 متابعة/ المدىظهر معمر القذافي كوميدياً يوم أمس في مناسبتين، الأولى دامت بضع ثواني خرج فيها مبتسما حاملا مظلة مطرية، والثانية في الساحة الخضراء من شباك بناية محطمة محترقة وهو يخطب مرتبكا مهددا الثوار بزحف يقضي عليهم، استخدم كلمة "الجرذان" لنعتهم أكثر من أربع عشرة مرة.
وفي نهاية خطابه الطويل غير المترابط وغير المفهوم، توتر القذافي وضرب على طاولة خشبية استند عليها وهو يصرخ داعيا (أنصاره) إلى مهاجمة الثوار بعد أن وصفهم بـ"عملاء وجرذان" المخابرات العربية الشقيقة. كما نعت الشباب منهم بالسكارى والمأجورين ومدمني حبوب الهلوسة.وقال انه ليس رئيسا حتى يستقيل، لكنه قال انه القائد إلى الأبد، وانه محارب بدوي جاء بالمجد إلى الليبيين، ملوحا باستخدام القوة عند الحاجة.وتعهد القذافي، الذي بدا غاضبا ملوحا بقبضته مرارا، أن "الثورة معناها التضحية إلى نهاية الزمن".كما تعهد القذافي باستخدام العنف عند الحاجة، حسب وصفه. وأضاف انه لم يصدر الأمر باستخدام السلاح، ولو فعل حينها "سيحرق كل شيء، وهذا يقودنا إلى حرب أهلية".على الصعيدين الإقليمي والدولي أعلنت كل من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عن عقد اجتماعيين طارئين، منفصلين، لبحث الأوضاع المتفاقمة في ليبيا بعد اندلاع الاحتجاجات الواسعة ضد نظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مجلس الأمن الدولي سيبحث الأزمة في ليبيا بناء على طلب من نائب السفير الليبي لدى الأمم المتحدة.وقال كذلك إنه تحدث مع الزعيم الليبي القذافي لمدة 40 دقيقة وحثه على ضبط النفس و"وضع حد لأعمال العنف ضد المتظاهرين".إلى ذلك ذكرت أنباء أن الثوار اسقطوا اغلب مدن ليبيا وأنها باتت تحت سيطرتهم، وأنهم في الطريق إلى العاصمة طرابلس التي ظلت الأنباء تؤكد حتى ساعة إعداد هذا التقرير تحت سيطرة نظام القذافي.وقالت الأنباء أيضاً إن طرابلس تعيش حالة من التوتر الشديد، حيث بدت شوارعها خالية تماما، إلا من بعض طوابير الناس لشراء الخبز أو وقود العربات.وأقفلت مقرات ومصالح الحكومة أبوابها أمام المواطنين، إلا أن بعض المحال فتحت أبوابها.وتقول تقارير صحفية أن هناك دلائل على حدوث حرائق وشغب، كانت ظاهرة في بعض شوارع العاصمة.كما شهدت تلك الشوارع حضورا عسكريا مكثفا، وعلى الأخص في نطاق المناطق المهمة والحساسة، أما الاتصالات فوصفت بأنها صعبة.من جانبها دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى إرسال بعثة إلى ليبيا فورا للتحقيق في الأحداث التي قالت أنها أسفرت عن مقتل المئات.وبحسب شهود عيان، فأن سفينتين حربيتين تقصفان الثوار في بنغازي، هذا وقد تم تعليق عضوية ليبيا في جميع مؤسسات جامعة الدول العربية.