واسط / جبار بچاي
شرع قسم وقاية المزروعات في مديرية زراعة واسط بتجربة ميدانية هي الأولى من نوعها في المحافظة، تمثلت باستخدام طائرة «درون» لرش المبيدات في بساتين النخيل، وذلك تزامنًا مع موسم مكافحة حشرتي «المن» و«الدوباس» اللتين تصيبان النخيل، وسط آمال بتوسيع هذه التجربة في المستقبل بعد تقييم نتائجها.
وبحسب مختصين في زراعة واسط، فإن هذه التقنية الحديثة تسهم في تقليل الكُلف وتسريع عمليات المكافحة، إضافة إلى الحد من تعرض العاملين للمبيدات الكيميائية الضارة، داعين إلى استقدام عدد أكبر من الطائرات مستقبلاً لتعزيز كفاءة العمل.
وقال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة واسط، سلام العجيلي، في حديثه لـ(المدى)، إن «محافظة واسط شهدت خطوة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى المحافظة، إذ نفذ قسم وقاية المزروعات تجربة ميدانية باستخدام طائرة درون لمكافحة الحشرات الضارة في أحد بساتين قضاء الصويرة».
وأوضح أن «التجربة جرت بالتعاون مع شركة مختصة بالتقنيات الزراعية الحديثة، حيث تم تحديد المساحة المصابة بالمبيدات اللازمة، وتم تنفيذ عملية الرش بعد ظهور إصابات بحشرتي المن والدوباس، على أن تُقيَّم النتائج لاحقًا». وبيّن العجيلي أن «الهدف من التجربة هو الحد من الخسائر الزراعية وتحسين كفاءة عمليات المكافحة، مع تقليل الكُلف والجهد المبذول، إلى جانب حماية العاملين من المبيدات الكيميائية».
وأشار إلى أن العملية تبدأ بتحديد المناطق المصابة وتقدير حجم الإصابة لوضع الكمية المناسبة من المبيدات، حيث تقوم الطائرة بتوزيعها بشكل منتظم. وتبلغ سعة خزان الطائرة المستخدمة في التجربة 30 لتراً.
من جانبه، أكد مستشار محافظ واسط لشؤون الزراعة والموارد المائية، علي حسين حاجم، أن «طائرات الدرون تُستخدم في العديد من الدول لرش المبيدات في البساتين والأراضي المزروعة بالخضر، لكن استخدامها لا يزال محدودًا، ويُعد مهمًا رغم ذلك».
وأضاف في حديثه لـ(المدى)، أن «الطائرات الكبيرة تبقى ضرورية في محافظة واسط نظرًا لمساحاتها الزراعية الواسعة، لا سيما المزروعة بالقمح والشعير، ما يجعل استخدام طائرات الدرون غير مجدٍ تمامًا إلا في المساحات الصغيرة والمتوسطة كالبساتين».
وفي السياق ذاته، أوضح مدير زراعة قضاء الصويرة، المهندس بهجت خميس الجحيشي، أن «التجربة ما تزال قيد الدراسة والتقييم، وقد حققت نتائج أولية جيدة من حيث الاستخدام، إلا أن الحاجة ما تزال قائمة لدراسة المخرجات بشكل أعمق».
وأضاف أن «من الضروري تقييم كفاءة طائرات الدرون مقارنة بوسائل المكافحة التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالمساحات الكبيرة، والتي قد تتطلب استخدام طائرات أكبر أو آليات أرضية مثل الساحبات الزراعية المخصصة».
وأشار الجحيشي إلى أن «الدرون المستخدمة في التجربة تبلغ سعتها 30 لتراً، وهي كمية محدودة لا تناسب المساحات الكبيرة، إلا أننا كدائرة نحرص على اعتماد التقنيات الحديثة التي تحقق نتائج إيجابية بأقل الكُلف وفي أقل وقت ممكن».
وتُعد محافظة واسط من المناطق الزراعية البارزة، إذ تضم مساحات شاسعة مزروعة بأشجار النخيل والفاكهة، فضلًا عن زراعتها لمحاصيل الخضر الشتوية والصيفية والمخاليط العلفية. وتبلغ المساحة الإجمالية لبساتين المحافظة 41,363 دونمًا، يعمل فيها 4,832 فلاحًا ومزارعًا، وتحتوي على مليون و266 ألفًا و332 نخلة من أصناف متعددة، إلى جانب مليونين و854 ألفًا و459 شجرة فاكهة وحمضيات مختلفة الأنواع.