ذي قار / حسين العامل
أعلنت إدارة مشروع تثبيت الكثبان الرملية عن تمكن فرق الإطفاء من اخماد حريق طال 30 دونما من الأشجار الصحراوية، وذلك بالتزامن مع إعلان الحكومة المحلية عن قرب افتتاح مشروع مكافحة التصحر في المحافظة.
وقال مدير مشروع تثبيت الكثبان الرملية المهندس قحطان عرب لـ(المدى) انه "تم اخماد النيران في المساحات الزراعية التي تدخل ضمن مشروع تثبيت الكثبان الرمية في قضاء الفجر (120 كم شمال الناصرية)"، مبينا ان "الحريق الحق اضرارا تامة بمساحة 30 دونم مزروعة بالأشجار المقاومة للتصحر".
ولم يكشف المصدر عن الأسباب التي أدت الى نشوب الحريق مبينا ان "الأسباب لم تحدد حتى الان وما فاقم الخسائر تزامن الحريق مع عواصف غبارية "، منوها الى ان " عملية حصر الاضرار بصورة شاملة لازالت قائمة".
وكانت مصادر محلية قد أفادت يوم اول أمس السبت بتعرض مساحات واسعة من أحد مواقع الحزام الأخضر ضمن رقعة مشروع تثبيت الكثبان الرملية في حدود قضاء الفجر الى حريق كبير أسفر عن احتراق الاف الأشجار والشجيرات المعمرة المقاومة للملوحة والجفاف. ويرى مراقبون ان الاضرار التي لحقت بجزء من مشروع تثبيت الكثبان الرملية يشكل خسارة كبيرة لمحافظة ذي قار التي تتعرض سنويا الى أكثر من 250 يوم من العواصف الغبارية بسبب المناطق الصحراوية ولاسيما منطقة الكطيعة المعروفة بكثبانها الرملية، مبينين ان "مشروع تثبيت الكثبان الرملية هو مشروع حيوي لكل العراق الا انه يشكل اهمية استثنائية لمحافظة ذي قار التي تتعرض لعواصف غبارية على مدار العام". وبالتزامن مع الحريق أعلنت إدارة الحكومة المحلية في ذي قار عن قرب افتتاح مشروع مكافحة التصحر في المحافظة، وأوضح معاون محافظ ذي قار، رزاق العلي، في تصريحات إعلامية تابعتها المدى ان "مشروع مكافحة التصحر في المحافظة يقترب من مراحله النهائية"، مشيرا إلى أن "نسبة الإنجاز بلغت نحو 95 بالمئة، وان الاستعدادات الحكومية جارية لافتتاحه بحضور وزيري الزراعة والموارد المائية.
وكشف العلي ان "اعمال المشروع اشتملت على تنفيذ بنى تحتية متكاملة تتمثل بمد خط كهرباء بطول 7 كيلومترات وإنشاء محطات تحويل ومضخات ماء وإنشاء سواقي ري تغطي مساحة 64 كيلومترا مربعا وزراعة نحو 18 ألف شتلة لمكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي".
ويجد معاون محافظ ذي قار أن "المشروع يمثل خطوة استراتيجية لمعالجة ما يقارب 40 بالمئة من ظاهرة الأتربة المتطايرة، والتي تُعد من أبرز التحديات البيئية في محافظة ذي قار التي تشكل المناطق الصحراوية نحو 154 كيلومتر مربع من أراضيها".
وكانت ادارة محافظة ذي قار أعلنت يوم (2 تموز 2024) عن تحرك لمواجهة التغيرات المناخية بالتعاون مع منظمة (GIZ) الالمانية، فيما وصفت لجنة ازمة التصحر والجفاف ما يتعرض له السكان المحليون من اثار الجفاف بالإبادة الجماعية داعية الحكومة المركزية الى تبني خطة طوارئ لدعم وتعويض المتضررين واعادة توطين النازحين. يشار الى ان لجنة الامر الديواني 73 ومديرية زراعة ذي قار كشفت يوم الاثنين (29 اب 2022) عن المباشرة بتنفيذ خطة خمسية لتثبيت الكثبان الرميلة في منطقة الكطيعة الصحراوية الواقعة بين الناصرية والسماوة، وفيما بينت ان الخطة تشتمل على حزام اخضر يمتد بطول 100 كم على جانبي طريق المرور السريع وبمساحة 250 ألف دونم، اشارت الى تعرض المحافظة سنويا الى 250 يوم من العواصف الغبارية.
وتواجه محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وازمة المياه خلال السنوات الاخيرة اذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الاهوار في المحافظة الى الجفاف وتضرر مئات القرى من شح المياه، ناهيك عن نزوح وهجرة الاف الاسر من مناطق سكناها اذ فقد معظم سكان الاهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الاعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الاسماك وتربية المواشي فيما تسببت العواصف الغبارية بمشاكل صحية وحالات اختناق بينما ادى ارتفاع درجات الحرارة الى خسائر اقتصادية ناجمة عن تفاقم مشكلة الجفاف ناهيك عن تعطيل الدوام في الايام التي تشتد فيها الحرارة خلال موسم الصيف.