TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: بلومستت يقود مالر في السابعة والتسعين

موسيقى الاحد: بلومستت يقود مالر في السابعة والتسعين

نشر في: 4 مايو, 2025: 12:02 ص

ثائر صالح
قاد المايسترو هربرت بلومستَت (ولد في 11 تموز 1927) فرقة الراديو السويدي نهاية الأسبوع الماضي (25 و 26 نيسان)، وذلك على قاعة بَرفالد الشهيرة وسط ستوكهولم. تألف برنامج الحفل من السيمفونية الرابعة للمؤلف السويدي فرانس بَرفالد تلتها سيمفونية غوستاف مالر الأولى (المسماة تيتان). اعتلى بلومستَت منصة القيادة بمساعدة عازفة الكمان الأولى مالين برومان وجلس على مقعدٍ عالٍ ليقود الفرقة التي تأسست سنة 1965. افتتحت قاعة بَرفالد في 1979 بتقديم موسيقى هذا المؤلف السويدي، بقيادة بلومستَت نفسه.
لا يزال المايسترو السويدي بلومستَت نشطاً في قيادة مختلف الفرق الموسيقية، وها هو يعود إلى فرقته التي قادها بين 1977 - 1982 وهو الآن أحد قادتها الفخريين. وهو أحد أشهر وأهم قادة الأوركسترا في العالم اليوم، واجازف القول أحد أكثرهم تنقلاً وترحالا بين الفرق. فقد قاد مثلا فرقة ولاية ساخسن في دريسدن الشهيرة في ألمانيا الديمقراطية آنئذ لعشرة سنوات، وفرقة الراديو الدنماركي لعشرة سنوات، وفرقة أوسلو الفيلهارمونية لست سنوات ثم انتقل إلى قيادة فرقة سان فرانسيسكو السيمفونية لعشرة أخرى، قبل أن يعود إلى أوروبا لقيادة فرقة راديو شمال ألمانيا (هامبورغ) لسنتين، ثم فرقة جيفاندهاوس الألمانية (لايبسيج) لست سنوات. وبين هذه الوظائف زار العديد من البلدان وقاد فرقها كقائد ضيف، ولا يزال يعمل مع عشرة فرق موسيقية كل عام في آن واحد. وقد قام بجولات فنية كثيرة مع العديد من الفرق التي قادها، بالخصوص فرقتي دريسدن وسان فرانسيسكو. سكن لمدة 40 سنة في لوتسرن في سويسرا التي كان ينطلق منها لقيادة الفرق المختلفة، لكنه عاد إلى وطنه السويد العام الماضي ليعيش فيه سنواته الأخيرة.
ولد بلومستَت في الولايات المتحدة لكن عائلته عادت إلى السويد وهو طفل صغير وعاش بعدها لخمس سنوات في فنلندا مع عائلته كذلك. درس في الكلية الملكية للموسيقى في ستوكهولم، وفي جامعة أوبسالا العريقة أيضاً. ثم درس دارمشتات وباريس قبل أن يدرس قيادة الأوركسترا في مدرسة جوليارد للموسيقى في نيويورك التي تعد أهم مدرسة موسيقية اليوم. تتلمذ على يد ليونارد برنستين أحد ألمع قادة الأوركسترا الأمريكيين.
يعتبر فرانس بَرفالد (1796 - 1868) من أهم المؤلفين الرومانتيكيين السويديين، رغم البرود الذي قابل به السويديون أعماله أثناء حياته، على العكس من الألمان والنمساويين الذين اهتموا بها. وقد قاد فرقة فيينا الفيلهارمونية لثلاث سنين وألف هناك سيمفونياته الأربع (لم تقدم في حياته سوى الأولى). وقد اضطر للعمل بوظائف أخرى ليعتاش منها، فقد افتتح في برلين عيادة طبية لعلاج الأطراف والطب الرياضي، ونجح في ذلك. كما أدار معملاً للزجاج في السويد امتلكه أحد أصدقائه الموسيقيين.
ويعتبر تقديم الفرق الموسيقية أعمال مالر السيمفونية من الأحداث المهمة لدى المعجبين بموسيقى مالر المتحمسين. وأعتقد أن أحد أسباب هذا الاهتمام الاستثنائي بموسيقى مالر يعود كذلك إلى كونه أحد أعظم قادة الأوركسترا على الإطلاق، لذلك كانت طريقة كتابته لسيمفونياته تنبع من معرفته العميقة لإمكانات هذه الفرق وما يمكن استنباطه منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

نجيب محفوظ وحياة الكتابة

صفقة فاوستية بين الانسان والذكاء الاصطناعي، لمن ستكون الغلبة؟

وداعاً موفق.. وستبقى معنا وبيننا.. تحيا فينا، ولا يمكن أن يجرفك تيار النسيان

الصوت وحده

الشعراء أرواح المدن الحية

مقالات ذات صلة

ناظم رمزي: فنان محدث أرسى قواعد فنية ومهنية عالية في السلوك والعطاء والإبداع
عام

ناظم رمزي: فنان محدث أرسى قواعد فنية ومهنية عالية في السلوك والعطاء والإبداع

علاء المفرجي الفنان العراقي ناظم رمزي (1927 – 2013)، هو أحد أشهر الشخصيات العراقية في تطوير فن الطباعة وحروف الطبع والفوتوغراف والفن التشكيلي في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ناظم رمزي المولود في بغداد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram