TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رايات وولاءات

العمود الثامن: رايات وولاءات

نشر في: 19 مايو, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

ينقسم العراق الجديد إلى قسمين: واحد يعشق الأحزاب ويهيم غراماً بزعمائها الذين انتفخت جيبوبهم وأرصدتهم بعد عام 2003، وآخر يعشق العراق ويرفض أن يُدجّن، ويحتقر الطائفية المهيمنة على مقدّرات البلاد. وهناك بين هذا وذاك مَن يسمّى بالأغلبية الصامتة التي تذهب للانتخابات ليس حبّاً بفلان أو كرهاً لعلّان، لكنها تخاف على رزق أطفالها الذي يتحكم به ساسة العراق الجديد، الذين يتناسلون يوماً بعد آخر، في ألوان جديدة وطبعات أخيرة، ليس آخرها بالطبع بعض النواب الذين يتقافزون في الفضائيات، يشتمون هذه الدولة، ويسخرون من تلك الدولة، ويهددون ترامب بالاعتقال إذا ما فكر يوما ان يخطوا بقدمه الى ارض وادي الرافدين، يصولون ويجولون بين الفضائيات، من دون أن يسألهم أحد ماذا تريدون ؟ او يحاسبهم القانون على ما يرتكبونه من اساءات بحق العراق. سيتّهمني البعض بـ"العبط"، فهل يجرؤ أحد مهما علا شأنه أن يسأل هؤلاء السياسيين ومعهم جوقة النواب: ماذا تفعلون؟ سيُتّهم بالخيانة حتماً، وسيوضع اسمه على قائمة "أبناء السفارات" ويلصق به لقب "جوكر"، أليست أحزابنا العتيدة، كانت قد قررت قبل سنوات وفي لحظة تاريخية مهمة أن رفع اعلام الاحزاب بديلاً عن العلم العراقي يمكن أن يؤسس لعراق تعددي؟ وأن العناية بـ"بوتكس" عالية نصيف هي التي ستحمل السرور والحبور إلى هذه البلاد؟!..
للاسف تكررت في الأيام الأخيرة ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخص بمحاولة البعض أن يطمس العلم العراقي، ويفضل عليه اعلام لمؤسسات امنية او لاحزاب تعتاش على ثروات هذا البلد.
من المؤكد أنّ كثيراً من العراقيين يشعرون بالحسرة وهم يشاهدون كل يوم أمماً وشعوباً كثيرة تتحرك لتعديل أوضاعها، إنّ ما يفرقنا عن هذه الأمم التي تسعى دوماً إلى تصحيح أوضاعها المتردية أنهم يملكون قوى سياسية حيّة وفاعلة للتغيير.
الذين يقلبون في صفحات الطائفية ويصرون على اثارة الفتن واشعال الحرائق، لا يريدون أن يلتفتوا لقضية مهمة جداً، لكي تحترمك الامم الاخرى ، عليك ان تحترم راية بلدك، وان لا تجعل بلادك تعيش تحت ظلال رايات متعددة وولاءات منحازة.
كان من الممكن التغاضي عن مهازل من عيّنة "خواشيك" وائل عبد اللطيف، وتظاهرات نواب الصدفة، وتظاهرات رفض القمة ، لولا أن هناك من تعامل مع الموضوع بكثيرٍ من الاستخفاف بعقول الناس، وتصوير الأمر وكأنّ الدول التي ستحضر القمة تريد ان تسرق العراق . من حق الجميع ان يناقش في اهمية القمة او عدم اهميتها ، لكن ليس من حق احد الاستخفاف بمكانة العراق، والسخرية منه لانه قرر استضافة القمة العربية ولهذا حين تخرج علينا جهة سياسية لها نواب ومناصب وامتيازات وهي تصر على الاساءة للعراق، فمن حقنا أن نسألها: ما الغاية من هذه الالعاب البهلوانية ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram