ذي قار/ حسين العامل
استذكرت الأوساط الثقافية والفنية في محافظة ذي قار البدايات الأولى لانطلاق الاطوار الغنائية في المحافظة التي تعد مهد الاغنية الريفية، وذلك خلال أمسية موسيقية أقامها ملتقى سومريون الثقافي بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار.
وتطرق الباحث محمد هادي السرحان في الأمسية التي ادارها الشاعر حامد الشطري الى (الأطوار الغنائية في مدينة الناصرية) مع تبيان طريقة عزفها وادائها عبر صوت الفنان أمين سلطان الذي رافقه في فعاليات الأمسية.
وقال السرحان ان "الاطوار الغنائية في الناصرية تتمثل بـ 12 طورا غنائيا منها 8 اطوار شاعت وأثبتت حضورها بصورة كبيرة بين الأوساط الفنية والاجتماعية".
وتحدث الباحث عن نشأت الاطوار الغنائية ومراحل تطورها وصولا الى ما أصبحت عليه الان، اذ يجد ان "تطور الأنماط الغنائية تأثر بصورة ما بنمط وطبيعة الحياة في المجتمع". مشيرا الى تجربته بتدوين الاطوار الغنائية والحفاظ عليها من الضياع عبر كتاب خاص يتضمن طريقة أدائها والآلات الموسيقية التي تشترك بعزف الحانها ناهيك عن جوانب أخرى تخص الاطوار الغنائية المذكورة.
وبدوره قال الفنان امين سلطان في تصريح اعلامي ان "الاطوار الغنائية متعددة ومتنوعة في محافظة ذي قار وهي تشكل تاريخ فني عظيم يتطلب الحفاظ عليه والعمل على ديمومة حضوره بين الأوساط الاجتماعية"، مشيرا الى ان "الاطوار الغنائية المتداولة في المحافظة كثيرة من أبرزها طور الابوذية والشطراوي والشطيت والصبي والحياوي وغيرها".
ومن جانبه يرى الشاعر حامد الشطري ان "الاطوار الغنائية الريفية ارتبطت بولادة شعر الابوذية في مدينة الناصرية"، مبينا ان "الغناء أرخ الحضور الشعري عبر تنوعه وتعدد طرائق أدائه من قبل المطربين الأوائل". ويجد الشطري ان "تناقل هذه الألوان الغنائية عبر الأجيال هو من أسهم بالحفاظ على الموروث الغنائي في محافظة ذي قار والمحافظات الأخرى"، منوها الى ان "الانطلاقة الأولى لهذا الفن والبدايات الشعرية للابوذية تعود الى الاعوام 1885 او 1890 وقد تطورت عبر مراحل متعددة ولغاية الان.
ومن جانبه قال رئيس اتحاد ادباء وكتاب ذي قار علي الشيال ان "اتحاد الادباء يشتغل على العديد من المحاور الثقافية والفنية وهو منفتح على جميع النشاطات والفعاليات التي تدخل ضمن هذا الحقل الإبداعي".
مبينا ان "تعاون اتحاد الادباء مع ملتقى سومريون الثقافي الذي تأسيس على يد نخبة من الادباء والفنانين يصب في تفعيل المشهد الثقافي عبر تبني نشاطات وفعاليات متنوعة تقدمها الأوساط الأدبية والفنية والأكاديمية".
وشهدت الأمسية مداخلات عدد من الادباء والفنانين بينهم الفنان مكي هادي، الناقد جبار وناس، الدكتور ياسر البراك، والشاعر علي الشيال، والكاتب المسرحي عمار نعيم، والشاعر خالد صبر، فيما كان مسك الختام توقيع وتوزيع كتاب (أطوار القصب: البناء اللحني لأطوار الغناء الريفي في مدينة الناصرية) للباحث محمد هادي السرحان.