نجاح الجبيلي أقام معهد الفيلم البريطاني في 1 شباط 2011 مهرجان فرانسوا تريفو ويستمر إلى 12 آذار، إذ تضمن البرنامج عرض الأفلام الطويلة والقصيرة لتريفو مثل "فهرنهايت 451" ، "400 ضربة" ، "جول وجيم" ،"المترو الأخير" ، "قبلات مسروقة" وغيرها إضافة،
إلى الكثير من الحلقات النقاشية عن تريفو وصنعته السينمائية، وبهذه المناسبة كتب الناقد السينمائي جفري ماكناب من صحيفة الأندبندنت. إذا كان ثمة مشهد يوجز أعمال المخرج الفرنسي فرانسوا تريفو الذي يحتفي به معهد الفيلم البريطاني هذا الشهر فإنه المشهد الواقع في منتصف فيلمه المصنوع عام 1976 بعنوان "تغيير صغير" حول الأطفال الناشئين في بلدة صغيرة في فرنسا. رضيع يدعى غريغوري يترك وحيداً في شقة في الطابق العلوي. يلعب مع قطة صغيرة ترفض أن تدخل من النافذة ثم تحشر بها. يحاول غريغوري أن ينقذ القطة وتفلت يده ويسقط للأسفل إلى الموت المؤكد.. لكنه لا يموت. "غريغوري صنع بم!" يخبر الطفل الصغير المشاهدين المراهقين بينما هو ينفض عن نفسه الغبار على الأرضية التي تبعد عدة طبقات للأسفل. تصاب أمه بإغماء. لا يثير غريغوري أي جلبة ولا تريفو أيضاً. ففي عالمه لا يسمح للضرر أن يصيب الأطفال. وكما وصفه أحد أصدقائه كان تريفور "روحاً طيبة" و"كنزاً من الرقة". يستحق هذا الوصف أن يبقى في الذهن حين نأخذ بنظر الاعتبار دخول تريفور لأول مرة في ثقافة الفيلم بمقالته في مجلة "كراسات السينما- كاييه دو سينما" بعنوان "اتجاه محدد في الفيلم الفرنسي" وكانت هجوماً شديداً على ما بنذه كونه "سينما الأب". حفر الناقد الشاب فيما أسماه "عرف النوعية" وشجب المخرجين المختصين بإعداد الروايات الأدبية إلى السينما التي فازت بالجوائز في المهرجانات والتي احتضنها النقاد الأجانب. وقد سخر كبار المخرجين وكتاب السيناريو الفرنسيون من غرور هذا الشاب ونبذوه وخمنوا أن النسيان سوف يلفه. وبالطبع حدث العكس. أن ثائرة تريفو كانت بسبب خيبة أمله مما عده الأسلوب الجاف لصناعة الفيلم التي مثلها "جان أورنش" و"بيبر بوست" وهما من أشهر كتاب السيناريو في ذلك الوقت، ومخرجون مثل "كلود أوتان لارا" و"إيف أليغريه". يقول المخرج مارسيل أوفلس عن مقالة تريفو:" هناك عدد كبير من المنتجين في ذلك الوقت تعاونوا مع الألمان خلال الحرب لذا فهناك أسباب متعددة لمحاولة القضاء على حصنهم في السينما الفرنسية". وثمة عنصر آخر كان متعلقاً بالأجيال إذ كان تريفو ضمن جيل الشباب الشغوفين بالسينما- بما يسمى "الهيتشكوكيين- الهوكسيين" (نسبة إلى المخرجين هيتشكوك وهوكس-م) اللذين فضلا الأفلام من الصنف ب المصنوعة في هوليوود على الأفلام الفرنسية المعدة عن روايات أدبية. ويقال أن تريفو قد شاهد 4000 فيلم ما بين عامي 1940 و1955 فليس من الصعب فهم السبب في تحوله إلى السينما بمثل هذا الشغف. عاش المخرج تريفو طفولة بائسة. وكانت الأفلام طريقه إلى الهروب. وتكشف السيرة الذاتية لتريفو التي كتبها "أنطوان دي بوكو" و"سيرج توباينا" على مدى شبهه بتشارلز دكنز وبالأخص ديفيد كوبرفيلد بطل روايته. إذ أنه لم يعرف أباه البايولوجي مثل كوبرفيلد. ربما لم يعمل تريفو في معمل الأصباغ كما عمل دكنز في شبابه إلا أنه شعر بحس مشابه بالظلم حول تربيته. ولم تعر أمه "جانين" انتباهاً له. أما جدته من أمه الذي كان قريباً منها فقد ماتت حين كان هو في العاشرة. وزوج أمه رونالد تريفو كان مهتماً بتسلق الجبال أكثر مما بابنه الجديد. كان تريفور في عطلات نهاية الأسبوع يترك وحيداً مع وجبات معدة سابقاً فيما يذهب أبواه إلى تسلق الجبال. وكما خمن زوج أمه بسرعة كان تريفو الشاب يفضل "الدراجات والأفلام" في الخلوات الكبرى. زاده الثقافي يتكون من ثلاث روايات في الأسبوع وثلاثة أفلام وظل ملتزماً بذلك بدقة قصوى خلال مراهقته. ومن كتابه المفضلين بلزاك ودوماس. بدأ هو وصديقه روبرت لاشيني بتأسيس جمعية الفيلم حين ما زالا مراهقين واستخدما أسلوب الحيلة ليحاولا أن يجعلا الجمعية ربحية. وزعموا أن جان كوكتو قد زارهما مرة وشاهد أحد العروض. وقد جاء الجمهور ودفع الكثير من أجل رؤيته إلا أنه لم يظهر لهم. وقد وضع كاتباً، سيرته وصفاً مروعاً لرونالد تريفو وهو يخبر الشرطة عن ابن زوجته. كان تريفو الشاب لصاً صغيراً تجمعت عليه ديون كثيرة. حاول رونالد أن ينتقم منه حتى لو تطلب الأمر إيداعه في السجن. وفي محاولة مضللة أدرج تريفو في خدمة الجيش لكنه ذهب إلى "أوول" بدلاً من مخاطرة إرساله إلى الهند الصينية ما أدى إلى سجنه. وحين كان في أوائل العشرين من عمره أصيب بالسفلس عدة مرات وصادق كاتب الأنفاق جان جينيه الذي عدت روايته "مذكرات لص" بيان لحياته الخاصة. حاز تريفو على الشهرة بفيلمه "400 ضربة" – 1959 ويدور حول مراهق بائس هو "أنطوان دوينيل" (الذي أدى الدور جان ب
فرانسوا تريفو ملك الموجة الفرنسية الجديدة والغصن اليافع للصحافة السينمائية
نشر في: 23 فبراير, 2011: 04:39 م