ترجمة: عدوية الهلالي
ربما تشير موجة الأفلام الأوركسترالية التي انتجت في السنوات الأخيرة إلى ميلاد نوع سينمائي جديد، وفي فيلم "الموسيقيون"المعروض مؤخرا للمخرج غريغوري ماغني، تسوء بروفات الرباعية المتكونة من اربع عازفي كمان محترفين قامت منظمة الحفل التي تجسد دورها (فاليري دونزيلي) بجمعهم في حفل موسيقي لكن غرورهم أفسد مشروعها فقامت باستدعاء مؤلف الموسيقى المتقاعد لحل الموقف.
لم يكن بإمكان الممثل فريديريك بييرو أن يلعب دور قائد الفرقة الموسيقية في فيلم (الموسيقيون) للمخرج جريجوري ماجني لأن فريديريك بييرو ليس قائداً، في حين أن أعضاء الرباعية الوترية هم موسيقيون محترفون. كان فريديريك بييرو، في الحياة الواقعية، يعزف على الكلارينيت كهاوٍ.ويناسبه تمامًا تعبير "هاوٍ"، لأنه يمتلك طريقة، على الشاشة، بعدم الظهور على دراية كاملة بكل شيء، وكأنه هاوٍ تقريبًا.
ولكن بعد ذلك قد تسأل، إذا لم يكن قائدًا أو مؤديًا، فماذا يفعل في هذا الفيلم المسمى "الموسيقيون"؟ الجواب هو كونه مؤلف الموسيقى التي سيقدمها الرباعي قريبًا في كنيسة رومانية ذات صوت استثنائي، باستخدام آلات ستراديفاريوس، وهي آلات ثمينة للغاية لدرجة أنه لا يجب عليهم السفر معًا أبدًا،و كل واحد منهم يسافر في سيارته المدرعة الخاصة.
في الفيلم، تسير التدريبات بشكل سيء، والموسيقيون لا يتفقون، ومنظمة الحفل وراعيته، أستريد تومسون (فاليري دونزيلي)، ليس لديها خيار سوى استدعاء مؤلف الموسيقى، وهو ما يبدو وكأنه فكرة جيدة: فمن أفضل من مؤلف الموسيقى يمكن أن يساعد الموسيقيين على تجاوز هذا؟ إلا أن هذه القطعة تم تأليفها منذ عشرين عامًا ولم يعد مؤلفها يتعرف عليها، ولم يعد يفهمها.وفي النهاية، لم يعد يحبها بعد الآن. وهكذا يجد فريدريك بييرو نفسه مرة أخرى في مكان شخصية غريبة عن الحدث، فهذا العمل المبكر لم يعد من اختصاصه إذ تتكون موسيقاه اليوم من تسجيل أصوات الطيور في البرية حيث يعيش، وحيدًا، مع معداته التسجيلية، بعيدًا عن مشاكل الأنا لدى الموسيقيين، والعقود الضخمة، والآلات الموسيقية التي تباع في المزادات بعشرة ملايين دولار، وكل هذا الفولكلور.
وعندما يصل إلى أدنى مستويات عجزه، يعلن الملحن عن اكتشاف عظيم قائلا: "في الرباعية الوترية، لكي تنجح، يتعين على الجميع العزف بشكل خارج عن اللحن قليلاً، ومجموع هذه الأكاذيب هو الذي يخلق الانسجام".
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة موجة من الأفلام الأوركسترالية، والتي ربما كانت تبشر بميلاد نوع جديد، ويبدو أنه من المحتم أن تكون جميع الأفلام الأوركسترالية قصص نجاح. ومن السهل فهم ذلك: فمن هو المنتج الذي يخاطر بإنتاج فيلم يعلن للجمهور أن كل شيء قد دمر، وأن العنيفين هم من يفوزون؟ هل يحتاجون إلى أن يكونوا دراماتيكيين إلى هذا الحد؟
قبل عام من ذلك، تم إطلاق فيلم "Tar" للمخرج تود فيلد، بطولة كيت بلانشيت في دور قائدة أوركسترا تكافح من أجل ترك بصمتها في عالم يهيمن عليه الرجال.ومن الأفلام الأخرى التي تناولت موضوع الموسيقى فيلم (مايسترو) لبرونو تشيتشي وفيلم (عزف موسيقي) لبرادلي كوبر.
وتشارك فاليري دونزيلي في بطولة فيلم "الموسيقيون"، وهو فيلم روائي طويل يتوجب عليها خلاله جمع أربعة فنانين ماهرين، حيث سيعزف كل منهم على آلة ستراديفاريوس لتقديم حفل موسيقي فريد من نوعه.إنها تضفي لمسة من الخيال على السينما. فالمخرجة والممثلة فاليري دونزيلي في دورها الجديد هي محبة للموسيقى تقوم بتجميع رباعي من آلات ستراديفاريوس. وتعترف بأنها لم تعزف على أي آلة موسيقية قط، باستثناء القليل من البيانو وبعض النوتات الموسيقية من الجيتار. وعندما سُئلت عن وظيفتها، قالت إنها تعمل "من أجل المتعة لأن صناعة الأفلام ممتعة للغاية، فأنت لا تزال فيها متصلاً بطفلك الداخلي"، كما تقول هذه المخرجة التي علمت نفسها بنفسها، وتقول أيضا "فعلتُ الأمور دون تردد، بل انطلقتُ بعد أن اتخذتُ قرارًا حازمًا بعض الشيء، فعندما أتخذ قرارًا، أنفذه حتى النهاية."
لقد تم اختيار فاليري دونزيلي عدة مرات في مهرجان كان، حيث فرضت أسلوبها من خلال أفلام قوية ومن خلال سيرتها الذاتية أيضا فهي أحيانًا ممثلة، وأحيانًا مخرجة، وهي تقول عن هذين الدورين: "ما يعجبني في كوني ممثلة هو أنني أجد الاستسلام لنظرة الآخرين مريحًا، كما أنه يحميني، بينما عندما أكون مخرجة، فإنني أعرض نفسي بالكامل لذا يجب ألا أفكر في هذا كثيرًا، فهو يجعلني عرضة للخطر".
ضمن موجة الأفلام الأوركسترالية. . "الموسيقيون".. لمسة خيال جديدة

نشر في: 8 مايو, 2025: 12:03 ص