المدى/متابعة
في تصاعد جديد للتوترات السياسية والأمنية في العراق، عبّر رئيس الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي للحزام والطريق، حسين الكرعاوي، عن رفضه القاطع لقرار وزارة الداخلية القاضي بحظر التظاهرات، معتبراً ذلك "عودة بالعراق إلى النظام الدكتاتوري"، وتعدياً صارخاً على الدستور وحقوق الإنسان، فيما أكدت وزارة الداخلية أن قرار المنع يأتي في إطار الاستعدادات الأمنية لانعقاد القمة العربية في بغداد.
وقال الكرعاوي في تصريح صحفي اليوم الأحد، إن “تعليمات وزارة الداخلية بخصوص منع التظاهر تعتبر ضرباً للدستور العراقي ومواثيق وحقوق الإنسان، وتعدياً على الحرمات العامة”، لافتاً إلى أن الدستور كفل للمواطنين حرية التظاهر والتعبير عن الرأي، وأن ما أعلنته الداخلية يمثل تقويضاً للعملية السياسية برمتها.
وأضاف الكرعاوي أن "اعتراض الداخلية على التظاهرات سيمهد لاحقاً لإلغاء جميع أشكال التعبير السلمي، وهو ما يعيد العراق إلى أجواء النظام الصدامي، حيث كانت الحكومة تمارس الأساليب الانتقامية ضد كل من يخالف قراراتها"، مؤكداً أن "قرار الداخلية سيزيد من إصرار أبناء الشهداء على رفض زيارة المدعو الجولاني إلى بغداد لحضور القمة العربية".
وجاء هذا التصريح رداً على البيان الصادر عن وزارة الداخلية العراقية بتاريخ 10 أيار 2025، والذي شدد على منع التظاهرات من دون استثناءات، سواء كانت خدمية أو احتجاجية، وذلك في إطار التحضيرات الأمنية الجارية لاستقبال القادة العرب في القمة المرتقبة.
وأكدت الوزارة في بيانها أن "القوات الأمنية شرعت منذ اللحظة الأولى لإعلان موعد انعقاد القمة العربية في بغداد باتخاذ خطواتها لتأمين هذا الحدث المهم، وسخرت جميع إمكاناتها لإنجاح هذه المناسبة واستقبال الضيوف العرب"، مضيفة أن "أي محاولة لتنظيم تظاهرة خلال الفترة من 11 إلى 20 أيار الجاري ستكون مخالفة للقانون، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يشارك أو يدعو لها".
كما شددت الوزارة على أن "القوات الأمنية لن تمنح أي رخصة للتظاهر خلال هذه الفترة، وهناك تعليمات صريحة بإلقاء القبض على كل من يحاول إشغال القوات الأمنية عن واجباتها الأساسية المتعلقة بتأمين القمة".
هذا التصعيد بين الحراك الشعبي ووزارة الداخلية يضع العراق مجدداً أمام اختبار ديمقراطي حساس، تتقاطع فيه ضرورات الأمن مع ضمانات الدستور وحرية التعبير، وسط دعوات للحفاظ على السلم الأهلي وعدم تكرار مشاهد القمع التي لطالما عانى منها العراقيون في العقود الماضية.
