علي حسين
غريبة أخبار بلاد الرافدين ، فبينما تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي بمعارك الجيوش الالكترونية ، ينشغل النواب بمحاولة تعطيل البرلمان باوامر من رؤساء الكتل ، مرت ستة اشهر لم يعقد فيها برلماننا الموقر سوى عشر جلسات، حصل النواب مقابلها على رواتب بلغت ثمانية عشر مليار دينار عراقي . اضف الى ذلك ان مجلس النواب مشغول باثارة النعرات الطائفية والتشجيع على الاحتراب بين ابناء الشعب ، والهدف هو ارضاء رؤساء الكتل الذين اكتشفوا ان الحكومة لم تحقق لهم طموحاتهم في الاستيلاء على كامل الكعكة العراقية . واتمنى عليك عزيزي القارئ ان تنسى طموحك بالمستقبل والرفاهية إلى جانب قضايا التعليم والصحة والبطالة. والملايين التي تعيش تحت خط الفقر .
في ألمانيا التي لا تريد ان تنسى انجيلا ميركل ، اختار المستشار الألماني أولاف شولتس الشابة العراقية ريم العبلّي وزيرة للتنمية في حكومته الجديدة . تخيل جنابك بعد 62 عاماً على استشهاد جدها المناضل اليساري العراقي محمد صالح العبلّي على يد قادة انقلاب 1963، تجد الحفيدة نفسها وزيرة في حكومة المانية دون أن يسألها أحد عن "أصلها وفصلها" ولونها وانتماء عائلتها السياسي، فقط أكد المستشار الألماني أن اختيار ريم للمنصب يعني أن "الاندماج يمكن أن ينجح".
ونقرأ في الأخبار العجيبة لبعض البلدان "الكافرة" أن الدنمارك ماتزال على قائمة الدول الأكثر سعادة، كما أنها تُعدّ أقلّ الدول فساداً. نحن خارج هذه الحسابات، فقد حصدنا المراكز الأولى في الفساد والبؤس ودرجات متأخرة في الفرح والسعادة. لا يهم، فمثل هذه التقارير تضعها منظمات تتآمر على تجربتنا "الديمقراطية "، لا نقرأ في الأخبار عن خطب المسؤولين في الدنمارك، لكن يمكن ان تشاهد بالصوت والصورة من يتقافز على الفضائيات العراقية ليعلن ان هذه الدولة " مالتنا " وبس ، فيما يخبرنا رئيس البرلمان محمود المشهداني بكل اريحية ان لديه ملف لو عرضه على العراقيين لتهدمت الدولة .. ياسلام .. هناك خبر سعيد فقد اعلن محمود المشهداني من الجزائر أنه سيتفرغ لقضايا المصيرية التي تواجه الامة العربية .
لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي يضحك عندما يقرأ خبراً يقول إن الرئاسات الثلاث اجتمعت وتدارست وقررت أن تعلن "حصر السلاح بيد الدولة".. أما كيف، والسلاح مزدهر بجميع أنواعه: قنابل يدوية، رشاشات، صواريخ، وأيضاً مدرعات إذا تطلب الأمر.
يكره مسؤولونا الأرقام إلا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كل أرقام أخرى مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية
رجاء، لا تسيئوا فهمي، عندما اعيد التذكير بالعراقية ريم العبلي ، خصوصاً نحن في هذه البلاد نستكثر على سيدة ان تجلس على كرسي رئاسة البرلمان .









