ترجمة: عمار كاظم محمدقال رئيس الوزراء نوري المالكي انه سيشرف بنفسه على تحسين الحصة التموينية للفقراء ووعد مجلس محافظة بغداد بطرد المسؤولين الفاسدين بينما يتم التخطيط لمظاهرة كبرى يوم الجمعة القادم. وفي عرض واضح لامتصاص المظاهرة الكبرى التي يخطط لها يوم الجمعة القادم، وعد رئيس مجلس محافظة بغداد بطرد المسؤولين الفاسدين بينما أعلن رئيس الوزراء قائلا "إننا استمعنا للمتظاهرين".
لقد ألهمت الاحتجاجات التي تكتسح العالم العربي العراقيين لإطلاق احتجاجاتهم في الشارع في كل يوم تقريبا. كان معظم غضبهم موجها بشكل مباشر إلى المسؤولين فهم يلومونهم على قطع الكهرباء وفقدان الوظائف وفقدان الخدمات الحكومية في البلاد مع اعتقادهم بأنهم يمتلكون ثاني اكبر احتياطيات نفطية في العالم وفي بلدان الشرق الأوسط حيث تهب رياح التغيير. بالنسبة للمسؤولين كانت التظاهرات اليومية تمثل مقياسا للهياج والسخط الذي طفح في بعض الأماكن إلى الغضب العام وقد علق رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي جلسات البرلمان لمدة أسبوع داعيا المشرعين إلى الذهاب إلى مناطقهم الانتخابية للاستماع إلى الشكاوى ومحاولة إيجاد الحلول لها. وقال النجيفي إن البرلمان سيعيد أيضا فتح قضايا الفساد التي تم إغلاقها لأسباب سياسية تلك القضايا المسؤولة عن تسريب ملايين الدولارات من الأموال العامة.وكان رئيس الوزراء قد أعلن إجراءات أخرى تتمثل بتخفيض راتبه الى النصف وتأجيل شراء الطائرات الاميركية المقاتلة من اجل مساعدة الفقراء وقد تسلم يوم الثلاثاء الماضي الإشراف المباشر على الحصة التموينية للفقراء. فمنذ غزو الكويت عام 1990 الذي أثار العقوبات التجارية الدولية التي دامت أكثر من عقد من الزمن كان لدى العراقيين الحق في الأطعمة الأساسية مثل الرز والطحين مقابل كلفة ضئيلة جدا هذا البرنامج الضخم والباهض، على أية حال أعيق بسوء الإدارة والفساد وأصبح مصدر بؤرة رئيسية للغضب الشعبي لكن قلة الوظائف كانت أيضا مصدر اهتمام رئيسي للعراقيين. وفي مظاهرة جرت قرب إحدى مداخل المنطقة الخضراء يوم الجمعة الماضي تم إرسال جنرال عراقي للتحدث مع المتظاهرين وهو محمي بعدد من الجنود ووقف خلف الأسلاك الشائكة بينما مجموعة من الرجال العراقيين كانوا يقدمون شكاواهم. قال احد المتظاهرين الشبان للجنود "انتم إخواننا ونحن نريد من هؤلاء الذين في الداخل ان يخبرونا اين ذهبت الوظائف؟". كان الجنرال يقف في المكان نفسه الذي كان يقف فيه الجنود الاميركان أمام حشود العراقيين في عام 2003 طالبين الكلام مع المسؤولين في الداخل. في بغداد كانت الاحتجاجات صغيرة نسيبا ومتفرقة حيث لا تمثل إلا تهديدا صغيرا للحكومة العراقية التي تقع بشكل خاص في المنطقة الخضراء المحصنة بشدة.كانت شكاواهم تنقسم إلى صنفين رئيسيين: غضب على الظروف المعيشية والاحتجاج على زيادة القيود على الحريات الشخصية. حتى الآن كانت الاحتجاجات في بغداد سلمية بشكل كبير لكن حدثت حادثة تم إضافتها إلى حوادث العنف في البلاد في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين الماضي. وفي جنوب العراق قتلت قوات الأمن العراقيين خلال الأسبوع الماضي محتجا واحدا على الأقل في مدينة الكوت بعد ما حاول الحشد اقتحام بناية مجلس المحافظة وتسلقهم الطابق الثاني وإشعال النار في المكاتب. لقد كانوا يطالبون باستقالة رئيس مجلس المحافظة المتهم بشكل واسع بالفساد لكن يبدو من المستحيل حتى الآن إطلاق الكثير من أموال العراق النفطية حيث الجنوب من أفقر المناطق في البلاد. في العاصمة لم تتدخل قوات الأمن بشكل علني في الاحتجاجات التي ضيقت في ساحة شعبية شهيرة بعيدا عن مقاعد السلطة لكن حادثة حدثت بعد منتصف ليل الاثنين حيث قال مجموعة من المعتصمين في ساحة التحرير انه تم مهاجمتهم من قبل مجموعة كبيرة من الشباب حليقي الوجوه بالسكاكين حيث يقف الجنود العراقيون بالقرب من المكان. يقول كمال جبار منظم المجموعة التي تضم عراقيين من مختلف الشرائح "لقد حدث كل شيء في لحظة"، وكانت هناك كدمات في وجه كمال جبار قائلا لقد وصلت العصابة بسيارات مدنية وبدأت بضرب وطعن الناس بينما كانت سيارات الهمفي العراقية العسكرية تقف عبر الشارع.وقال المنظمون ان الهجوم الاستفزازي وقع بعد ان امر قائد عسكري كبير في الجيش بترك المكان. علي احد المحتجين كان يتمدد على الارض فيما يبدو انه قد تلقى طعنة في فخذه .. ملابسه ما زالت مدماة وقال انه جاء من الناصرية للبحث عن عمل حينما سمع بالاحتجاج وكان نائما في الخيمة عندما تمت مهاجمته لكن قيادة عمليات بغداد أنكرت انه قد تم مهاجمة أي شخص في ساحة التحرير وقالت في تقريرها انه اختراع من قبل وسائل الإعلام العدائية.يقول كمال جبار "أنا ادعم هذه الديمقراطية وكنت سعيدا برحيل صدام لكن هذه ليست ديمقراطية فالطريقة التي تصرف فيها المهاجمون دعتني للتفكير بان صدام مازال حيا". عن: كرستيان ساينز مونيتر
صناع القرار فـي بغداد يستسلمون للاحتجاجات: وعود بتحسين الخدمات
نشر في: 23 فبراير, 2011: 07:08 م