ذي قار / حسين العامل
كشف المشاركون في مشروع مسارات لدعم الاسر النازحة عن تسجيل اكثر من 10 الاف نازح في محافظة ذي قار اثر التصحر والجفاف ، فيما أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن تبني مشروعا لتقديم الدعم القانوني ومساعدة المتضررين في الوصول الى الوثائق المدنية والحقوق في السكن والأرض والملكية.
يأتي ذلك في ظل اسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار التي اخذت تفقد مساحات واسعة من اهوارها واراضيها الزراعية وتواجه نزوحا سكانيا كبيرا بين اوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا يواجهون مخاطر جمة اخذت تنعكس سلبا على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتهددهم بالحرمان من مصدر دخلهم الرئيس.
وقالت ممثلة المنظمة الدولية للهجرة كلارا الوراق خلال الإعلان عن اطلاق مشروع "مسارات الوصول إلى هوية الأحوال الشخصية والوثائق المدنية والحقوق والسكن والأرض والملكية" الهادف لدعم النازحين والذي حضره عدد من المسؤولين المحليين ان " المنظمة تواصل عملها في مجال التنمية المستدامة وقد اطلقت مشروع مسارات لدعم النازحين المتضررين من الجفاف والتصحر "، مبينة ان " هناك نازحين من محافظة ذي قار الى محافظات أخرى بسبب التغيرات المناخية وان هدف المشروع يتمثل بتقديم الدعم القانوني للأسر والافراد المتضررين وكذلك تقديم الدعم الى الدوائر المعنية".
وبينت ان " المشروع ممول من الوكالة السويدية للتعاون والإنماء الدولي".
ومن جانبه كشف مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة ذي قار بسام محمد حسن عن تسجيل اكثر من 10 آلاف اسرة نازحة بسبب تداعيات التغير المناخي ومنها الجفاف والتصحر.
وأوضح خلال مشاركته في فعاليات اطلاق مشروع مسارات إنه" تم تسجيل 10 آلاف و300 اسرة نازحة في عموم محافظة ذي قار"، مشيرا الى ان " ذي قار تعد من اكثر المحافظات العراقية تضررا من التصحر والجفاف والتغيرات المناخية".
وتحدث حسن عن " زيارات ميدانية للأسر المتضررة لغرض الوقوف على احتياجاتهم وتقديم المساعدات الغذائية والسلع المعمرة والمواد المنزلية لهم بالتعاون من السلطات المحلية والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في المحافظة".
وبدوره قال مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي ان " مشروع مسارات يستهدف العوائل المتضررة من الجفاف والتصحر ويقدم لها الدعم والاستشارات القانونية والتمثيل القانوني المجاني ".
ويجد سعدي ان "التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية على جميع المجالات الحياتية تستدعي وضع سياسة دقيقة قادرة على الصمود بوجه التقلبات المناخية وتداعياتها لاسيما ما يتعلق منها بسياسات التكيف والتخفيف من الضرر"، مبينا ان " هذا الملف يشكل اساس التنمية المستدامة وهو ما يجعل تأمينه اولوية استراتيجية لمواجهة التحديات والتداعيات الناجمة عن المتغيرات المناخية".
وتواجه محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وازمة المياه خلال السنوات الاخيرة اذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الاهوار في المحافظة الى الجفاف وتضرر مئات القرى من شح المياه، ناهيك عن نزوح وهجرة الاف الاسر من مناطق سكناها اذ فقد معظم سكان الاهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الاعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة وصيد الاسماك وتربية المواشي فيما تسببت العواصف الغبارية بمشاكل صحية وحالات اختناق بينما ادى ارتفاع درجات الحرارة الى خسائر اقتصادية ناجمة عن تفاقم مشكلة الجفاف ناهيك عن تعطيل الدوام في الايام التي تشتد فيها الحرارة خلال موسم الصيف.
واعلنت ادارة محافظة ذي قار يوم ( 2 تموز 2024) عن تحرك لمواجهة التغيرات المناخية بالتعاون مع منظمة (GIZ) الالمانية، فيما صفت لجنة ازمة التصحر والجفاف ما يتعرض له السكان المحليون من اثار الجفاف بالإبادة الجماعية داعية الحكومة المركزية الى تبني خطة طوارئ لدعم وتعويض المتضررين واعادة توطين النازحين.
يشار الى ان دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار كشفت (28 تشرين الاول 2024) عن تسجيل نحو 10 الاف عائلة نازحة من مناطق الاهوار ومناطق اخرى التي تعرضت للجفاف والتصحر والتغيرات المناخية، وفيما اكدت في حينها تقديم معونات اغاثية لـ 9600 عائلة من العوائل المذكورة، اشارت الى ظروف خاصة حالت دون استكمال عملية حصر النازحين في قضائي الاصلاح وسيد دخيل.
وأعرب مسؤولون محليون ومنظمات مجتمعية في ذي قار في (منتصف حزيران 2023) عن خشيتهم من تفاقم مشاكل النزوح البيئي الناجم عن ازمة المياه في موسم الصيف، وذلك بالتزامن مع تحذيرات بيئية من تراجع مناسيب المياه في مناطق الاهوار.
واسفرت موجة الجفاف التي شهدتها مناطق الاهوار في صيف عام 2022 والاعوام اللاحقة عن ارتفاع معدلات البطالة بين سكان اهوار الناصرية الى أكثر من 60% بعد ان فقد معظم العاملين في مجال تربية الجاموس وصيد الاسماك والاعمال الحرفية فرص عملهم نتيجة زحف التصحر والجفاف الذي طال أكثر من 90% من المناطق التي كانت مغمورة بالمياه في العام ذاته.
وكان مسؤولون وسكان محليون في مناطق الاهوار حذروا في وقت سابق من عام 2023 من تراجع القدرة الشرائية للسكان في المناطق المذكورة التي كانت تواجه مخاطر الجفاف، مشيرين الى حالة كساد غير مسبوقة في الاسواق المحلية بسبب فقدان معظم السكان لفرص عملهم، فضلاً عن انهيار اسعار العقارات وانخفاض اسعارها الى النصف وسط رغبة شديدة بالنزوح.
وكشف مسؤول محلي في ذي قار في (منتصف ايار من العام 2023) عن مباحثات مع منظمة اليونيسيف لتطوير واقع التعليم والحد من ظاهرة الطلبة المتسربين في مناطق المحافظة التي تتعرض للنزوح السكاني الناجم عن الجفاف والتأثير المناخي، وذلك ضمن خطة المنظمة الخاصة بتطوير قطاع التربية والتعليم في المحافظة.