TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الزعيم منزعجاً

العمود الثامن: الزعيم منزعجاً

نشر في: 12 مايو, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

كان ينبغي أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن القمة العربية التي يرفض بعض النواب والمسؤولين أن تعقد في بغداد، وحجتهم أن المبالغ التي تُصرف على القمة، كان على الحكومة أن توجهها لخدمة الشعب . وسأصدق هذا القول، وأصفق له لو أن المنادين بهم يسهموا في نهب أموال هذا الشعب، وفي الإصرار على جعل العراق " محلك سر " . تعقد القمم واللقاءات في معظم بلدان العالم، وقد نشاهد تظاهرات تندد بالحروب أو احتجاجات من أجل المناخ، لكننا أول مرة نشاهد نواباً ومسؤولين يحتجون على عقد قمة في بغداد. وكنّا جميعاً أنتم وجنابي قد عشنا مع قمة عام 2012، وشاهدنا كيف أن الجميع كان يصفق لها، ويتحدث عن الإنجازات الكبيرة التي حققها رئيس الوزراء آنذاك السيد نوري المالكي.
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قادة البلاد الأشاوس، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي أسيراً لأمزجة الزعماء الكبار، فيما كل الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء. ولهذا كان لا بد من أن يخرج علينا السيد نوري المالكي ليشيد بالتظاهرات، ويحذر من الطائفية، ويطالبنا بأن نستمر في إنجاز المشروع الوطني الذي بدأه سيادته عام 2006، الذي لم تسمح له الإمبريالية أن يواصل إكماله.
هذه هي النتيجة، لا حدود للسخرية من المواطن العراقي، ولهذا عندما يقول السيد المالكي إن المندسين أرادوا الشر بهذا البلد، دون أن يشير بإصبعه إلى قتلة الشباب في بغداد والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء، فلا ينبغي أن نصاب بالدهشة، وعينا أن نتوقع خبرا يقول أصحابه إن السيد المالكي يقول إن الإطار تورط باختيار محمد شياع السوداني لأنهم اكتشف أنه طامع بكرسي رئاسة الوزراء .ستتذكر حتما المعلقة التي ألقاها علينا نوري المالكي نفسه قبل سنوات قليلة عندما اُخْتِير محمد شياع السوداني نفسه للجلوس على كرسي رئاسة الوزراء على المتظاهر أن يتلقى الرصاص وقذائف الغاز باعتبارهما هدايا من الحكومة! .
ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خصوصاً عندما يصرف وقته الثمين هذه الأيام على إطلاق التوجيهات والخطابات، يوماً ليسخر من الحكومة، ويوماً من أجل الإسراع بإنجاز " تبليط " هو الانتخابات على أن يكون ضمن الموصفات التي يرغب فيها المالكي حصراً.
للأسف يعاني كثير من العاملين في شؤون السياسة في بلاد الرافديين من حالة المراهقة السياسية، فالذين صفقوا لقمة بغداد عام 2012، تجدهم الآن يطالبون بإلغاء قمة 2025 ، والسبب معروف جدا، لأن الزعيم منزعج جداً.. جداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram