ميسان / مهدي الساعدي
شهد نهر دجلة المار بمحافظة ميسان امتلاء حوضه بالمياه، ليصل إلى مستويات غير مسبوقة ولم تشهدها المحافظة منذ مدة، كما حدث ذلك مع تفرعات النهر الأخرى المارة بمدينة العمارة.
وعلى الرغم من عودة الامل في نفوس ابناء المحافظة بعودة المستوى المائي، الذي يمكن ان يعيد الاهوار الى واقعها الحقيقي، الا ان ذلك الامل تبدد بعد معرفة الاهالي ان الاطلاقات المائية هدفها ابعاد اللسان الملحي في البصرة، وليس اعادة احياء اهوار المحافظة التي جفت منذ امد.
نسبية الانتعاش التي حققتها الاطلاقات المائية المارة في محافظة ميسان، كانت مرصودة من قبل الناشطين والعاملين في المجال البيئي فيها، حيث بين حيدر عدنان رئيس منظمة ابناء الاهوار في حديثه لصحيفة (المدى) "في ضل مراقبتنا لزيادة الاطلاقات المائية الاخيرة في نهر دجلة، وارتفاع مناسيب المياه في الانهر الرئيسية والفرعية في محافظة ميسان، مما انتعشت تلك الانهر وبعض البرك المائية بشكل نسبي، علما ان تلك الاطلاقات المائية لم يكن الغرض الرئيسي منها زيادة الحصة المائية للمحافظة على وجه الخصوص، بل كانت لغرض ايصال المياه الى البصرة من اجل دفع اللسان الملحي عن مياها باتجاه البحر". وأضاف: "انعكست هذه الزيادة المائية على الحياة والبيئية الميسانية، وبالاخص الاقضية والنواحي والمناطق الريفية التي تعرضت الى مشاكل بيئية خطيرة، في فترات الجفاف الحاد نتيجة ارتفاع زيادة الأملاح وتلوث المياه".
ورد قسم الاعلام والاتصال الحكومي في محافظة ميسان من خلال تنويه اصدره مكتبه الاعلامي، على تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي للعديد من المقاطع الفيديوية، التي تظهر فيها غرق بعض اجزاء مشروع تأهيل وتطوير كورنيش نهر دجلة في قضاء العمارة جاء فيه "يحدث هذا الارتفاع عند إطلاق كميات من المياه بهدف دفع اللسان الملحي في شط العرب، حيث تتدفق هذه المياه عبر نهر دجلة دون أن تتفرع إلى فروعه أو تصل إلى الأهوار، إذ تعد هذه الإطلاقات إجراء فني خاص بمحافظة البصرة".
من جانبه، بين مستشار لجنة الخدمات العامة في مجلس محافظة ميسان، منتظر السيد نور خلال تصريحات اعلامية تابعتها صحيفة (المدى) ان "الإطلاقات المائية الأخيرة التي تسببت بارتفاع مناسيب نهر دجلة في ميسان، جاءت لدفع اللسان الملحي في شط العرب بمحافظة البصرة وليست لمعالجة التلوث بمحافظة ميسان، وان ارتفاع المناسيب حصل في مجرى النهر الرئيسي فقط وتم تصريف كميات قليلة باتجاه الأنهر الفرعية والاهوار".
وبين مواطنون من ابناء مدينة العمارة قيام الجهات المختصة في المحافظة بحصر المياه في المدينة، من اجل دفعها نحو نهر دجلة وفي هذا الشأن اشار المواطن الميساني محمد كريم لصحيفة (المدى) "اغلاق فتحات تصريف مياه ناظمي المشرح والكحلاء وفتح طلاقات صغيرة منها، ساعد بشكل كبير على حصر المياه في عمودي نهري المشرح والكحلاء في المدينة، ودفع الكميات الاضافية الواردة من المياه نحو النهر الرئيسي، لتوجيهها نحو البصرة ولو تم فتح هذين الناظمين بصورة كلية لساعد ذلك بتوجه المياه نحو الاهوار وانتعاشها بشكل كبير".
واضاف "وتعتبر هذه الاطلاقات المائية وقتية، وسرعان ما سيعود الوضع الى سابق عهده وستعود حينها مشكلة شحة المياه، وانحسارها في النهر الرئيسي في المحافظة".
ومع استمرار تدفق المياه حسبما وصفت من قبل جهات مختصة باستفادة ذلك التدفق من انتهاء موسم زراعة الحنطة والشعير، واكتمال رية الفطام رصد المهتمون عودة الوضع الى افضل مما كان عليه في الفترة القريبة السابقة، وهذا ما اكده رئيس منظمة ابناء الاهوار حيدر عدنان لصحيفة (المدى) "اليوم ونتيجة ارتفاع مناسيب المياه بدأت الحياة تعود في اغلب مناطق المحافظة بشكل أفضل، سواء على الانسان أو الثروة الحيوانية من أسماك ومواشي، بعد ان شهدت تلك الثروات الحيوانية تهديدا بالموت الحتمي، نتيجة الجفاف وما خلفه من ازمات متعددة". ولم يخف حيدر عدنان شانه شأن ناشطي البيئة في المحافظة، قلقه من الفترة المقبلة التي ستشهد ارتفاع معدلات درجات الحرارة، وانخفاض مناسيب المياه ما يتطلب من حرفية في ادارة ذلك الملف المهم، مونه شريان الحياة منوها خلال حديثه لصحيفة (المدى) "نحن وبصفتنا ناشطين في مجال البيئة ومتابعين للأحداث البيئية، وعلى اطلاع بالقرارات حول الاطلاقات المائية بالرغم من توفير نسب مائية لكننا قلقين من الفترات المقبلة، بسبب انتهاء موسم الأمطار وبداية فصل الصيف وهذا المصدر مهم جدا لارتفاع مناسيب المياه في العراق، وتقليل الاطلاقات المائية من دول المنبع بالإضافة إلى انخفاض المخزون المائي في العراق بشكل كبير، وهذا خطر ينذر بحدوث جفاف حاد وخطير في الفترات المقبلة، لذا ومن منطلقنا البيئي، نطالب الحكومة والجهات المعنية والمختصة، بالعمل على تكثيف جهودهم للسيطرة على مناسيب المياه وتفادي خطر الجفاف".