع النقل الخاص الذين اعربوا عن قلقهم من دخول باصات مصلحة نقل الركاب ضمن خدمات قطاع النقل العام.
ومن جانبه، قال مدير عام الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود المهندس كريم كاظم حسين، انه "تم افتتاح سبعة خطوط للنقل الجماعي في مركز المحافظة، لخدمة أبناء المحافظة"، وأضاف ان " خدمات النقل الجماعي وصلت للعديد من المحافظات، بهدف خدمة مختلف شرائح المجتمع، لا سيما الطلبة وأصحاب الدخل المحدود ومساعدتهم على تسهيل حركة التنقل بواسطة باصات حديثة ومكيفة وبأسعار مناسبة".
وأشار حسين الى ان هذا المشروع يحظى بأهمية كبيرة ترتبط بتقليل الانبعاثات".
وفي ذات السياق اشار محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي الى تحقيق نسب انجاز متقدمة في اعمال مطار الناصرية وأوضح خلال جولة ميدانية في المطار أن "نسب الإنجاز الحالية تجاوزت 57بالمئة، وأن الشركة المنفذة تواصل عملها بوتيرة متسارعة"، موضحاً في بيان صحفي تلقت المدى نسخة منه أن "مراحل العمل المتبقية تتعلق بتجهيزات فنية من المقرر استلامها من الدولة المُصنّعة"، مشيراً إلى أن "افتتاح المطار مرتقب في شهر أكتوبر المقبل، ليكون بوابة ذي قار إلى العالم ومحوراً أساسياً لجذب السياحة والاستثمار، بحسب قوله".
وأشار الابراهيمي الى ان "الجهود حالياً منصبة على تطوير البنى التحتية، بما يعزز من مكانة ذي قار كمقصد سياحي وثقافي عالمي".
وكانت إدارة محافظة ذي قار كشفت يوم (24 شباط 2025) عن مشروع مستقبلي لتوسيع نطاق التبادل التجاري يشتمل على محطات لتبادل ونقل البضائع ومراكز للتحميل، وذلك ضمن إطار مشروع طريق التنمية، وفيما اشارت الى ربط مطار الناصرية بمحطات النقل البري، توقعت أن يُسهم ذلك في تطوير اقتصاد المحافظة.
ويكتسب مشروع تطوير مطار الناصرية الدولي اهمية كبيرة لمحافظة ذي قار التي تعد رابع محافظة عراقية من حيث عدد السكان، فتطوير المطار في المحافظة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليونين و400 ألف نسمة من شأنه ان يستكمل مقومات السياحة الدينية والاثرية والبيئية اذ تضم المحافظة أكثر من 1200 موقع أثري من بينها بيت النبي ابراهيم الخليل(ع) الذي يعتبر محجا لاتباع الديانات التوحيدية الثلاث وكذلك تضم مدينة اور الاثرية ومناطق واسعة من الاهوار الطبيعية التي تعد من أبرز مناطق الجذب السياحي.