 ذي قار / حسين العامل

أكد المشاركون في احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة التي أقامها فريق الشارع الثقافي بالناصرية قدرة الاعلام الرصين على بلورة رأي عام فاعل، مشيرين الى ان بحبوحة الحرية التي اتيحت للإعلاميين بعد عام 2003 باتت محاصرة بالتهديد والتصفية الجسدية والدعاوى الكيدية.

وتحدث المشاركون بالاحتفالية التي حاضر فيها الأكاديمي في جامعة ذي قار احمد السعيدي والإعلامي عماد العصاد الى جملة من قضايا العمل الصحفي والحريات الصحفية اذ تطرق السعيدي لحرية الصحافة في العهدين الملكي والجمهوري وهيمنة السلطة على الخطاب الإعلامي في كلا العهدين بصيغ متفاوتة، وصولا الى ظاهرة القنوات الفضائية الخاصة التي برزت بعد عام 2003 والتي تعود ملكية معظمها جهات سياسية ورجال اعمال. وأشار السعيدي الى ما يمكن ان تواجهه القنوات المستقلة لتبقى على قيد البث، اذ يتطلب ذلك كلف مالية عالية ليس من السهل على المستقلين توفيرها بالطرق المشروعة.
ويجد السعيدي ان معوقات العمل الصحفي في محافظة ذي قار مازالت قائمة حيث التضييق الأمني على التصوير وامتناع مسؤولي الدوائر عن التصريح الا عند استحصال موافقات مركزية من مراجعهم في العاصمة بغداد، مبينا ان "استحصال مثل هذه الموافقات قد يستغرق عدة أيام وقد لا يحصل وهو ما لا ينسجم مع السرعة المطلوبة للمواكبة الإعلامية للحدث"، وأردف "هذا ناهيك عما يتسبب به ذلك من احراج للصحفي امام مؤسسته الإعلامية التي تطالبه بمعلومات رسمية وتصريحات للمسؤولين".
وبدوره تحدث الإعلامي عماد العصاد عن حرية الصحافة بوصفها حرية للتعبير والرأي، مشيرا الى ان البحبوحة الإعلامية التي تمتع بها الاعلام بعد عام 2003 ما زالت محاصرة بالدعاوى الكيدية والتهديد والتصفية الجسدية.
وأشار العصاد وهو أحد الإعلاميين الذي سبق وان تعرض لمحاولة اغتيال تلقى جسده على أثرها أربع رصاصات من مسلحين مجهولين الى ان "حرية الصحفي حق طبيعي وليس مِنَّة وان من مسؤولية المتصدين لإدارة شؤون الدولة ضمان هذا الحق ".
وتطرق العصاد الى مسؤولية الكلمة والمسؤولية الصحفية في التعاطي مع الاحداث، مشيرا الى ان "الاعلام ما عاد مقتصرا على وسائل الاعلام التقليدية لاسيما مع بروز دور (المواطن الصحفي) الذي بات يسبق وسائل الاعلام في تغطية الاحداث الميدانية عبر هاتفه الشخصي ويتولى بثها بصورة مباشرة من خلال الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/ مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.